الاقارب في زمان اختلاف المفاهيم
يعيش البعض في بلدان كوتها نار الحروب وأحالتها الى خراب ودمار .
بينما يعيش البعض منا في أمن وأمان ولكنه يحارب ويظلم ويدمر ولكن من دون دبابات ولا طائرات ولا مدافع .
وقد تتسائلون عن وسيلة الحرب التي أستخدمت في هذه الحرب وجوابي على تساؤلكم إنهم ( الأقارب ) .
وحديثنا هنا ليس عن كل الأقارب بل عن فئة معينة منهم تخصصت الشر والأذى والبحث عن كل ما يضر الغير ولذلك وجب التوضيح .
ونحن هنا لا ندعو لقطيعة رحم أو الابتعاد عن الأقارب وعلى العكس كل ما نأمله أن تصبح العلاقات مبنية على الحب والاحترام.
وحب الخير للغير وللأقارب خصوصية فهم السند والملجئ والناصح والموجه والعزوة .
(أقرب لك عقرب لك )
هذا المثل قد يكون صحيحا في بعض الأحيان وقد يكون خاطئا في احيان اخرى .
ولكن جميعنا قد نتفق ان الطعنات قد تأتيك من أقرب الناس إليك .
وإن أتتك فإنها تكون قاتلة لأنها تكون موجهة بشكل متقن وذلك لأنك مكشوف لهم وهم يعرفون عنك ما قد لا تعرفه عن نفسك.
وقيل وفي مثل آخر : ( إن الاقارب عقارب )
هذان المثلان اختار قائلهما حيوان العقرب للدلالة على خطورة وخبث بعض الأقارب وغدرهم.
وحملهم للسم القاتل من أجل الفتك بأقاربهم من دون النظر إلى الصلة التي تربطهم به .
في السابق كنا نتعجب كثيرا إن رأينا او سمعنا ان هنالك خلافا حدث بين مجموعة من الاشخاص الذين تربطهم صلة قرابة.
ونجد ان الناس تسعى للصلح بين الطرفين المتخاصمين .
ولكن في زمن اختلاف المفاهيم الذي نعيشه أصبحت خلافات الأقارب وبحثهم عن الأذى لبعض كثيرة جدا إلا من رحم الله وأبقى في قلبه شيئا من الرحمة .
واختفى الاشخاص الذي كانوا يتدخلون لحل الأمور والصلح بين الاطراف وانشغل كل شخص بنفسه.
وأصبحت قاعات المحاكم تضج بالنزاعات الأسرية والقبلية .
وعند البعض أصبحت هنالك تصرفات تعود بنا إلى زمن الجاهليه كالأخذ بالثأر وقطع الأرحام والإستيلاء على أملاك القريب
لضعفه أو لعدم تمكنه من الدفاع عن نفسه وغيرها من التصرفات القبيحة.
وما يجعل بعض الأقارب بخطورة العقارب السامة هي التخطيط الدقيق والسرية التي يستخدمونها في القيام بمكرهم ، ومعرفتهم الجيدة لهذا القريب .
لأنه كالكتاب المفتوح بالنسبة لهم واستغلالهم لنقاط ضعفه وتجنبهم نقاط قوته .
إن الحسد وحب النفس والغيرة القاتلة وعدم القناعة وعدم الرضا بالنصيب من أهم الاسباب التي توغر في صدر الاقارب النار وتجعل استهدافهم لأقاربهم أمر حتمي .
الحسد / من يحسد أحد اقاربه على ما أعطاه الله ورزقه فإنه سيشعر بنقص في نفسه .
وسيبدأ بالمقارنة والاعتقاد أنه هو الأجدر من هذا القريب بهذا الرزق وسيبدأ في الكيد والمكر إما بالقول أو الفعل .
حب النفس / ومن يحب نفسه بطريقة خاطئه وتفكير غير سليم سيكره أن يكون أحد اقاربه أفضل منه.
وخاصة إن كان الإثنان في نفس المجال ، وسيستخدم كل الطرق التي تضمن له الأفضليه والتميز وحتى إن كانت ستضر بقريبه .
الغيرة / داء خطير جدا ، وإن وجدت بين الأقارب فإنها ستضر بالعائلة كلها .
وستدخلهم في خلافات كبيره وتكون نهايتها قطع العلاقات وعدم صلة الرحم وللأسف البعض يورثها لأبنائه ويوصيهم بها .
وهذا ما جعل بعض العائلات تنتهي برحيل الجيل الأول منها بسبب انقطاع العلاقات بين الأقارب .
عدم القناعة وعدم الرضا بالنصيب / هذان الأمران متلازمان ويكمل أحدهما الأخر فمن كان قنوعا سيرضى بنصيبه وقسمته من الله ومن لم يقتنع بحالة فإنه لم يكن من الراضيين بالنصيب .
وأن نظرت أخي الكريم إلا أولئك الذين قنعوا ورضوا بنصيبهم تجدهم في احسن حال.
وتجد الراحة تبدو على وجوهمم وفي كلامهم وتعاملهم .
وتراهم يحبون الخير للغير وللأقارب عندهم خصوصية لا يمكن المساس بها .
كل تلك الصور لا تقتصر على الاقارب فقط ولكن لأن الأقارب هم النقطة المحورية ولب موضوعنا وأساسه وجب ايضاح هذا الأمر والتركيز عليه.
حفظكم الله وسخر لكم اقارب يسعون للخير لكم ولهم ويتجنبون الشر وأهله .
وظُلْمُ ذَوِي القُرْبَى أَشَدُّ مَضَاضَـةً .عَلَى المَرْءِ مِنْ وَقْعِ الحُسَامِ المُهَنَّـدِ
ردحذفبالفعل ليش هنالك اشد من ظلم ذوي القربى
ردحذف