على استاد «ماراكانا» العريق في البرازيل، كان العناق والدموع بعد صافرة الحكم الأوروجوياني إستيبان أوستويش، وتتويج الأرجنتين بلقب كوبا أميركا، بعد 28 عاماً من الانتظار لتنطلق الاحتفالات، حيث ارتدى لاعبو «التانجو» قمصاناً تذكارية تحمل الرقم «15»، وكان هناك لاعب واحد فقط خالف كل ذلك.
كسر ماركوس خافيير أكونيا لاعب الأرجنتين مظهر مجموعة «التانجو»، حيث ارتدى القميص الأبيض مرسوماً عليه فراشة كبيرة وكلمة «لوز» اختصاراً لاسم «لوتتشي»، وكان المشهد مفاجئاً للجميع في أرض الملعب الكبير، وسط الاحتفالات الصاخبة بلقب كوبا أميركا.
الكثير من وسائل التواصل الاجتماعي في الأرجنتين تناقلت الصورة، ووضعها اللاعب ماركوس أكونيا على وسائل التواصل الخاصة به، وهو يحتفل في الوقت نفسه، مع زملائه، ولكن هناك «غصة» في قلب اللاعب، وهي رسالة وفاء منه لصديق له فقد ابنته الصغيرة ذات الـ14 عاماً.
وأصل الحكاية أن مصور راسينج كلوب الأرجنتيني ويدعى فابيان دي سيريا، كانت تربطه علاقة صداقة متينة مع لاعب «التانجو» وإشبيلية الإسباني ماركوس أكونيا، وقبل شهرين توفيت «لوتشي» ابنة فابيو وتأثر ماركوس كثيراً، وعندما سنحت له فرصة التعبير عن حبه لصديقه وحزنه على «لوز» كما كانوا يلقبونها عبر عن ذلك أمام العالم.
وكان ماركوس أكونيا «29 عاماً»، من 2014 إلى 2017، لاعباً في راسينج كلوب، ولعب المصور فابيان دي سيريا بحسب كلام اللاعب دوراً في شهرة أكونيا الذي انتقل بعد ذلك للعب في سبورتنج لشبونة البرتغالي 3 مواسم، قبل أن ينتقل إلى إشبيلية الإسباني حالياً، واستمرت الصداقة بينهما طوال تلك السنوات.
وشارك ماركوس أكونيا لاعب الوسط خلال كوبا أميركا في 4 مباريات أمام أوروجواي وبوليفيا والإكوادور، والمباراة النهائية أمام البرازيل ولم يخلع اللاعب قميص تخليد «لوز»، والتقط الكثير من الصور مع ميسي ورفاقه في تعبير وسلوك رائع يجسد معنى الوفاء.
وجاء رد الطفلة سريعاً على لسان والدها المصور قائلاً: ماذا يمكنني أن أخبرك يا صديقي، لم أتوقف عن البكاء عندما رأيتك مع تلك الفراشة على صدرك واسم ابنتي في لحظة مجدك بالفوز بلقب كوبا أميركا وأنت تتذكر «لوتشي»، ليست لدي كلمات أشكرك عليها، وأحبك كثيراً يا بطل.
