مساعي دولية متواصلة من اجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية
تتواصل المساعي الدولية حول العالم للاعتراف بالدولة الفلسطينية، مع إعلان كندا رسمياً، الأربعاء، الانضمام إلى 14 دولة في اتخاذ هذه الخطوة التاريخية، خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر/أيلول المقبل، وذلك بهدف، وقف الحرب المستعرة في غزة، و إحياء حل الدولتين، والوصول إلى سلام مستدام في منطقة الشرق الأوسط.
وقال رئيس الوزراء الكندي مارك كارني خلال مؤتمر صحفي الأربعاء، في أوتاوا، إنّ «كندا تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين خلال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول 2025». وأوضح أنّ هذا التحوّل في موقف أوتاوا، مدفوع بقناعة «مزمنة» بحلّ الدولتين لإنهاء الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني المستمر منذ عقود.
تلاشي حل الدولتين
وحذّر رئيس الوزراء الكندي من أنّ «هذه الإمكانية للتوصل إلى حلّ على أساس دولتين تتلاشى أمام أعيننا».
وشدّد رئيس الوزراء على أن قرار كندا «يستند إلى رغبة السلطة الفلسطينية في إجراء إصلاحات جوهرية»، مشيراً إلى التزام الرئيس محمود عباس إجراء انتخابات عامة في 2026، وعدم تسليح الدولة الفلسطينية.
- «لم تعد قابلة للاستمرار»
وخلال مؤتمره الصحفي شدّد كارني على أنّ بلاده كانت دوماً في عداد الدول التي تأمل بأن يتحقّق حلّ الدولتين «من خلال عملية سلام قائمة على اتفاق تفاوضي بين الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية». وأضاف: «للأسف، هذه المقاربة لم تعد قابلة للاستمرار».
كذلك، انتقد رئيس الوزراء الكندي «فشل إسرائيل المستمر» في منع وقوع كارثة إنسانية في غزة، وكذلك توسيع المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية التي ضمتها إسرائيل إليها في قرار يعتبره المجتمع الدولي غير قانوني.
15 دولة تطالب بالاعتراف بفلسطين
وبذلك تحذو كندا حذو كل فرنسا وبريطانيا ومالطا التي أعلنت مؤخراً نيّتها الاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر المقبل.
القرار الكندي جاء بعد يوم من توجيه 15 دولة غربية في مؤتمر نيويورك نداءاً جماعياً للاعتراف بهذه الخطوة.
ومن بين الدول الموقعة على القرار، فرنسا، وأستراليا، وأندورا وفنلندا وأيسلندا وأيرلندا ولوكسمبورغ ومالطا ونيوزيلندا والنرويج والبرتغال وسان مارينو وسلوفينيا وإسبانيا.
عبّاس يثمّن وإسرائيل تدين
ورحب الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس بقرار كندا. ونقلت عنه وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا» أنه «ثمّن الموقف الكندي التاريخي الذي يعزّز السلام والاستقرار والأمن في المنطقة». وأضافت، أنّ عبّاس شدّد على أنّ «هذا الموقف الشجاع يأتي في لحظة تاريخية مهمة لإنقاذ حلّ الدولتين المدعوم دولياً».
أما وزارة الخارجية الإسرائيلية فقالت في بيان، إنّ الدولة العبرية «ترفض إعلان رئيس وزراء كندا. إنّ تغيير موقف الحكومة الكندية في هذا الوقت هو مكافأة لحماس، ويُضرّ بالجهود الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، وإيجاد إطار عمل لإطلاق سراح الرهائن».
بدوره انتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرار مارك كارني، محذراً من أنه يعقد المفاوضات مع أوتاوا للتوصل إلى اتفاق تجاري.
وكتب ترامب عبر شبكته للتواصل الاجتماعي «تروث سوشيال»: «كندا أعلنت للتو إنها تدعم دولة فلسطين. سيجعل ذلك التوصل إلى اتفاق تجاري معها صعباً جداً».
- فرنسا ترحّب
ورحّبت فرنسا بقرار كارني، مؤكّدة أنّها «ستواصل جهودها» لتنضمّ دول أخرى إلى هذا «الزخم».
وقال قصر الإليزيه في بيان: «يسعدنا أن نتمكّن من العمل مع كندا لإحياء آفاق السلام في المنطقة. سنواصل جهودنا من أجل أن ينضمّ آخرون إلى هذا الزخم في إطار التحضيرات للجمعية العامة»، مشيراً إلى أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بحث في هذه المسألة «في وقت سابق اليوم» مع كارني.
وكان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أعلن الثلاثاء، أنّ بلاده ستعترف بدولة فلسطين في سبتمبر/أيلول المقبل، ما لم تقدّم إسرائيل سلسلة التزامات، بما في ذلك وقف إطلاق النار في قطاع غزة. ويأتي القرار الكندي غداة إعلان المرصد الرئيسي للأمن الغذائي في العالم أنّ «أسوأ سيناريو مجاعة يحصل الآن» في قطاع غزة المحاصر والمدمّر بفعل الحرب التي تشنها إسرائيل منذ 21 شهراً.
وفرضت إسرائيل حصاراً مطبقاً على غزة في الثاني من مارس/ آذار الماضي، بعدما انهارت محادثات وقف إطلاق النار بينها وبين «حماس». وفي أواخر مايو/أيار الماضي، بدأت الدولة العبرية تسمح باستئناف إدخال كميات صغيرة من المساعدات، في ظل تفاقم المخاوف من المجاعة.
ووسط تزايد الانتقادات الدولية، أعلنت إسرائيل الأحد «تعليق تكتيكي» يومي ومحدود في بضع مناطق، فيما سمحت لشاحنات المساعدات بالمرور عبر معبرين حدوديين إلى غزة، ولطائرات دولية بإلقاء المساعدات فوق القطاع.