د. محمد عبد الغفار مشالي/“طبيب الغلابة” 1948_2020 -->
عالم محير 83 عالم محير 83

د. محمد عبد الغفار مشالي/“طبيب الغلابة” 1948_2020


د. محمد عبد الغفار مشالي/“طبيب الغلابة”                     1984_2020





كما جرت العادة  في مجتمعاتنا لايتم ذكر الشخص وتقديره  في فترة حياته وما أن يرحل عن هذه الدنيا  تظهر المناقب  وتنهال عبارات الثناء والمدح من كل حدب وصوب ولاندري ما السر في ذلك ، هل هو اعتيادنا على أفعال هذا الشخص وما يقدمه ويؤديه للناس  ؟ أم أن الموت ورحيل الاشخاص هو المنبه الذي يلفت انتباهنا لرحيلهم؟



  د. محمد عبد الغفار مشالي/طبيب الغلابة ( 1948/2020)




الراحل  طبيب مصري من مواليد 1948 بطنطا بمحافظة الغربية، وخريج كلية الطب من جامعة القاهرة 1967، كان رحمه الله شخص تقود الإنسانية وحب الخير حياته .

 

 

 

فكسب بهما قلوب الناس وأصبح قريبا منهم يشعر بألمهم ومعاناتهم ويشاركهم حمل همومهم وأحزانهم وخاصة " الغلابة " منهم .

 

 

 

عمل خيري انساني طوال سنين عديدة لم يأتي صدفة بل كان ذلك حسب أقوال الراحل تنفيذا لوصية والده الذي طلب منه أن يفعل الخير طول حياته وأن لا ينتظر مقابلا من أحد إلا الله تعالى .

 

 

 

 تلك الوصية جعلت طبيب الغلابة يزهد في الدنيا ويقبل على الأخره وجعلته يقدم الخير لكل محتاج .

 

 

 

قضى الدكتور المصري البالغ من العمر 79 سنة -وهو مختص في الأمراض الباطنية والحميات والأطفال- 44 سنة من عمره في علاج الفقراء بأزهد الأثمان ( 10 جنيهات مصريّة) فقط.

 

 

 

وقد صرح في أحد  اللقاءت القليلة التي اجريت معه أن سبب علاجه المرضى بهذا الثمن الزهيد  بعد وصية والدة هي حادثة وقعت له غيرت مجرى حياته.

 

 

 

 إذا مات بين ذراعيه طفل بعد إقباله على إحراق نفسه بسبب ظروف عائلته الاجتماعية الصعبة ، وأثرت تلك الحادثة في نفسه كثيرا.

 

 

 

وكانت  بداية الانطلاقة المباركة لدكتور الغلابة ومن يومها أصبح علاج الناس وتقديم الرعاية لهم من اساسيات حياته رحمه الله .

 

 

 

 ولم يدخر جهدا في سبيل رسم الابتسامة على وجوه مراجعيةومرضاه.

 

 

 

على الرغم من كبر سن الدكتور إلا أن همته وعزيمته كانت أكبر وأقوى من همة وعزيمة من يصغرونه في العمر .

 

 

 

 فلقد قام بما لم يقم به غيره من الأطباء والملفات المتكدسة على مكتبه أكبر دليل على الجهد الكبير الذي بذله طوال تلك السنين الماضية.

 

 

 

لم يقتصر تعامل الدكتور على العلاج والرعايه فقط بل كان يشارك الناس اللقمه التي يأكلها فلقد اعتاد أن يصحى في صباح كل يوم ويتوجه إلى السوق ويأخذ بعض ما يحتاج ويعود للبيت.

 

 

 

 ويحضره ومن ثم ينزل للشارع ليتشارك هذا الطعام الذي أعده مع العمال والصنايعيه وهذا بشهادة ناس مقربين منه.

 

 

 

وقد تابعنا في رمضان الماضي وفي برنامج غيث الذي كان يبث على قناة أبوظبي بدعم من الهلال الاحمر الاماراتي وأهل الخير المتبرعين من كل مكان الزيارة التي قام بها غيث لطبيب الغلابه والاستقبال الذي استقبله بعض هذا الدكتور .

 

 

 

ومالفت انتباه الجميع هو رفض الدكتور للمساعدة المالية التي قدمها له البرنامج من أجل تطوير عمله وعيادته وطلبه من مقدم البرنامج ان يحول هذا المبلغ للمحتاجين واليتامى وطلبه ان يتم إنشاء دار لليتامي لرعايتهم والاهتمام بهم وهو لا يريد المال لنفسه .

 

 

 

وكما رفض أنا يتم تطوير عيادته القديمه وجعلها عيادة حديثه وقال انه اعتاد على هذا المكان واعتاد الناس عليه في هذا المكان ، وكان كل ما طلبه من غيث هو أن يعطيه سماعة الطبيب وقال له انها أجمل هدية .

 

 

 

هذا هو الزهد وحب الخير في ابهى وأجمل صورة .

 

 

 

رحم الله طبيب الغلابة واسكنه فسيح جناته وجعل ما قدم في ميزان حسناته .

 

 

 

وانا متأكد ان قصته ستلهم الكثيرين وستحرك بعض الأنفس التي تكتفي بنفسها في كل شي ولا تلتفت إلى من حولها يعانون من قسوة الحياة .

 

 

 

ولكن المحزن في هذه القصة هو ما سمعناه وسنسمعه من تكريم يحدث للراحل بعد وفاته واتسائل هنا لما يكن هذا التكريم والاختفاء به في فترة حياته؟

 

 

 

 شيء مؤسف و مؤلم ولكن عند الله العوض .

 


التعليقات

';


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

عالم محير 83

2016