Stay at home
منذ ظهور فيروس كورونا المفاجئ اصبحت اكثر عبارة تردد
مع بدأ الإجراءات الاحترازيه هي الزم بيتك او بالانجليزية stay at home .
وكل ذلك من اجل الحفاظ على السلامه العامة والحد من انتشارا هذا الوباء الفتاك .
ولكن ما يجهله الكثيرين ان هذا الأمر الذي فرضته الازمة الاخيره على الناس قد طلب من الناس منذ 1400 سنة .
وورد بنص شرعي وبنفس الصيغة التي تستخدم الآن من خير البرية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم حينما قال في حديثه الشريف :
( الزم بيتك ).
ولهذا الحديث قصه وله معان عميقة يجب الانتباه إليها.
وقصته ان الرسول صلى الله عليه وسلم اعطى محمد بن مسلمة وهو احد الصحابة
سيفا وقال له: قاتل به ماقوتل العدو ( أي قاتل به العدو) ثم قال له : واذا رأيت الناس
يقتل بعضهم بعضا فاعمد الى صخرة فاضربه بها ( أي إذا حدثت فتنه بين الناس الذين
كنت معهم واختلطت الامور واختلفوا فيما بينهم فاكسر السيف واستغنى عنه وامكث في
مقر سكنك وابتعد عن الفتنه واهلها ) والمراد به هو لزوم البيت عند ظهور الفتن
وافضليه العزلة على المخالطة في هذا الوقت وقس على ذلك باقي الاوقات التي توجد بها أمور توجب الابتعاد كالوضع الحالي الذي يعيشه العالم.
وقال العلماء ان ذلك لا يعني الانعزال الدائم وتعطيل المصالح وايقاف الأعمال وانما هو امر نسبي يقدره ولي الأمر او الشخص نفسه.
فاحيانا تكون المخالطة ضروريه لقضاء حاجه او تقديم نصيحه وللامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومد يد العون لمحتاج .
وكذلك العزلة قد تكون سببا للنجاه في وقت انتشارا الاوبئه و الفتن التي تفتك بالناس.
وقد حثنا الإسلام على اختيار الأفضل منهما في اكثر من حديث ومن تلك الاحاديث قول الرسول صلى الله عليه وسلم (المسلم الذي يخالط الناس ويصبر على اذاهم خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على اذاهم ).
وقد اشتكى الكثيرين من مخالطتهم للناس بسبب الاذى الذي لحق بهم او قد يكونوا هم الذين الحقوه بالناس.
فهنا تكون العزلة افضل لمن لم يستطع ان يوازن بين الامرين وكذلك عندما يكون الانسان في بلاد غير بلاده ويخشى على نفسه من الفتنه فيها فهنا العزلة خير له من الاختلاط .