
بعد انجاز ميسي الأنظار تتجه الى نابولي الإيطالي لتكريم الراحل مارادونا
بعد مرور نحو عامين على وفاته، تمكن ميسي ورفاقه من تكريم الأسطورة الراحل، دييغو مارادونا، بإحراز لقب كأس العام عقب انتظار استمر 36 عاما، عندما فاز"الطفل الذهبي" بنفس ذات الكأس.
بيد أن الأنظار باتت تتجه الآن إلى نادي نابولي من أجل تكريم آخر لـ"إل بيبي دي أورو" بإحراز لقب دوري الإيطالي.
ويعتقد عشاق نادي الجنوب الإيطالي، بأن "قديسهم الأرجنتيني" سوف يكون سعيدا في السماء إذا استطاع اللاعبون خلال هذا الموسم تحقيق لقب "الكالتشيو" والذي لم يفز به النادي على مدار تاريخه الطويل سوى مرتين وبفضل الموهبة الكبيرة التي تمتع بها دييغو مارادونا.
بداية الحكاية
وبدأت قصة مارادونا مع نابولي بعد انتهاء موسم 1983-1984، إذ كان الفريق يواجه شبح الهبوط لدوري الدرجة الثانية، لكنه نجا بعدما أنهى الدوري في المركز الحادي عشر برصيد 26 نقطة وبفارق نقطة واحدة عن جنوى الذي هبط عوضا عنه.

وبناء على ذلك، قررت إدارة نابولي على اتخاذ خطوة أضحت فيما بعد الأهم بتاريخ النادي.
فقد سعت الإدارة إلى شراء مارادونا من نادي برشلونة، والذي كان قد أعلن أنه لا يرغب في بقاء نجمه المشاغب في صفوفه عقب أحداث المباراة النهائية لكأس ملك إسبانيا التي جمعت بين العملاق الكتالوني وأتلتيك بلباو في استاد "سانتياغو برنابيو" في مدريد بتاريخ الخامس من مايو 1984.
ووقتها انتهت المباراة بفوز أتلتيك بلباو لتندلع عقبها مشاجرة بدأها مارادونا الذي كان قد تعرض لخشونة كثيرة خلال أطوار المباراة.
ودخلت أعداد غفيرة من الجماهير إلى الأرض الملعب بحضور ملك إسبانيا، بينما قام قسم آخر بإلقاء أشياء صلبة ما أدى إلى إصابة 60 شخصا بجروح.
وبالفعل استطاع النادي السماوي الحصول على خدمات مارادونا مقابل أكثر من 10 ملايين دولار ليصبح وقتها أغلى لاعب في العالم.
وأمام 75 ألف متفرج وفي حفل استقبال أسطوري في استاد "سان باولو" والذي بات يحمل اسمه بعد رحيله، أكد مارادونا أنه سوف يحقق مع نابولي لقب الدوري الإيطالي لأول مرة مرة في تاريخ "العملاق الفقير".
وبالفعل، نفذ قائد المنتخب الأرجنتيني وقتها وعده، وجلب الدوري الإيطالي إلى خزائن "البارتينوبي" للمرة الأولى في تاريخه، بعد أن أنهى نابولي موسم 1986-1987 بالمركز الأول، وقبل أن يكرر الحلم ذاته بموسم 1989-1990.
وبعد ذلك الإنجاز التاريخي لرفاق مارادونا، غاب اللقب عن خزائن النادي حتى الآن.
ولكن الآمال هذا الموسم مرتفعة بتحقيق اللقب للمرة الثالثة وتكريم مارادونا الذي كان آخر لاعب يرتدي القميص رقم 10 في نادي السماوي، احتراما لإنجازاته الخالدة التي جعلت منه"قديسا" في مدينة نابولي.
فمارد الجنوب الإيطالي، يقدم موسما كرويا مذهلا حتى الآن، إذ أنه وبعد مضي 15 جولة على انطلاقة الدوري الإيطالي، فإن "البارتينوبي" يتصدر قائمة الترتيب برصيد 41 نقطة، وبفارق 8 نقاط عن نادي ميلان أقرب منافسيه.
وحتى اللحظة، لم يخسر رجال المدرب، لوتشيانو سباليتي، أي مباراة في الدوري الإيطالي، فقد حققوا الفوز في 13 مناسبة، وتعادلوا مرتين دون تلقي أي خسارة.
وإذا كان ميسي قال بعد فوز منتخب بلاده الصعب على هولندا في ربع نهائي كأس العالم: "دييغو (مارادونا) يراقبنا من السماء، ويمثل الدافع لنا"، فإن عشاق نابولي يأملون أيضا في تكريم أسطورة ناديهم الراحل بلقب جديد، والاحتفاء به في معلقهم الذي يحمل اسم أفضل لاعب في تاريخ النادي.