أثار احد برامج اليوتيوب الذي قدمه شاب مصري موجة من ردات الفعل الغاضبه على المحتوى الذي عرض في إحدى الحلقات عبر اليوتيوب .
حيث اعتبر ما قدم إهانة وإساءة للكويت وكان مقدم البرنامج يطلب من بعض الاشخاص حرق علم دولة الكويت مقابل مبلغ مالي 500 دولار .
هذا التساؤل أو الطلب حصل على تجاوب كبير من عدة جهات رسمية وشعبية في مصر وفي الكويت وغيرها من الدول العربية.
فالسفارة الكويتيه في القاهرة اصدرت بيانا استنكرت فيه ودعت إلى المحاسبة وذلك بعد ورود اعتراضات و استهجانات إليها من الكويتين .
وردت الخارجية المصرية ببيان استنكر هذه الافعال وبين عمق العلاقة والروابط بين البلدين التي لن يؤثر فيها تصرف غير مسؤول مثل هذا .
وحاول بعض مثيري الفتن استغلال الوضع والتذكير ببعض الحوادث التي حدثت للمصريين في الكويت في الفترة السابقة .
وربطوا هذا الفيديو بما حدث من باب أن لكل فعل ردة فعل ، وهذا الأمر غير صحيح .
وقد يرى البعض ان ردود الافعال المذكورة مبالغ فيها ولكن كما نعلم جميعا أن العلم هو رمز كل دولة وشعارها وهو ما يميزها في المحافل الرسمية وغير الرسمية .
ودائما ما يرفع عاليا ليرفرف وهو مصدر اعتزاز لكل من ينتمي لهذه الدولة أوتلك وله قيمة ورمزية هامه ، وحرق الأعلام و تقطيعها غالبا ما يكون دليلا على الغضب والانزعاج .
وهذا الفيديو كان حساسا للغاية لأن بلد مقدم الحلقة وصاحب القناة وبلد العلم الذي اختاره لهذه التجربة تجمعهما علاقات تاريخيه واواصر قوية بعد علاقة الأخوة في الدين والقرابة .
وان احسنى الظن بالفيديو ومحتواه واعتبرنا ان هنالك امر غاب عن الجميع وهو ان المقطع قد تم تجزئته ولم يتم إكماله .
و تبين بعد استكماله ان صاحب القناة يريد ان يثبت ان شعب مصر والكويت شعب واحد ولا فرق بينهما ، ألا ان الطريقة والفكرة غير مقبولة نهائيا.
لأن بها تقليلا من شأن دولة الكويت فلا يجوز ان يتم تناول مواضيع فيها إثارة للجدل او انتقاص من هذا البلد او ذاك .
من قام باللقاء شباب في سن المراهقه سواء كانوا متفقين على هذا السيناريو ام لا وسواء كانوا يقصدون بث رسالة ايجابية او سلبية فإننا نعترض عن مضمون الحلقة .
وحتى وان قلنا ان هذا الشاب كان يقوم بقياس ردات الفعل التي قد تصدر من فئه من الشارع المصري ، إلا أن هنالك أمورا قد غفل عنها هو وطاقم العمل .
ومن تلك الأمور هي النظرة التي قد ينظر بها المتابع للمقطع وخاصة إن وجد قبول لهذا العرض من أحد الاشخاص وستكون الإهانة او التشويه للشعب المصري وليس للشخص الفاعل.
بالإضافة إلى انه قد تصدر ردود على هذا المقطع من الجهلاء او الباحثين عن الشهرة او بعض المندفعين من الجانب الاخر.
وسندخل في حوار لا يفيد ولا ينفع تقوده العصبيه او التحيز والبحث عن الشهرة والعذر هو الدفاع عن وطني ورد الاهانه عنه.
برامج وتجارب الواقع التي تبث من الشارع ويتم من خلالها مقابلة الناس في الشوارع والمحلات أمر جديد ظهر جليا منذ ظهور وسائل التواصل الاجتماعي .
ويكون الهدف الاساسي منها في الاغلب لفت النظر وجلب المشاهدات و إثارة البلبلة للحصول على الشهرة والسمعة العالية.
ويكون محتواها إما بعمل مقالب فيها أمور لا تجوز كالترويع او الاذى او طرح مواضيع قد تسبب خلافا وكل ذلك بحثا عن التميز والاختلاف عن باقي القنوات .
ولو جئنا للواقع الذي نعيشة سنجد ان علاقة الشعبين مع بعضهما علاقة فريدة من نوعها وقوية جدا لا يؤثر فيها مقطع فيديو .
وقد اختبرت هذه العلاقة عدت مرات بتصرفات فرديه من شخصيات كويتيه معروفه وشخصيات مصريه وفي النهاية تبين ان الشعبين لا يرضون بحصول أي أمر قد يتسبب في إثارة الفتن بينهما .
ان طرح مثل هذا المقطع في اوقات نحن في أمس الحاجه فيها إلى رأب الصدع والتلاحم فيما بيننا أمر غير مقبول نهائيا .
وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة متاحة للجميع والقليل ولكن القليل من المتواجدين في هذا المجال من يحسن اختيار محتوى ما يقدمه .
انت في كل مجال تقوم به سفير لبلدك ومرآه له فيجب أن يعي كل منا ما يقدم ويركز على المحتوى بدلا من التركيز على الكيفيه والطريقة .
حفظ الله مصــــــــــــــــــر والكويـــــــــــــــت وكل البلـــــــدان العربيـــــــة والمســـــــلمة .