المصريين ادرى ببلدهم ولكن ؟
المحروسه أو ام الدنيا أو هبة النيل كلها القاب اطلقت على مصر بلد الحضارات والاعجوبات بلد الفن والجدعنه والرجولة البلد الذي أجمع كل الشعوب العربية على حبه وحب أهله.
مصر بلد جميل مترامي الاطراف له وزنه وثقله وتاثيره في امته الاسلامية وفي العالم بأسره وقد انجب العديد من الخبراء والعباقره والفلاسفه الذين قدموا الكثير للبشريه .وكما أن لكل شيء جانب مشرق مليئ بالنجاحات والطموحات والأمال والتطلعات فان هنالك بالمقابل جانبا مظلما مليئا بالهزائم والانكسارات والخيبات .
ومصر ليست استثناءا من هذا الامر ولذلك قررت التطرق الى موضوع يشغل كل من يهمه امر مصر منذ فتره طويلة وارتفعت وتيرته في الفتره الاخيره وهو يتعلق بالوضع الداخلي المصري وما تقوم به الحكومة وردة فعل المعارضه بكل اطيافها والصراع المحتدم بينهما .
هذا الصراع الذي يتهم فيه كل طرف الثاني وينعته بابشع الالفاظ والكلمات والالقاب ويبذل الجهد من اجل اخراج فضائحه واخطائه وماضيه الاسود له تاريخ قديم لم يبقى الكثيرين ممن عاشوا وقائعه وفني اغلبهم وبقيت القصص والروايات وما تحوية كتب التاريخ التي لم تطلها ايدي المحرفين وطامثي الحقائق.
وله تاريخ معاصر ابتدى منذ انتخاب الرئيس المصري الراحل والمحسوب على جماعة الاخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي وعزله وحبسه هو واعضاء الجماعة إلى يوم رحيله عن الدنيا ومن المتوقع ان يستمر الصراع الى فترات طويلة قادمة .
ولمصر تاريخ سياسي استخباراتي عسكري مليئ بالاحداث التي لم يعرف الكثير منها الى الان وكما حصل في الحدث الاخير المتعلق بفرنسا والقصف الذي قيل انه كان ضد مجموعات ارهابيه وتبين لاحقا وحسب التصريحات الفرنسيه ان المستهدفين سياح ومجموعه من المواطنين المصريين وسواء كان هذا الخبر صحيحا او هو افتراء على حكومة السيسي فان مثل هذه الاحداث التي تنكشف بعد فترات من الزمن كثيره الحدوث على ارض مصر .
ومن يتابع القنوات والمحطات المعارضه للحكومة المصريه وما تبثه من اخبار ترد اليها من مصادرها التي تقول عنها خاصه وموجوده على ارض مصر يصيبه الذهول من بعض ما يرى ويسمع ولا يستبعد ان يكون ما تبثه هذه القنوات صحيحا نظرا للتاريخ الدموي الذي مر على مصر طوال فترات الحكم السابقة منذ زمن الملكية الى زمن الجمهورية وما ارتكبته الاجهزة الامنية التي تعاقبت على تسيير امور البلاد.
وهنالك اسماء رحلت عن عالمنا وخرجت بعد رحيلها الفظائع التي ارتكبتها وكان لها صله مباشرة بجهاز الاستخبارات المصري هذا الجهاز الذي كان في فتره من الزمن قويا ولها رموز واسماء يخشاها الجميع وله تاثير وسيطره في كل ما يجري في مصر وخارجها .
وفي نفس الوقت قد يصعب عليك تصديق ما رايته وخاصة حين ترى الجهود الجبارة التي تقوم بها الحكومة المصريه في تطوير البنيه التحتيه والعمل على توفير حياة كريمة للمواطنين والتي تبث وقائعها ومجرياتها القنوات المصريه المواليه للحكومة وقد يدور في ذهنك ان تلك الاتهامات ما هي الا دعوات لهدم كل ما بنته الحكومة وسعي لايقاف عجلة التطور التي قادتها بقوة كبيرة في كل ارجاء المحروسة .
والمصريين بطبعهم شعب يتحمل الضغط كثيرا ولكنه ان وصل لحد الانفجار ستراه ينتفض ويثور و يتحدث من قلبه عن كل ما مر به من دون خوف او خجل حتى ان كان مصيره الحبس او القتل او التغييب، واعتقد ان السلطات تقدر ذلك وتحسب له ألف حساب ولذلك نرى الكثيرين ممن سنحت لهم الفرصة لمغادرة ارض الكنانة والابتعاد عن يد السلطة وقوتها يتحدثون عن كل ما يعرفونه من اسرار بكل تفصيل وقد ظهرت لنا العديد من تلك النماذج مؤخرا.
وقد يتفق المصريون على ان فترات الحكم المختلفه التي تعاقبت على مصر لم تخلو من تجاوزات طالت الوطن والمواطن ووقع اثنائها العديد من الضحايا وتمت تصفية عدد كبير به من الشخصيات الهامة والعامة.