رحيل يوسف شعبان يحول "التواصل الاجتماعي" إلى دفتر عزاء

لم تكد الساحة الفنية الخليجية والعربية تفيق من صدمة رحيل الفنان مشاري البلام، حتى صدمت مجدداً برحيل الفنان المصري يوسف شعبان، الذي حط رحاله إلى جوار ربه، لتفقد السينما والدراما العربية، وحتى المسرح واحداً من أبرز أعمدتها الصلبة، فشعبان الذي تزخر مسيرته بأكثر من 100 فيلم وعشرات المسلسلات والأعمال المسرحية، رحل متأثراً بإصابته بفيروس "كورونا المستجد"، حيث لم يقوَ جسد صاحب شخصية "محسن ممتاز" الواقف على عتبة الـ 90 عاماً، على مقاومة الفيروس الذي أجبره على دخول غرفة العناية المركزة في مستشفى العجوزة، والتزام الفراش الأبيض، حيث كانت حالته قد وصفت بـ "الحرجة"، لا سيما "بعد تراجع كافة وظائف الجسد بشكل ملحوظ"، وفق ما كشفت عنه الفنانة نهال عنبر في تصريحات صحافية تناقلتها وسائل الإعلام المصرية والعربية.
وأكدت عنبر أن كافة وظائف الجسد كانت تعمل فقط بالأجهزة الطبية، وأن قلبه ضعيف جداً، وكذلك نسبة الاكسجين في الدم كانت ضعيفة جداً، الأمر الذي أدى إلى فقدانه الوعي تماماً، ليسلم روحه إلى بارئها بعد ذلك". مشيرة إلى أن مراسم الدفن ستتم صباح غد الإثنين. وقالت: "سيتولى دفنه ابن أخيه، بالتنسيق مع منير مكرم، عضو مجلس نقابة السينمائيين، أما العزاء فسيكون في مسجد الشرطة غداً مساءً".
بهدوء خالص رحل يوسف شعبان عن المشهد اليومي، ليظل ساكناً في ذاكرة أولئك الذين عرفوه في "رأفت الهجان"، و"الشهد والدموع"، و"الضوء الشارد"، رحل قبل أن يحقق أمنيته الأخيرة بأن يرى جزءاً ثالثاً لـ "المال والبنون"، رحيل "العمدة"، وبطل "في بيتنا رجل"، و"أيام بلا حب" لم يكن هيناً على زملاء مهنته، والذين بادروا إلى إطلاق تغريدات عديدة، يعبرون فيها عن حزنهم لرحيله، رافعين أكف الدعاء إلى رب كريم لأن يتغمد روحه الروحه، وأن يسكنه فسيح جناته.
الفنان الدكتور حبيب غلوم، الذي فقد والدته قبل أيام، كان من أوائل الذين نعوا الفنان يوسف شعبان، عبر تويتر، حيث كتب: "الفنان الكبير يوسف شعبان في ذمة الله، رحمه الله تعالى رحمة واسعة وغفر له، نعزي أنفسنا والزملاء في مصر الحبيبة والعالم العربي.. إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".
أما المخرج عمرو عرفة، فكتب على تويتر: "يقولون إن معدن البشر يظهر في السفر، وأنا سافرت معه أبعد بلاد الله.. كوبا.. عرفت النبل وأخلاق أولاد البلد، كنا نصور فيلم، وللأسف لم يكتمل، وتركته وترك العمل من أجلي، وداعاً لرجل ندر في هذا الزمان.. نسألكم الفاتحة"، أما الفنان محمد هنيدي فكتب: "البقاء لله في الفنان الكبير يوسف شعبان.. ربنا يرحمه يا رب ويغفر له"، بينما كتب تيم حسن: "رحم الله الفنان الكبير يوسف شعبان تعازي لعائلته الكريمة وكل محبيه".
الراحل يوسف شعبان.. مشوار فني حافل بالعطاء
قدم الفنان الراحل في مشواره الفني الطويل أكثر من 100 فيلم وعشرات المسلسلات التلفزيونية والإذاعية إضافة إلى الأعمال المسرحية.
وكان الفنان الراحل قد أصيب بفيروس كورونا المستجد قبل أيام ونقل للعلاج بالمستشفى بعد تدهور حالته الصحية.
مولده
ولد يوسف شعبان في حي شبرا بالقاهرة، وكان والده مصمم إعلانات في إحدى الشركات الأجنبية ويمده بشكل دائم بالمجلات والصحف والكتب مما جعله شغوفا بالقراءة والفنون.
حبه للتمثيل
بدأ حب يوسف شعبان للتمثيل من المدرسة، حيث كان يشارك في المسرحيات التي يقدمها الطلاب في المناسبات أو الإجازة الصيفية، وبعد أن التحق بكلية الحقوق في جامعة عين شمس انضم إلى فريق المسرح بالجامعة.
أثناء دراسته للحقوق التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية ورأى مستقبله في الفن ففضل الاستمرار في المعهد وترك الكلية.
مشواره الفني
بدأ مشواره الفني من المسرح الذي قدم عليه عددا من الأعمال أثناء دراسته بالمعهد، ثم شارك في بداية الستينيات بأدوار صغيرة في أفلام منها (في بيتنا رجل) و(أيام بلا حب) و(المعجزة) إلى أن جاءته الفرصة الحقيقية في (زقاق المدق) عن قصة الكاتب الكبير نجيب محفوظ.
أبرز أعماله الفنية
من أبرز أفلام الفنان الراحل يوسف شعبان: (معبودة الجماهير) و(ميرامار) و(الثلاثة يحبونها) و(أم العروسة) و(جفت الدموع) و(دائرة الانتقام) و(اذكريني) و(أنا اللي قتلت الحنش) و(السجينتان) و(حارة برجوان) و(كشف المستور) و(العذراء والعقرب).
وفي الدراما التلفزيونية قدم العديد والعديد من الأعمال مثل (الشهد والدموع) و(المال والبنون) و(الضوء الشارد) و(الوتد) إلا أن دور "محسن ممتاز" الذي قدمه في مسلسل (رأفت الهجان) ظل هو الأيقونة التي اشتهر بها على مدى مشواره.
من مسرحياته (مطار الحب) و(عروسة تجنن) و(100 مسا) و(رجل في القلعة) و(دماء على ستار الكعبة) و(باب الفتوح). تولى منصب نقيب الممثلين لدورتين متتاليتين من 1997 إلى 2003 وحصل على العديد من الجوائز كما كرمه مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط في 2016 والمهرجان القومي للمسرح المصري في 2019.
تزوج أكثر من مرة على مدى حياته وكانت إحدى زوجاته من بنات الأسرة العلوية.