تركيا/ ومغامرات إستعادة امجاد الاجداد
تخوض تركيا بقيادة اردوغان مغامرات عنترية في أكثر من جبهه أغلبها في عالمنا العربي .
وكان لكل مغامره من تلك المغامرات أجندات خاصة وأهداف متنوعة ولكنها ارتكزت على أمر واحد وهو رغبة تركيا بذلك بإستعادة أمجاد الدولة العثمانية .
وهذا أمر يستحيل على تركيا الحالية فعله.
فالدولة العثمانية وفترة خلافتها كانت مشعل نور وضياء و منارة عز ورفعة للإسلام والمسلمين.
على الرغم من بعض الأخطاء التي حصلت من بعض ملوكها إلا أنها جعلت للمسلمين هيبة بين دول العالم في ذلك الوقت .
وأما الأن فما يحدث من اردوغان وحكومته بعيد كل البعد عن ذلك النهج الذي اتخذه العثمانيين إبان حكمهم .
وإن كان فيه بعض المساوئ إلا أن أنه ترك ما يشفع له .
وهنا أتحدث عن بعض المواقف والتصرفات التي جعلت النظرة لتركيا مختلفة وتسببت لها بخلافات وعداوت مع دول عربية وغربية كثيره .
1/ تركيا والأكراد :
الأتراك يحاربون الأكرد ويقصفون المناطق الكردية وينتهكون حرمةالأراضي العراقيه .
ويجتاحون القرى بقواتهم وعتادهم ويقولون أنهم يحاربون حزب العمال الكردستاني الذي يشكل خطرا على بلادهم.
وفي الحقيقة هم يحاربون الأكراد في أي دولة كانت كسوريا او العراق ليس للأسباب التي يذكرونها وإنما لأسباب أخرى يحتفظون بها .
وما الموقف التركي عند دخول تنظيم الدولة الاسلامية إلى المناطق الحدودية التي يقيم بها الأكراد كسنجار وكوباني دليل قاطع على العداء التركي للأكراد .
فالأكراد كان وضعهم في ظل الدولة العثمانية أفضل من وضعهم الحالي .
ولا ننكر أنهم قد ظلموا بعض الشيء في فترة تلك الدولة وبعد سقوطها كان حلمهم بتكوين دولة كردية كبيرا ولكن تركيا اجهضت هذا الحلم .
والأكراد اليوم ليسوا كما كانوا سابقا فقد حدثت تغيرات كبيرة في الأنظمة والقوانين لديهم.
وشكلوا كيانا لديه كل المقومات اللازمة لإقامة دولة ولكن تركيا مستمرة في الرفض.
حزب العمال الكردستاني الذي شكله المعتقل عبدالله اوجلان قد قام بعقد عدة اتفاقيات مع تركيا.
ولكنها لم تصمد بسبب الخروقات التركية وآخرها هو ترك الاكراد لقمة سائغة في يد تنظيم الدولة من دون تحرك الجيش التركي.
2/ تركيا في سوريا
دخلت تركيا على خط الاحداث في تركيا بعد ان كانت تتفرج على ما يجري .
ولم تكتفي بذلك بل توغلت بقواتها في الاراضي السورية وحدثت بينها وبين الجيش السوري مواجهات في اكثر من مكان .
ودعمت قوات سورية وكسبت ولائها وأصبحت تلك القوات أدوات تركية على الأراضي السورية.
وأصبح لتركيا موطأ قدم في سوريا وأصبحت تسيطر على مساحة ليست بالصغيره على الأراضي التركية.
وأصبحت تأمر وتنهى حالها كحال روسيا وإيران.
وأصبحت عنصرا مهما في أي اتفاق أو مفاوضات تخص سوريا وهي كغيرها من الدول تبحث عن مصالحها وتؤمنها بالطريقة التي تراها.
إن استغلال تركيا الثورة السورية بدأ واضحا للعيان ومن تابع التصريحات التركية في بداية الاحداث في سوريا سيستغرب مما قامت به تركيا في سوريا بعد ذلك .
فلقد كانت كل تصريحات الاتراك تندد بوحشية النظام واسلوبه القمعي للسوريين وترفض استخدام السلاح ضد الشعب من أجل ٱإخضاعه والسيطرة عليه.
ولكنها بعد فترة وجيزة هي من قامت بهذا الأمر وأصبحت أعنف من النظام السوري نفسه في التعامل مع المحتجين والرافضين.
3/تركيا والأطماع في ليبيا
بكل صراحه يتحدث المسؤولين الأتراك عن أطماعهم في ليبيا ولا يخفون هذه الرغبة التي قادتهم إلى هذا البلد العربي الغني الذي تغري خيراته أي طامع.
ولكن التركي ليس في النفط او خيرات ليبيا فقط ، بل إن جزءا كبيرا منه يتعلق بموروث الأجداد وكيفية الحفاظ عليه.
تركيا تجيز لنفسها التدخل والتوغل في ليبيا وجلب المقاتلين والقوات وتمنع ذلك وتحرمه على غيرها.
ومنذ يومين سمعنا مسؤولا يهدد ويتوعد الامارات لأن لها دورا حسبما يزعمون في ليبيا مع كل من مصر والسعودية، وهي تدعم خليفه حفتر والجيش الليبي.
وأنتقد نفس المسؤول مصر واعتبر ان حديثها عن ليبيا مستقز جدا .
وهم يمضون في الطريق إلى إشعال المنطقة والإقليم.
إن المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين يحصلون على دعم وتأييد من تركيا .
وهذه الجماعة تحب أن تضع لها أعينا وجواسيس في كل بلد.
تشتري ولائاتهم وتجعلهم منهم مدخلا مهما إلى البلد الذي يجدون فيه ومنهم السراج وحكومته.
ليبيا اليوم تقبع على بركان قد ينفجر في أي لحظه وسيحرق الجميع بناره ولن يكون هنالك ناج من حميمة.
فلا بد من أخذ الحيطه والحذر والتفكير في عواقب الأمور بعيدا عن الأطماع والعنتريات وفرض القوة .