الحشد والحشد المضاد بين روسيا والغرب ينذر بحرب كارثيه
تتسارع التطوّرات في ملف الأزمة الأوكرانية، ففيما يستمر الحشد والحشد المضاد بين روسيا والغرب، بوصول تعزيزات أمريكية إلى بولندا، نقلت روسيا مقاتلات عسكرية إلى الحدود مع بولندا، بينما تحاول بعض العواصم إحياء مسار الدبلوماسية لتفادي الحرب. وأفاد ناطق باسم الجيش البولندي، بأنّ نقل التعزيزات الأمريكية إلى بولندا، يأتي في إطار طمأنة الحلفاء القلقين من التوتر الروسي - الأوكراني قد بدأ. وأوضح الناطق الميجور برجنيسلاف ليتشينسكي، أنّ طلائع الجنود وصلت إلى مطار يسيونكا جنوب شرق البلاد، وأنّ الجزء الأكبر من الكتيبة الأمريكية وقوامها 1700 جندي ستصل قريباً. وقال الميجور ليتشينسكي، إن الاستعدادات اللوجستية بدأت منذ الأسبوع الماضي، فيما حطت، أمس، طائرة على متنها جنود من الفرقة الأمريكية 82 المحمولة جوا في يسيونكا.
في المقابل، نقلت روسيا، أمس، مقاتلات سوخوي طراز «سو-25 إس إم» إلى بيلاروس. وأكّدت وزارة الدفاع الروسية، أن الطائرات تم نقلها لمسافة تجاوزت 7000 كيلومتر، من إقليم بريموريه على بحر اليابان، إلى مطارات عسكرية في منطقة برست القريبة من الحدود البولندية، فيما تؤكّد القيادتان العسكريتان في بيلاروس وروسيا، أنّ نقل القوات إجراء ذو طبيعة تدريبية خالصة، ولا يشكل تهديداً لأحد، وأنه يتم بشكل متوافق مع القانون الدولي، فيما تنفي موسكو ومينسك في الوقت نفسه اتهامات غربية بأن التدريبات بينهما تهدف للتحضير لغزو روسي لأراضي أوكرانيا المجاورة.
في الأثناء، بدأ الجيش الأوكراني، تدريباً قتالياً من منزل إلى منزل، في المنطقة الملوثة إشعاعياً، حول محطة الطاقة النووية «تشيرنوبل» السابقة، للاستعداد لغزو روسي محتمل. وقال وزير الداخلية، دينيس موناستيرسكي، إنه أول تدريب واسع النطاق من نوعه، في المنطقة المحظورة. وأظهر مقطع فيديو، أصدرته الوزارة، استخدام مدافع الهاون وتقدم حراس على متن مركبات مدرعة، في مدينة «بريبيات» المهجورة، بعد الكارثة النووية 1986، ومازالت مهجورة، كما مارسوا أيضاً إنقاذ الجرحى ونزع فتيل الألغام، خلال التدريبات.
وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، حصل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على دعم الصين في صراعه مع الغربيين حول أوكرانيا. وأكّد الكرملين، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يزور موسكو الاثنين، فيما يزورها المستشار الألماني أولاف شولتس في 15 فبراير لإجراء محادثات مع بوتين.
وبعد لقاء مع شي جينبينغ قبيل افتتاح أولمبياد بكين، دعا الرئيسان الصيني والروسي، في إعلان مشترك، إلى «حقبة جديدة» في العلاقات الدولية ووضع حد لما أسمياه «الهيمنة الأمريكية». وندّد البلدان بدور التحالفين العسكريين الغربيين اللذين تقودهما الولايات المتحدة: الحلف الأطلسي وحلف «أوكوس» الذي أنشئ بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا عام 2021، باعتبارهما يقوّضان «الاستقرار والسلام العادل» في العالم.
وأكد البيان المشترك، أنّ موسكو وبكين «تعارضان أي توسيع للحلف الأطلسي مستقبلاً»، وهو المطلب الأول لروسيا من أجل خفض التوتر بينها وبين الغرب حول أوكرانيا.