الاعلام العربي وقنواته / اثارة جدل ونشر فتن بإمتياز -->
عالم محير 83 عالم محير 83

الاعلام العربي وقنواته / اثارة جدل ونشر فتن بإمتياز

 

الاعلام العربي وقنواته / اثارة جدل ونشر فتن بإمتياز






الاعلام العربي وقنواته / اثارة جدل ونشر فتن بإمتياز 





ليس أتهاما وليس تلفيقا أو تدليسا إنما هي حقيقه وواقع لا يخفى على أحد  ، هذا هو الدور الذي أصبح للاعلام العربي وتميز به عن نظيراته من وسائل الاعلام الاخرى . 




فهو أصبح متخصصا في إثارة النزاعات والخلافات وتصيد الاخطاء والبحث عن كل حصري ليس لغرض السبق الإعلامي بل لغرض تحطيم الأخ والنيل منه . 




والمتابع لوسائل الأعلام العربية في السنوات الماضيه يرى الاختلاف الكبير الذي طرأ على توجهات هذه الاداة الخطيرة مع مرور الوقت .



حيث كانت تلك القنوات تجمع ولا تفرق وتحث على الوحده وتذكر كل بلد وقادته بكل حياديه ووضوح من دون التعصب لدولة او حاكم على حساب غيره .



وكانت تبث مظاهر الوجع والالم إن وجدت وتنشر الفرح والسرور في أبهى صورها أن وجدت وتتجنب الشماتة والاستهزاء والبحث عن الفضائح والاخطاء من أجل أهداف وضعها أصحاب القناة أو الجريدة  .



وكان أغلب التوجه منصبا على قضايا فلسطين وحل النزاعات والخلافات في الدول العربية وكانت لقضايا الامة الاولوية في كل شيء .




وكانت تناقش بكل حزم وتفضح تلك الجماعات والاحزاب الفاسدة التي تسعى لخراب الدول تخطط بمكر من أجل الوصول إلى اهدافها وتتكلم عنها بكل تفصيل وتهز عروشها بما تصل إليه من حقائق عنها . 



كان الاعلام العربي كالشمس المشرقه في هذا العالم وكانت الكثير من القنوات الغربيه تثق بهذه الوسيله وتستسقي منها الاخبار والامور الحصرية . 



وكان اغلب السياسين والمحللين والكتاب يتنافسون للظهور على صفحاتها وبرامجها من أجل الادلاء بدلوهم واعطاء ارائهم ومقترحاتهم في الامور المختلفه وكانت اغلب الاراء والانتقادات بنائه وتصب في المصلحة العامة. 




وكان الاعلام العربي خط الدفاع الاول عن الامة وقضاياها وكان يحمل تفسيرات وتوضيحات للغرب ويجمل صور الاسلام الذي حاول بعض ابنائه تشويهه وغالبا ما ينجح في ذلك .  




أما الان فقد اختلف دور الاعلام وأصبح معول هدم  وأصبحت قنواته وصفحاته وكل ما يتعلق به مكانا لتصفيه الحسابات ونشر الاخبار الكاذبه والتلفيقات عن هذا البلد او ذلك . 




لا ننكر ان الاحداث التي مرت في الفتره الاخيره عن الامة كثيرة وخطيرة وقد تأثر بها الاعلام بشكل كبير ولكني ارى أن هذا التأثر مبالغ فيه بشكل كبير . 




لأن تشويه سمعة البلدان العربية والمساس بمبادئ الأخوة الإسلامية التي تربط الدول العربية والاسلامية ببعضها أمر مرفوض مهما كان حجم الخلاف بيننا ومهما كان حجم المصاب الذي مر على امتنا. 




وإعطاء الفرصه للأعداء للشماته والاستهزاء بنا واستغلال هذا التنافر والخلاف بيننا من أجل مصالحهم وأهدافهم وأطماعهم التي باتت ظاهره وواضحه للعيان أمر غير مقبول بتاتا . 




وهذا ما قام به الاعلام العربي الذي أصبح أداة لتقريب الغريب وتحقيق مراده وإبعاد القريب ونفيه والتهجم عليه بكل شراسه وقوه . 




ولم يقتصر دور الاعلام على هذا فقط بل أصبح وسيلة لضرب الشعوب العاطفيه ببعضها وإثارة المعارك والنعرات بينها.





 فنادرا ما تجد برنامجا تلفزيونيا أو عبر وسائل التواصل أو مقالا مكتوبا أو مسموعا ولا تجد تحته تعليقات مليئه بما لذ وطاب من شتائم وقذف واستهزاء وألفاظ من أنزل الله بها من سلطان . 




وهذا الامر الذي يتعمد بعض الكتاب والمعدين ومدراء القنوات  فعله من أجل معرفة ردود فعل المتابعين والمؤيدين للقناة ومعارضيها من أجل الحصول على نسبة مشاهدة أكثر ومن أجل معرفة الموضوع التالي الذي سيتم طرحه لبدأ معركة جديدة بين المتابعين .




وهنالك العديد من البرامج التي تم بثها وكانت تفوح منها روائح الفتنة الكريهه وخاصة تلك التي تتكلم عن التاريخ في وقت أصبحت فيه الاعصاب مشدودة بين الدول والشعوب ولم يعد أحد يتحمل الحديث عن أي أمر قد يثير الفتنة . 




الأوضاع في أغلب الدول العربية والاسلامية مشتعلة أو قابلة للاشتعال وإن أظهر الاعلام غير ذلك وهذه إحدى أهم ميزاته التي كان يتمتع بها وهي إظهار الحقائق وإيضاح الصور أما الان فأصبحت الامور معاكسة وأصبح الاعلام طامسا للحقائق . 




وفي ظل هذه الاوضاع ليس هنالك حاجة إلى برنامج أو مسلسل  وثائقي عن دولة معينة أو فئه من الفئات من أجل الرد على برنامج تم عرضه على قناة معادية أو منافسه . 




وهذا ما تم عرضه من فترة على أحدى القنوات التي تخصصت بنشر الفتن منذ بدأ ازمة الخليج بين قطر والمملكة العربية السعودية ودولة الامارات ودولة البحرين بالاضافة الى مصر والمغرب .




فقد عرضت تلك القناة برنامجا وإن كان يتحدث عن التاريخ لإحدى دول المنطقة وفترة قوتها وتمددها إلا أنه كدس السم في العسل حيث لقي صدى واسعا وردود أفعال واسعة من أولئك العاطفيين وبدأت مجموعة ليست بالصغيره بكيل الاتهامات والاستهزاء . 




وبدأت المجموعة المقابلة بالرد والدفاع وقد يقول قائل أن هذه الخلافات لاتتعدى أن تكون تعليقات على مواقع التواصل أو المواقع الاخباريه فقط ولن تتطور إلى أكثر من ذلك وهذه نظرة خاطئه فكما قال الشاعر :(ومعظم النار من مستصغر الشرر )

 



هذه عينة واحده من البرامج التي تعرض على هذه القناة وغيرها من القنوات وأصبح الأمر كاستعراض القوى ومن يستطيع أن يلوي ذراع منافسه ويعطيه درسا في كيفية جلب الاخبار والتفنن في نشرها واضافة بعض الاثارة عليها





لقد كنت متابعا لإحدى القنوات منذ انطلاقها وكنت الاحظ توجهاتها وطرق تناولها للمواضيع وتغطيتها الاعلامية الواسعة للعديد من الاحداث التي مرت على الامة وكنت معجبا بالمهنية العالية التي توجد لدى طاقمها





ومع مرور الوقت خفت وهج  تلك المهنية وأختلف التوجه لهذه القناة وبعد أن كانت تحث على توحيد المسلمين وشحذ الهمم من أجل مواجهة الاخطار المحيطه بهم أصبحت تركز على فئه معينة ونوع معين من الاحداث وتحاول كسب القلوب وإظهار اصوات الشخصيات بطريقة قد ثؤثر في كل من يستمع لها




ليس من أجل ايصال الصوت وايضاح الصوت بل لنشر الفتنه وتحريك المياه الراكدة والتدخل في شؤون الدول الداخليه وقد تم اغلاق أكثر من مكتب لتلك القناة في اكثر من بلد عربي واوروبي بعد ان تم اكتشاف الدور الخبيث الذي تقوم به





واكتشفت أن سبب تغيير التوجهات في هذه القناة هو الادارة الجديدة التي  كانت تنتمي لحزب معين وما قامت به هو من مبادئ هذا الحزب واساسيات عمله المبني على التلون والتغير ونشر الفتنه والتفريق على الرغم من أن شعارها معناه الاجتماع والاتحاد





اليوم باتت هذه الوسائل أحد اهم اسباب تفريق الأمة وإن حاولت الجلوس مع رؤوساء هذه الوسائل لوضع حل لهذه الهجمات الشرسه التي تفتك بالأمة والتي كانوا هم  السبب الأول لها لن تستطيع التوصل إلى حل وستجد كل منهم متمسك برأية واجنداته ولا يهمهم ما يحدث في الأمة





أصبح الأعلام إحدى وسائل لعبة السياسة القذرة ويده التي يبطش بها من أجل تحقيق المآرب ، وقد تحدث انفراجه بسيطه في هذه المشكلة إن تثقف الناس وأصبحوا قادرين على التمييز بين من يسعى لنشر الفتنة وتفرقتهم والتلاعب بمشاعرهم واحاسيسهم واخراجهم الى الشوارع من أجل احراق بلدانهم





وبين من يسعى للحفاظ على كرامتهم وأمنهم يحثهم على صون الاوطان والحفاظ على الارواح والمطالبة بالحقوق من دون تخريب أو تدمير.





 ومن دون تلقي التعليمات من أطراف خارجية تدير الامور وهي في مأمن وتتفرج على المعارك التي تدور وتبارك الكراهية التي تتصاعد كتصاعد الدخان وتغطي الأمة بأكملها




نحن لسنا ضد الاعلام واختلاف الاراء ولكن بحدود وبإحترام وبعيدا عن اثارة الفتن وبث الكراهية بين الشعوب ونتمنى أن تكون تلك القنوات وسائل تقريب وجمع ونشر محبة .





ونعلم أن لبعض الحكومات تأثيرا مباشرا على الأعلام فهي تجنده لتصحيح مواقفها وتقويتها والرد عن التهم التي تصلها من هنا وهناك

 




ومن الطبيعي ان نجد رد من اعلام هذه الدولة على اعلام تلك الدولة وخاصة ان وجدت هنالك اتهامات مباشرة أو تشويه لصورة وهذا أمر اخر يحتاج الى حل .





واعتقد أن هنالك هيئات ومؤسسات عالمية تنظم هذه الوسائل وتضع لها أسسا ومبادئ تسير عليها وتعمل بمقتضاها فلا بد أن تقوم هذه الهيئات المسؤوله بدور فعال لكبح جماح بعض وسائل الاعلام .

التعليقات

';


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

عالم محير 83

2016