
"طالبات المدارس ومشاركتهن في الاحتجاجات الشعبية مشكلة جديدة لخامنئي لا يستطيع حلها بسهولة"
يواجه المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي تهديدا "هائلا" يتمثل في دخول طالبات المدارس على خط الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت منذ عدة أسابيع على خلفية وفاة مهسا أميني.
وقال تحليل نشرته وكالة "بلومبرغ" للكاتب بوبي غوش إن نظام حكم رجال الدين في إيران يواجه جمهورا غير متوقع يتمثل بفتيات المدارس اللواتي يمثلن شكلا جديدا من أشكال التحدي لنظام يتعامل عادة مع المعارضة من خلال السماح لقواته الأمنية باستخدام التعذيب والقتل لإخماد الاحتجاجات.
وأضاف الكاتب أن الاحتجاجات، التي دخلت أسبوعها الرابع، تطورت من الغضب على وفاة أميني إلى المطالبة بإسقاط النظام بأكمله، مشيرا إلى أن النساء يواصلن الهيمنة على المظاهرات، ولم يعدن يكتفين بمجرد حرق حجابهن.
وتنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لطالبات يواجهن المدرسين والمسؤولين في الفصول الدراسية، على الرغم من جهود الحكومة لفرض تعتيم على ما ينشر على الإنترنت.
وفي بعض المقاطع، يمكن سماع الفتيات وهن يهتفن "الموت للديكتاتور"، ويسحقن صور خامنئي وحتى لآية الله روح الله الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية، بأرجلهن.
There is a notable Khomeini speech where he says that students are dangerous when they rebel, he said it because he weaponized the youth for his own Revolution. But, as one can clearly see, the brainwashing efforts failed. pic.twitter.com/2P8QtRgYTB
— Zineb Riboua (@zriboua) October 4, 2022
كما ظهرت فتيات في صورة لاقت انتشارا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، وهن يوجهن إشارة غير لائقة لصورة خامنئي المعلقة على جدار صفهن الدراسي.

يؤكد الكاتب أنه وكالمعتاد، يلقي خامنئي باللوم في الاحتجاجات على الولايات المتحدة وإسرائيل، لكنه بالمقابل لن يتمكن من التوضيح كيف نجح هؤلاء من الوصول للفصول الدراسية لتلويث عقول الأطفال، متجاوزين المدرسين المعينين من قبل الدولة.
حتى الآن لم يعمد المرشد الإيراني لإرسال عناصره القمعية لمواجهة طالبات المدارس بالنظر لخطورة التقاط ما يجري عبر كاميرات الهواتف المحمولة وعرضها للعالم، وفقا للكاتب.
ويؤكد أن العالم وقادته يراقبون ما يجري في إيران، وبالفعل فرضوا عقوبات على شرطة الأخلاق ومسؤولي النظام وسيقومون بفرض عقوبات أكبر قريبا.
ويشير الكاتب إلى أن أي خطوة يقدم عليها النظام الإيراني ضد طالبات المدارس سوف تستدعي عقوبات أشد، مثل طرد الدبلوماسيين ومنع إيران من حضور المحافل الدولية.
ويتابع أنه حتى حلفاء طهران مثل الصين وروسيا سيجدون صعوبة في دعم إيران في تلك الظروف.
لكن الأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة للمرشد الأعلى الإيراني هو أن حملة القمع ضد طالبات المدارس قد تؤدي بالنهاية إلى نزول ذويهن إلى الشوارع، وفقا للكاتب الذي اختتم بالقول إن "الأطفال مشكلة لا يستطيع خامنئي حلها بسهولة".
وفي مقطع مصور تأكدت فرانس برس من صحته يمكن مشاهدة مجموعة من الشابات اللواتي خلعن الحجاب وسماعهن يهتفن "الموت للديكتاتور" في إشارة إلى المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، بينما قمن بدفع مسؤول، ذكرت تقارير أنه المدير، خارج مدرسة في كرج غرب طهران الإثنين.
وفي مقاطع مصورة أخرى نشرت على الإنترنت تبدو طالبات وهن يخرجن من صفوفهن ليظهرن في تظاهرات خاطفة لتفادي اعتقالهن.From Gohardasht, Karaj:
— Masih Alinejad 🏳️ (@AlinejadMasih) October 3, 2022
Courageous Iranian school girls kick out the Head of the regional office of the Ministry of Education!#MahsaAmini #مهسا_امینی #IranRevolution
pic.twitter.com/XWlaA3p9sN
وفي مقطع نشرته قناة 1500 تصوير (1500tasvir) على منصات التواصل الاجتماعي تُشاهد مجموعة من الفتيات وهن يطلقن هتافات صاخبة منددة بالباسيج، أمام رجل يقف على منصة في مدينة شيراز جنوب البلاد.
أرسلت وزارة التعليم الإيرانية مسؤولين من قوات الباسيج إلى المدارس لتوجيه الطلاب ومنعهم من المشاركة في التجمعات والاحتجاجات ، لكن النتيجة كانت: يا باسيجي انقلع #مهسا_امینی pic.twitter.com/OKE4VaZyXc
— محمد مجيد الأحوازي (@MohamadAhwaze) October 5, 2022
وبينما تواصلت التظاهرات للأسبوع الرابع، وسعت إيران حملتها الأمنية فاعتقلت مؤيدين بارزين للحركة الاحتجاجية وفرضت قيودا على الانترنت تحد من الوصول إلى مواقع التواصل الاجتماعي.
وقتل 92 شخصا على الأقل في إيران منذ 16 سبتمبر حسبما أعلنت "منظمة حقوق الإنسان في إيران" (IHR) التي تتخذ من أوسلو مقرا لها.