إمارة أم القيوين تراث عمراني وماض عريق
تزخر منطقة أم القيوين القديمة بالعديد من المباني التاريخية القديمة وتعد من أكبر المواقع السكنية التاريخية في دولة الإمارات، باحتوائها على ما يزيد عن 1000 مبنى تاريخي، ويعود تاريخ بعضها إلى أكثر من 200 عام.
وبدأت دائرة السياحة والآثار في أم القيوين بالعمل على إحياء المنطقة التاريخية بالإمارة للحفاظ على الطابع والهوية التراثية لتلك المنطقة، وإيجاد المقومات الكفيلة بزيادة جاذبيتها كمنطقة سياحية وتجارية ورفع أعداد الزائرين لها سواء من داخل الدولة أو خارجها، بالإضافة إلى المحافظة على المباني التاريخية الموجودة بالمنطقة والحفاظ عليها من الاندثار.
وتبذل دائرة السياحة والآثار جهودا كبيرة للحفاظ على التراث العمراني وإعادة تجديده وإبراز الجانب التاريخي والتراثي العميق للمنطقة ومواكبة التطور والحداثة في مجال الحفاظ والترميم حسب المعايير الدولية، نظرا لأهمية التراث ودوره في الحضارة الإنسانية وأهمية التراث المحلي باعتباره الصبغة الأساسية للمجتمع والهوية الوطنية.
وأكدت دائرة السياحة والاثار أهمية الحفاظ على المباني التاريخية في المنطقة للوصول إلى أعلى المستويات فى مجال الحفاظ على التراث العمراني ونشر الثقافة التراثية، والحفاظ على ماضيينا العريق ليكون مرجعا تفتخر به الأجيال.
وتواصل الدائرة بالاشراف على عمليات الترميم للمباني التاريخية الواقعة في منطقة أم القيوين القديمة لتعزيز الموروث الحضاري بالإمارة والحفاظ على أصالة المنطقة القديمة لايجاد مقومات الجذب الأساسية التي تكفل في وضع منطقة أم القيوين القديمة من الوجهات السياحية والثقافية في دولة الامارات، بالاضافة إلى رفع اعداد الزائرين لها سواء من داحل الدولة وخارجها.

وافتتحت الدائرة مؤخرا منزل السيد عبدالرحمن الزرعوني الذي يعد ضمن المباني التاريخية في منطقة أم القيوين القديمة حيث شيد المنزل في عام 1914م، وتم إعادة ترميمه تحت إشراف دائرة السياحة والآثار وفق معايير البناء القديمة المتبعة في بدايات حقبة القرن العشرين في إمارة أم القيوين وباستخدام المواد القديمة كالحجارة البحرية والجص والجندل.
كما تعمل دائرة السياحة والآثار بأم القيوين بالتنسيق مع ملاك المباني للقيام بعمليات الترميم تحت إشراف الدائرة، للوصول إلى أعلى المستويات في مجال الحفاظ على التراث العمراني ونشر الثقافة التراثية، والحفاظ على ما تبقى من الماضي العريق ليكون مرجعا تفتخر به الأجيال المقبلة.
تعتبر ثاني أصغر إمارة من حيث المساحة، وتقع على ساحل الخليج العربي على خور البيضاء. يعود تاريخها إلى أكثر من 5000 سنة، وهي المنطقة الأقدم في الغوص على اللؤلؤ في العالم. تنشط في المدينة حركة التجارة لوجود الميناء البحري فيها، ويتبع لها منطقة فلـج المعــلا الزراعية التي تبعد عنها 52 كم. تضم الإمارة عدداً من الجزر التي تحفل بطيور النورس، والأرانب، والغزلان البرية، بالإضافة إلى المواقع الأثرية التي يعود تاريخها إلى فجر الإسلام .
أم القيوين هي ثاني أصغر إمارة بين الإمارات السبع، والأقل من حيث تعدادها السكاني. تبلغ مساحتها حوالي 720 كلم مربع، أي ما يُعادل 1% تقـريباً من مسـاحة الدولة، من دون الجزر.
السكان
بحسب إحصائيات التعداد السكاني في إمارة أم القيوين لعام 2005 ، بلغ إجمالي السكان 49,159 نسمة.
ووفقاً للهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء لدولة الإمارات بلغت نسبة تقديرات منتصف 2010 لعدد سكان الإمارة من المواطنين فقط التالي:
الذكور 8,671
الإثاث : 8,811
الإجمالي17,482
الموقع والجغرافيا
تقع أم القيوين بين إمارتيّ الشارقة من جهة الجنوب الغربي، ورأس الخيمة من الشمال الشرقي. وتمتد شواطئها بينهما بطـول 23 كيلومتر تقريباً.
وتقع مدينة أم القيوين، عاصمة الإمارة ، على شبه جزيرة ضيقة تسمى خورالبدية، وتضم حوالي سبع قلاع.
الاقتصاد
تعتمد الإمارة بشكل رئيسي على صيد السمك، وتُصدّر منتجاتها البحرية عبر منطقة أوروبا، والشرق الأوسط.
تعتبر مزرعة الدواجن في أم القيوين (فلج المُعلا) أول مزرعة أنشأت في الدولة، وتعتبر المورد الرئيسي لمنتجات الدواجن والألبان في السوق المحلي.
كما إن لإنشاء ميناء أحمد بن راشد والمنطقة الحرة في أم القيوين ، دلالة على توجه الإمارة إلى تعزيز قاعدتها التجارية والاستثمارية.
وتشهد الإمارة حالياً نهضة شاملة لمختلف القطاعات الحياتية، وذلك من خلال توفير شبكات طرق متكاملة، وتطوير البنى التحتية، ونمو القطاع العمراني، مثل مشروع عنونة الشوارع والمناطق الرئيسية، وشبكات من الطرق الداخلية والخارجية، التي تربط العديد من الأحياء السكنية بالشوارع الرئيسية.
كما تم أيضاً إنجاز ممشى أم القيوين بطول كيلو و200 متر، وبعرض 5,4 متر، وتم تجهيزه للمصطافين، ليصبح أكثر ملاءمة في استمالة السياح والزوار.
يضم الممشى مناطق متعددة الأغراض، كمنطقة ألعاب حديثة التصميم للأطفال بمساحة 600 متر مربع، ومقاعد للاستراحة، ومظلات على الشاطئ، و80 موقفاً للسيارات.
ومن الإنجازات الأخرى لدعم البنية التحتية في الإمارة افتتاح محطة كهرباء بأم الثعوب الصناعية، والبدء بتنفيذ خطة متكاملة لتطوير وإنارة شوارع الإمارة.
الميزة السياحية
يتبع إمارة أم القيوين جزيرة السينية التي تبعد عنها مسافة كيلو متر واحد. تبلغ مساحة هذه الجزيرة 90 كيلو متر مربع، وهي محمية طبيعية للغزلان العربية والسلاحف، والطيور البحرية، وتكثر فيها أشجار القرم.
وعلى امتداد الساحل جوار أم القيوين، تبدو للعيان آثار أقدم مدينة أثرية في المنطقة كانت مزدهرة قبل أكثر من ألفي عام في جنوبي شرقي الجزيرة العربية، ويطلق عليها اسم الدور . وقد دلت الحفريات التي قام بها علماء الآثار، على العديد من المكتشفات الأثرية كالبيوت الحجرية، والقبور، والأواني الخزفية، والزجاج المصري والشامي.
تنتشر في أم القيوين العديد من المساكن التقليدية التي يمكن رؤيتها في المدينة القديمة، وحول الحصن وتتميز بطرازها المعماري الخليجي الذي لـه خصوصية خاصة حيث تظهر البارجيل، وأيقونات البناء، والمتانة والزخرفة في عملية التشييد.
يوجد في أم القيوين العديد من المرافق لمختلف الأنشطة الترفيهية، مثل الرحلات البحرية والقفز بالمظلات. كما تشتهر الإمارة بالأنشطة الترفيهية التقليدية مثل بناء القوارب، وفن الصيد بالصقور، وسباق الهجن.
ومن المعالم الحديثة حديقة دريم لاند المائية بمساحة 250000 متر مربع، وسعة عشرة آلاف زائر.
العائلة الحاكمة
تنحدر أصول العائلة الحاكمة من مؤسس السلالة الحاكمة المُعلا (والمعروفة أيضاً بـ العلي)، وذلك عندما رحلت قبيلة العلي من جزيرة السينية إلى موقعها الحالي في أواسط القرن الثامن عشر نتيجة لندرة المياه.
يحكم الإمارة حالياً، صاحب السمو الشيخ/ سعود بن راشد بن أحمد المُعلا، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم أم القيوين "رعاه الله"، والذي تولى حكم الإمارة بعد وفاة والده، المغفور له الشيخ راشد بن أحمد المعلا في 2 يناير 2009.