لامزايدات على حب الاقصى
تداولت منصات الاخبار والتواصل الاجتماعي منذ عدة ايام خبر الاتفاق الاماراتي الاسرائيلي الذي تضمن توقف الكيان الصهيوني على ضم اراضي في الضفة الغربية وايقاف انشاء وحدات استيطانية جديدة مقابل تطبيع مع الدولة الخليجية العربية .
وحدثت بعد ذلك اتصالات تمهد لتوثيق هذه العلاقه وتعززها وتعتبر مفتاح البداية لها على الصعيد العسكري والاستخباراتي والصحي والتقني وغيرها الكثير من المجالات .
ومنذ ذلك الحين والناس تتداول صور ومقاطع فيديو تتحدث عن العلاقات بين البلدين ولفت انتباهي مقطع الدعوات التي يوجهها شبان وشابات اسرائيلين الى شعب دولة الامارات والخليج من أجل زيارة تل ابيب والمناطق المحتلة الاخرى .
حيث ظهر في اكثر من مقطع بعض اولئك الشباب يقومون بالترويج للمدن الاسرائئليه ويحثون المتابعين على القدوم اليهم والاستمتاع بالسياحه في الاراضي المحتلة .
وكل تلك الدعوات من اجل الترويج والجذب ، وقد تأثر الكثيرين وللاسف ممن استمعوا الى هذه الدعوات وبدأوا بالكلام عن اليهود وكأنهم اخوة لنا ونسوا ماضيهم البعيد والقريب وما فعلوه في اخواننا .
وسمعنا احد المتحدثين من ابناء جلدتنا وهو يلوم الفلسطينين وينعتهم بالخونة وانهم هم السبب في تردي الحال الفلسطيني واستمرار سيطرة اليهود على الارض وتوسعهم في السيطرة والاستيطان .
وان كان بعض كلام هذا المتحدث صحيحا ولكن يجب عليه ان يكون في صف اخوته حتى وان بدا منهم الخطأ وكانوا هم احد اسباب الضعف الفلسطيني بسبب التشرذم والتفرق الذي بين الاخوان في فلسطين .
وبعيدا عن كل ما قيل هنالك امر احب ان اذكر به نفسي وكل من يقرا ما ادون هنا وهو يتعلق بالمسجد الاقصى المبارك والقدس الشريفه التي تعتبر جزءا مهما من تاريخ امة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم .
وحتى لا ننسى لا بد ان نعلم ابنائنا حب المسجد الاقصى ونزرع فيه الشوق له ونخبرهم بأنه ان كانت مكة هي رمز لكيان الاسلام فإن الاقصى هي رمز لحال اهل الاسلام فما يجري في تلك الارض المباركة هي علامة على قوة المسلمين او ضعفهم .
فإن أردت ان تعرف حال المسلمين في أي زمن لا تحتاج كثير دراسة ونظر وبحث ، ارمي ببصرك صوب الاقصى وانظر فان كانت الاقصى محرره فاننا في قوة وعزة وان كانت محتلة فذلك مؤشر على ضعفنا وعجزنا .
هل رايتم كيف صارت قضيه الاقصى هي ترمومتر قياس لقوة وضعف المسلمين هكذا يجب ان نغرس في قلوب اولادنا اهمية الاقصى في دينهم وفي عقيدتهم وفي تاريخهم وفي حياتهم .
احكوا لأولادكم قصة عمر الفاروق وفتح بيت المقدس اخبرهم ان بطريرك القدس سيفرنيوس ابا ان يسلم مفاتيح المدينة الا لخليفة المسلمين فخرج عمر في رحلة تاريخية مثيرة خارجا من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم جهة المسجد الاقصى وتسلم مفاتيح المدينة .
اخبروا اولادكم ان المسلمين لما دخلوا القدس لم يكن فيها يهودي واحد فالمسلمون لم ياخذوا من اليهود او من الاسرائيلين انما اخذوها من الرومان وقد زالت دولة اليهود قبل ذلك على يد البابليين منذ اكثر من 25 قرنا فليسوا هم اصحاب حق ولا ملاك ارض .
ومهما تكلم الساسة او اجتمعوا او قرروا تبقى الارض لأهل الحق ومعركتنا هي في صدق تمسكنا بأرضنا وغرس الهوية والانتماء لقضيتنا في نفوس اجيالنا .
احكوا لأولادكم قصة القائد العظيم عماد الدين زنكي الذي نذر حياته لتحرير المسجد الاقصى من الاحتلال الصليبي وارووا لهم قصة ابنه الشهيد نور الدين محمود زنكي الذي يلقب بالشهيد مع انه لم يستشهد ولكنه عاش حياته تائقا للشهادة في سبيل تحرير المسجد الاقصى .
حدثوهم عن قصة بنائه لمنبر المسجد الاقصى وانتقاله بين دمشق وحلب واستغرق النجارون في بنائه عشر سنين حتى قال المؤرخين انه لم يعمل في الاسلام مثله .
وحدثوهم قصة تلميذه صلاح الدين البطل الكردي الذي حقق الله على يده النصر في معركة حطين ومعركة فتح بيت المقدس .
علموا اولادكم ان الاقصى هي قضيتنا الكبري علموا اولادكم ان الاقصى هي قبلتنا الاولى علموا اولادكم ان الاقصى هي ارض المعراج والاسراء .
علموا اولادكم ان ثالث المسجدين المعظمين هو المسجد الاقصى علموا اولادكم ان التفريط في الاقصى هو تفريط في الدين والدنيا والاخرى .
علموا اولادكم ان القدس والاقصى ملك لجميع المسلمين هي رمز كرامتنا وعز امتنا ونبض حياتنا وبوصلة ولائنا ومقياس انتمائنا هذه هي عقيدتنا .