موجة الاغتيالات تضرب العراق من جديد / أمام مرأى العالم والحكومة العراقيه
اغتيال هنا واغتيال هناك هذا ناشط يعدم في وضح النهار
وهذه دكتوره تصفى في مركبتها وتطلق عليها النار من مسافة قريبه والعالم كله يرى ويسمع ولا يقوم الا
بالاستنكار هذا هو واقع الحال في العراق الحبيب .
موجة عنف واغتيالات تقودها فئات ومليشيات تتخفى وقت ارتكاب الجريمة وتتوارى عن الانظار ولكنها معروفه ومفضوحه ومعلومة لدى الجميع وخاصة الحكومة العراقية واجهزتها الامنية .
التي وعدت بالقاء
القبض على منفذي هذه الاغتيالات في اسرع وقت ومحاسبتها على تلك الجرائم ولكن الى الان لم ينفذ اي وعد
من تلك الوعود .
تبين لكل متابعي الازمة التي تعصف بالعراق أن الحقيقه توجع البعض والانتفاضه على الوضع المتأزم في العراق تخيفهم و التهاون من الجهات الامنية يريحهم والاقتراب من اسيادهم او التعرض لهم يقض مضاجعهم .
وحينما يقترب الخطر منهم وتقترب أوراقهم من الانكشاف يصابون بالجنون ويبدأون بالقتل والتنكيل بكل من يقول لا
ويرفض هذا الظلم والبهتان الذي يعيشه هذا البلد العظيم .
تعتبر الاغتيالات نهج اختارته المليشيات واذناب ايران
واصحاب المصالح والاهواء واتباع بعض المرجعيات المواليه لطهران ضد كل من ينشط ضدهم
ويختار المقاومة عنوانا له ويرفض كل اشكال التغيير .
هم وجدوا في ايران ملاذا امنا لهم لانها مدتهم بالسلاح وقوة عودهم فصاروا لها خداما وعبيدا وباعوا شرفهم وولائهم لوطنهم بثمن بخس واعتنقوا دينا لا احترام فيه للعهود والمواثيق ولا حرمة فيه للدماء والاعراض .
ولهذه الاغتيالات تاريخ قديم وضحايا كثر لطخت دمائهم ارض العراق وروت تربته ، وهي ليس وليدة الازمة الحالية .
مرت العديد من الحكومات على بلاد الرافدين بعد رحيل النظام البعثي بقيادة صدام حسين ولكن
هنالك بعض الثوابت التي لم تتغير ومنها الاغتيالات والقتل على الهوية وتصفيه
المعارضين للفساد والمعارضين لتسلط فئه وجماعة واحتكارها للسلطة على اغلبية الشعب
.
كثير من العراقيين يترحمون على الراحل صدام حسين
وينعونه ويتذكرون ايامه التي كانت بالنسبة لهم ارحم من الايام التي عاشوها من
بعده على الرغم من مغامراته المجنونه وادخاله العراق في حروب كثيره ومعاداة العالم
لحكومته في فترة حكمه الا ان الوضع في العراق كان افضل من الان بكثير .
فلم تكن هنالك مليشيات مواليه لايران تعيث في العراق الفساد وتقتل الناس اذا اعتراضوا عليها او رفضوا الوصايه الايرانيه عليها ، ولم
ترفع في العراق صور لقادة ايران ولم تقام معسكرات لفصائل مواليه لغير العراق .
رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي يرغب في الحفاظ على
العراق ويسعى لذلك ولكن الامور تبدو صعبة عليه لكثرة المواليين لغير
العراق ولانتشار السلاح بين المليشيات ولاختلاف مسؤولين الحكومة وعدم اتفاقهم على
راي واحد وعدم وضعهم العراق اولا بعيدا عن التحزب والتعصب المذهبي .
الاطياف السياسيه العراقيه اصبحت تستعرض عضلاتها على بعضها وأصبحت تبحث عن مصالحها الخاصه ولا تعير اي اهتمام لهذا البلد الذي ينزف .
شعب العراق الذي يستهدف في كل تظاهره يقوم بها يرفض ما
يحدث في البلاد ويستنكر وبقوة موجة الاغتيالات التي تضرب البلاد ويعلم ان خروجه
للشارع هو بمثابة الانتحار وتعريض النفس للموت المؤكد ولكن كل ذلك يهون من اجل
العراق .
نحن نعلم يقين العلم ان الشعوب هي التي تقرر مصيرها وليس
المليشيات والمرتزقه الذين يخدمون اجندات خارجيه على حساب بلدهم ولذلك نحث شعب
العراق على الاستمرار في المطالبة بحقوقه والدفاع عن ارضه والذود عنها بكل غال
ونفيس وعدم تركها نهبا لهؤلاء المأجورين .
فالشعوب هي الوقود الذي يحرك قطار الوطن ويدفع بعجلة
التقدم الى الامام من دون توقف ويعبر الصعاب والاخطار ويجتاز العقبات التي يضعها
الحاقدين في طريقه ، وكم من أمم نهضت وتطورت بسبب شعوبها وبنت أمجادها من دمائه
وعلى جثثه .
ورسالة اخرى نخاطب فيها ضمائر اولئك الذين امتهنوا القتل
والتنكيل لابناء شعبهم مقابل ولاءات وشعارات زائفه ، مالذي ستجنونه من قتلكم
لاخوانكم تنفيذا لاوامر تاتيكم من ايران وغير ايران ؟
الم تسالوا انفسكم مالذي سيحصل ان قتل النشطاء والدكاتره
وغيرهم من ابناء جلدتكم ؟ هل ستنهض البلاد من جديد وهل سيتغير الوضع الراهن ؟
هل ستكونون بمأمن من العقاب الالهي في الدنيا والاخره ؟
وهل سيتقبلكم
المجتمع العراقي ان كشفت حقيقتكم وعرفتهم على الملأ ؟
وهل سيحميكم الملالي وحكومة طهران من غضب الشعب العراقي
بكل اطيافه ومذاهبه عند انقشاع هذه الغمه ؟
وهل توقف عجلة النمو والتطور في بلاد الحضارات والعراقه
أمر يرضيكم ؟
العراق بلد عظيم اعتاد على مثل هذا الوضع الصعب واعتاد
على عقوق بعض ابنائه ووقفوهم جنبا الى جنبا مع المتربصين واعتاد ان يعود قويا يضمد
جراحه ويقف من جديد ويتعدى مراحل الخطر بكل ثبات .
المحيط العربي وخاصة الخليجي يجب ان يلعب دورا مهما في
العراق ويشعره اهله انهم ليسوا وحدهم في هذا المعترك الصعب الذي يمرون به ، ويجب
ان يعرفوا ان لهم اخوة وعزوة وسندا لن يتركونهم يقاسون ويعانون لوحدهم .
مايجري في حق العراق والعراقيين من مليشيات الموت أمر
مخزي ومزعج ولا يقبله عاقل لابد من وقفه بشتى الطرق حفاظا على الارواح وعلى
الاعراض وعلى العراق الذي استبيح بتهوان العاقين من ابنائه .