الاخوان المسلمون / جماعة الغموض والاسرار

الاخوان المسلمون / جماعة 

الغموض والاسرار

منذ زمن بعيد ونحن نسمع عن جماعة الاخوان المسلمين وعن دورها في التاريخ المعاصر .

 ولأننا لم نعش في تلك الفترة ولم نعاصرها كانت تلك الاحاديث والاقاويل والتهم محل شك وريبه بالنسبة لنا  وكنا نعتقد انها افتراء وكذب من حاقد او كاره لهذه الجماعة وخاصة في ظل وجود مدافعين عن الجماعة بقوة .

 ولكن مع مرور السنين ورجوع الجماعة إلى الواجهه  وتصدرها الأحداث بدأت  تلك الشكوك  تتحول إلى حقائق واضحه  ولكن مازالت هنالك تساؤلات كثيرة تتعلق بهذه الجماعة تدور في بالي ولم أجد اجوبة لها ومنها ما يتعلق بما يلي :

#أسباب الاتهامات :

من أهم الاسئلة المحيرة التي لا تفارقني عند الحديث عن جماعة الاخوان المسلمين هي ماسبب اتهام اغلب الدول العربية والغربية لهذه الجماعة بالإرهاب وإثارة الفتن والدسائس وسعيها لإنتشار الفوضى في كل مكان لا تكون فيه الأنظار موجهة إليها ولا يكون لها فيه موطأ قدم  ؟! سؤال محير أليس كذلك؟!

ولكن ما قاله أحد قيادات حزب النهضة التونسي المنضوي تحت جناح الجماعة منذ يومين حول حالة الفوضى وعدم الاستقرار  التي ستسود تونس إن تم اخراج الحزب من الحكومة التونسية أكبر دليل على أن هذه الجماعة ومن ينتمي إليها يرفض الأراء المختلفة وإبعاده عن السلطة  ويتشبث بها وان كانت الحاجة له غير ضرورية ناهيك عن الاتهامات التي وجهت للحزب بإغتيالات شخصيات سياسية كانت تعارضه وتقف حجر عثرة في طريقة 

وما الوضع المتأزم في ليبيا بعيد عن ذلك فحكومة الوفاق ترفض أي كلام عن انتخابات جديدة نزيهه لأنها تخشى ان يتم اقصائها من السلطة ولذلك هي تعقد الأمور اكثر مما هي عليه وتستنجد بالأتراك وتعقد معهم معاهدات تعاون وكما يعلم الجميع أن الحزب الحاكم في تركيا هو من الجماعة أيضا ولابد ان يستجيب لمن يوافقه في الولاء لها، وهذه بعض الوقائع التي لفتت انتباهي إضافة على ماذكرته سابقا :

1- دور الاخوان المسلمين في جزيرة سقطرى اليمنيه

2- دور الاخوان المسلمين في عدم الاستقرار بمصر بإعتبار أن الحكومة المصرية الحالية هي حكومة غير شرعية 

3- دور الاخوان المسلمين ومفتيها وبعض اعضائها في تعقيد الأزمة الخليجية بين السعودية والإمارات والبحرين من جهة ودولة قطر من جهة أخرى 

4- العقوبة التي صدرت بحق الجماعة في الأردن والتي أدت إلى الغاء نشاطاتها ونقاباتها وقد تصل الأحكام إلى شطبها

5- الدور القذر الذي قامت به الجماعة في السودان واجهاضها للبلد الغني اجهاضاأوقف عجلة التقدم لبلد يعتبر من أغنى البلاد العربية ولديه موارد جبارة واليوم اطلعنا على خبر اكتشاف مقبرة جماعية لضباط عارضوا هذه الجماعة في فترة حكمها للسودان 

 كل تلك الأدوار الظاهرة للعيان  تجعل المتابع يشك في نوايا هذه الجماعة ويحتار في تصديقها .

#الولاء ليس للوطن :

سؤالي التالي هو هل ولاء أعضاء جماعة الاخوان المسلمين والمنضمين إليها واجنحتها وتنظيماتها للبلد الذي تتواجد فيه أم انه للجماعة ومرشدها ؟

إن كان السؤال موجها لي فأنا سأجيب بأن  ولاء هؤلاء بكل تأكيد هو للجماعة وهذا واضح جدا لأن من ولائه للوطن فإنه سيحاول ردم الهوة التي بينه وبين باقي ابناء وطنه بإختلاف توجهاتهم و أفكارهم وانتماءاتهم وسيسعى إلى تقريب وجهات النظر إذا أمسك بالسلطة وليس إلى إبعاد كل معارض ومختلف معه وهذا ما تفعله الجماعة عند إمساكها بزمام الأمور في أي بلد ، ومن يكون ولائه للوطن لا يمكن أن يكفر ولي الأمر  ويقول ان لا بيايعه ولا يعتبره وليا للأمر ويدعو للخروج عليه مع العلم  أنه كان قائما بدوره كاملا كولي أمر ولم يعامل شعبه بالنار والحديد .

#سر الجماعة وايدلوجياتها:

مالسر الذي تحمله هذه الجماعة وماهي الايدلوجيات التي تسيرها؟

هنالك سر غامض لم يكشف إلى الآن تخفيه الجماعة عن الجميع فهي دائما ما تثير الجدل وتلفت الأنتباه وتحاول التكيف مع أي وضع تكون فيه وقد تزل السن بعض قياداتها و المنتمين لها وتجدهم يبوحون بما يوجد في صدورهم وعقولهم ولكنهم سرعان ما يتداركون الموقف ويتظاهرون بالمظلومية وحبهم الخير للجميع.

والجزء الأخر من السؤال ماهي الايدلوجيات التي تتبعها الجماعة و تسعى  لتحقيقها ؟ ومن الذي وضعها؟ وهل هذه الايدلوجيات لن تتحقق إلى بإشعال النار في المنطقة كلها ؟

#استغلال الدين :

ظهرت في السنوات والاشهر الماضيه جماعة داعش وكانت تستغل الدين لجذب مقاتليها من الشباب والمراهقين عن طريق المنظرين والمفتين واستخدمت وسائل التواصل الاجتماعي ونجحت في ذلك والغريب في الأمر ان بعض من ينتمون لجماعة الاخوان المسلمين ساهموا في إنضمام العديد من الشباب إليهم.

 وجماعة الأخوان المسلمين كذلك نجحت في استعطاف قلوب الشباب وجذبهم  إليها  بإسم الدين واستخدمت الخطباء المفوهين نفسهم في ذلك فهل منهج داعش والاخوان المسلمين واحد ؟ أم أنهم نهلوا من نفس المنبع وما هذا التقارب ماهو إلا تشابه في الأفكار ولكن الأجندة مختلفه؟ أم ان هنالك تنسيق بين الجماعتين لا يعلم عنه أحد ؟

وهل من يضع  كلمة التوحيد والقران الكريم شعارا له ومنهجا له وتبدو عليه سمات الإلتزام والدين  يتصرف بعكس ماجاء فيهما من تعاليم وتوجيهات تحث على الحياة بسلام ومحبة؟ وهل السلطة والتصارع والتناحر عليها أمر جاء به القران الكريم الذي يضعونه شعارا لهم؟

#وأعدوا :

هل هذه الكلمة هي المنهج الذي اتخذه الأخوان المسلمين ؟! 

لأننا  نراهم يعدون كل ما يستطيعونه في كل مكان وبشتى الطرق ، فهم يعدون أنفسهم للسياسة والحكم ولو كان ذلك بالكيد والاحتيال والاغتيالات و يعدون أنفسهم للبقاء في مناصبهم ولو كان هناك رفض لهم ويعدون أنفسهم لما يسمونه الجهاد وإن كان ضد اخوانهم في الدين والملة  ويعدون أنفسهم للسيطرة على العقول والأذهان بخطاباتهم الرنانة ومنظريهم المتلونين وإن كانت تلك الخطابات ستدمر دولا وتشرد شعوبا .

ويعدون ويعدون ولكنهم غفلوا عن شيء عندما عملوا بهذه  الآية الكريمة ولم يكملوا ما جاء بعدها حينما قال رب العزة : ( ترهبون به عدو الله وعدوكم ) ، هل عرفوا  لمن يكون الإعداد  ؟ وهل عرفوا من هم  أعداءاً لله؟ وهل من يخالفك في الفكر والتوجه ويشابهك في الدين هو عدو لك ؟

# لم نفهمهم !

قد يكون كل هذا الانزعاج والخوف من هذه الجماعة مبالغا فيه وقد نكون اخطأنا في فهم ما تريد هذه الجماعة إيصاله إلينا من أفكار نيرة تنهض بالأمة .

 وقد يكونون لم يوفقوا في اختيار الطريقة والاسلوب الذي  يعبرون بهما عن ذلك وأجبروا على إدخال السياسة في الدين والتصرف بعنف مع كل من يخالفهم او يرفضهم.

وقد يكون رفع السيف لإخافة الأعداء ورد كيدهم في نحرهم وقد تكون إتفاقات السر واجتماعات الخفاء مع الذي يطلقون عليه عدو من باب أن الحرب خدعة وتطبيقا لسياسة الذي تكسب به العب به .

# وقفة أخيرة :

وضع الجماعة في اكثر من بلد عربي وإسلامي لايدل على ان هذه الجماعة في أفضل حالاتها ويدل على  انها تمر بمأزق شديد وأنها في الرمق الأخير.

 ولذلك قد نرى منها ردات فعل غير محسوبة ستعصف بالمنطقة بأسرها وإن استمرت على هذا  الحال فإني أعتقد أنها أجلها قادم وقريب ولكن أين من يعقل ويفطن ؟!