بعد تهديد ووعيد أمريكي الأزمة الأوكرانية تصل إلى مرحلة احتمالات التصادم النووي بين القوى الكبرى
قال مسؤولون بارزون في الإدارة الأمريكية أمس الخميس إن البيت الأبيض شكل فريقا من الخبراء للخروج بخطط تتعلق بالرد المحتمل للولايات المتحدة إذا ما استخدمت روسيا أسلحة دمار شامل، سواء كيماوية أو بيولوجية أو نووية، خلال عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
وأثارت روسيا مرارا احتمال استخدام أسلحة نووية خلال عمليتها العسكرية الدائرة منذ شهر . وقال الكرملين هذا الأسبوع إن مثل تلك الأسلحة لن تُستخدم إلا في حالة "التهديد الوجودي".
وحذر مسؤولون أمريكيون من أن اتهامات روسيا لأوكرانيا بأنها قد تستخدم أسلحة كيماوية هي كذبة قد تكون مؤشرا على أن موسكو ربما تلجأ هي لاستخدامها بالنظر لسوابق مماثلة.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس الخميس إن الولايات المتحدة سترد إذا استخدمت روسيا أسلحة كيماوية في غزو أوكرانيا.
وأضاف في مؤتمر صحفي في بروكسل "سنرد، سنرد إذا استخدمها (الأسلحة الكيماوية). طبيعة الرد تعتمد على طبيعة الاستخدام".
وقال المسؤولون إن مجلس الأمن الوطني في البيت الأبيض أرسل مذكرة داخلية للأجهزة الأمنية والوكالات بتاريخ 28 فبراير تطلب تشكيل مجموعة استراتيجية لبحث التحولات الجيوسياسية الكبرى التي تحدث نتيجة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. ويبحث فريق آخر، معروف داخليا باسم "فريق النمر"، التوقعات المحتملة للأشهر الثلاثة المقبلة.
وقال أحد المسؤولين إن مجموعة الاستراتيجية تعمل "لمراقبة المخاطر والتخفيف من وطأتها، بينما تبحث أمر كيفية الدفع بالمصالح الأمريكية والدفاع عنها".
وأضاف المسؤول أن هذا الفريق يضع خططا طارئة للسيناريوهات والاحتمالات المختلفة، بما في ذلك احتمال لجوء روسيا لاستخدام أسلحة كيماوية أو بيولوجية واستهداف قوافل أمنية أمريكية وتعطل سلاسل إمداد الغذاء العالمية والاستجابة المتواصلة لأزمة اللاجئين المتفاقمة.
وأشار المسؤول إلى أن الفريق يبحث أيضا احتمال استخدام روسيا أسلحة نووية.
وأحجم المسؤول عن التكهن بالرد الأمريكي على استخدام روسيا المحتمل لأسلحة دمار شامل، موضحا أنه سيكون هناك رد.
وقال جون كيربي، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) لشبكة (سي.إن.إن) إنه يتعين على الولايات المتحدة التفكير في الاحتمالات.
وأضاف "لم نر أي مؤشر على أن الروس مستعدون لاستخدام أسلحة الدمار الشامل داخل أوكرانيا. لو حدث ذلك فسيكون هناك رد كبير" من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في بروكسل أمس الخميس إن هناك مخاوف من أن روسيا ربما تحاول اختلاق ذريعة لأفعالها عن طريق اتهام أوكرانيا وحلفائها باستخدام أسلحة كيماوية. وكرر ما قاله مسؤولون أمريكيون بأن هذه الاتهامات ذريعة لروسيا للقيام بالمثل.