الفساد / أساس الخراب لأي بلاد

(الفساد )

مشكلة تؤرق كل مسؤول يسعى إلى التطور والتميز ومواكبه العصر والنهوض بوطنه أو عمله   في أي منصب أو مركز كان .

وإن بحثنا عن معنى الفساد نرى أن اغلب الناس يربطونه بشيء واحد وهو المال .

 وخاصةالرشاوى التي يتلقاها الشخص مقابل عمل يكون مخالفا او لا يجوز او قد تم رفضه  سابقا .

ولكن للفساد صور أكبر وأخطر  وإن بدأت في أي مكان ولم يتم إيقافها فإنه ستنتشر انتشار النار في الهشيم وستؤدي إلى نتائج كارثيه ستطال الجميع .

ومنها الواسطة او التوصية التي يتم فيها تفضيل ناس لا يستحقون او لا يمتلكون المؤهلات والمقومات المطلوبة على ناس أكفاء ولديهم كل ما يلزم للقيام بهذه المهمة . 

ولست أتحدث هنا عن الوظائف و الأعمال فقط بل أقصد كل شيء فيه مفاضلة بين الاشخاص .

وإذا تحدثنا عن الوظائف و الأعمال فإننا لن ننتهي من هذا الموضوع وسبق أن تحدث عنه الكثيرين من الخبراء و المحللين .

 ولكنهم لم يجدوا له حلا رغم التغييرات التي حدثت في الانظمة والقوانين.

واعتقد انه بدون الرقابة الذاتيه والخوف من الله لن ولم تنتهي هذه الواسطات واقصد الظالمة منها.

 والتي يظلم بها اشخاص كثر وأما واسطات الخير وتيسير الأمور بدون إلحاق الأذى بالغير فنحن نرحب بها .

ومن الأمور التي تدخل فيها الواسطة المناصب التي تؤثر بشكل مباشر في شؤون الدول .

 حيث يتم اختيار الشخص الفلاني بناءا على توصية من الذي كان قبله مثلا أو من والده المقرب من الوزير الفلاني .

 أو لأن المذكور سيسير على نفس النهج والطريق الخاطئ الذي سار عليه سابقوه.

وغالبا ما يكون هذا الشخص الذي جاء بواسطة لهذا المنصب مسيرا وليس مخيرا.

 ولا يمتلك القرار بيده بل يملئ عليه ويأمر بالقيام بهذا وترك هذا . 

 ودائما ما تشهد فترة عمله الكثير من المشاكل ورأينا بعض هؤلاء في العديد من الدول العربية.

وللأسف إن التساهل والتهاون من هذا الشخص الذي عين في المنصب واتباعه للتعليمات الخارجيه وعدم التزامه بالانظمة والقوانين وعدم مقدرة الذي يرأسونه على محاسبته.  

 قد يتسبب بمشاكل خطيره في هذا البلد الذي يوجد فيه .

وإن أغلب الثورات والتظاهرات أتت بسبب إحساس الناس بالظلم وعدم وجود من يستمع لهم ويقدرهم ويحترم وجهات نظرهم . 

 وهذا ما قد استغله المتربصون والحاقدون الذين غذوا هذه الانزعاج المجتمعي  ومدوه بالمال لكسب وده حتى يصبح انزعاجا شعبيا وتنفجر معه براكين الغضب.

ومن صور الفساد أيضا هو الاحتكار الذي يقوم به البعض في كل شيء ملموسا كان ام محسوسا ، مسموعا او مقروءا، ماديا أم معنويا .  

 وهذا الأمر قد يقسم المجتمعات إلى طبقات فتجد من يمتلك يعيش برفاهيه وراحه ومن لايمتلك يعيش في بفقر وعذاب .

والاحتكار في الأعمال أو ما يسمى بالمناقصات جعل بعض الاشخاص وخاصة ملاك الشركات تتضخم ثرواتهم بشكل مخيف وسريع  . 

 فهم يقومون بإستلام المشاريع في هذه الدولة من الالف إلى الياء .

 ولا يتركون المجال لغيرهم وفي بعض الأحيان يجبرون كل من يريد القيام بأي عمل على التعاقد معهم تحت غطاء الدولة المتواطئة معهم طبعا .

ويجب أن نوضح أننا لا نقصد بالإحتكار الذي تكون فيه منافسه شريفة. 

 كأحتكار سلعة معينة يتم تصنيعها ويتم بيعها على الموردين والمستهلكين مع الحفاظ على حقوق المصنع، وغيرها من أوجه الاحتكار المشروع .

كل ما تم ذكره  وغيره من صور الفساد يتسبب بتوقف  عجلة التطور والتقدم لأي بلد .

 ويتسبب بضعف التلاحم الداخلي بين الحكومة والشعب ويضعف أي بلد مهما كانت قوته وتأثيره في العالم .

والحل للقضاء على كل ذلك هو مكافحة الفساد والبحث عن جذوره وقطعها والقضاء على مموليه. 

 وسن القوانين الصارمة التي تقلق كل من يسعى للفساد ويبحث عن طريقه.

ومن صور الدول العربية التي عصف بها الفساد لبنان.

 الذي كان مقصدا للعالم لجماله وطبيعته ولطافة أهله ولكنه اليوم يعاني وبشدة من الفساد وغيرها من الأمور التي عطلت الحياة فيه .

وقد اتخذت بعض الدول اجراءات صارمة وبدأت في الكشف عن هذا السرطان.

 ومن تلك الدول سلطنة عمان  التي ومنذ تولي السلطان هيثم مقاليد الحكم في البلاد بدأ في تنظيف الوزارات والدوائر من الفاسدين. 

 وإيقاف معاملاتهم التي خسرت السلطنة الكثير من الأموال .

وكذلك ما قام به رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي  منذ مباشرته العمل الحكومي في العراق . 

 واسأل الله له التوفيق لأن الفساد مستشري في العراق بشكل كبير وسيصعب عليه محاربته خاصة في ظل انتشار السلاح في يد الجميع .

مثل هذه الخطوات والمحاسبات ستضيق الخناق على الفساد وأهله .

 ولكنها بحاجه إلى شخصية قوية تحب وطنها وتخاف على مواطنيه ولديها صبر وثقة وعزيمة حديدية  ولاتخاف في الله لومة لائم .