
ماهي مكاسب الكيان الصهيوني من فتح المجال الجوي العماني والسعودي لطائراته؟
وفر القرار العماني القاضي بالسماح لشركات الطيران الإسرائيلية بعبور مجال السلطنة الجوي الكثير من الوقت والمال على شركات الطيران الإسرائيلية وزبائنها، خصوصا لأصحاب تذاكر الرحلات نحو آسيا وأستراليا. وتشير تقارير صحافية وآراء خبراء إلى إيجابيات هذه الخطوة اقتصاديا.
فحسب تقرير ورد في سي أن أن، كانت الرحلات على متن طائرات تديرها شركات إسرائيلية، بما في ذلك شركة الطيران الوطني إل عال، تستغرق نحو ساعتين أكثر مما لو كان الشخص يسافر مع شركة طيران أخرى.
وذلك جراء حظر الخطوط الجوية الإسرائيلية من المجال الجوي لكل من عمان والسعودية في وقت سابق. وتاليا كانت الرحلات الجوية إلى الهند وجنوب شرق آسيا، والتي تتجه شرقا من إسرائيل، تضطر إلى التوجه جنوبا، وعبور الأردن ومتابعة الطريق فوق البحر الأحمر نزولا إلى أسفل شبه الجزيرة العربية، قبل أن تصل شمال وجهتها.
لذلك يقول المحلل الإسرائيلي، إيلي نيسان إن "فتح الخطوط الجوية العمانية، وقبلها السعودية، أمام الطيران الإسرائيلي يختصر نحو ساعتين من السفر من إسرائيل إلى بعض الدول الآسيوية، ويوفر المزيد من الأموال ويؤدي إلى تخفيض سعر تذاكر الطيران إلى العديد من دول العالم".
ويشير نيسان إلى أن "عمان، وعلى مدار أكثر من عامين، رفضت فتح المجال الجوي بسبب رضوخها لضغوطات مارستها عليها إيران"، إلا إنه يتابع أنه "بفضل جهود الولايات المتحدة الأميركية وافقت السلطنة أخيرا على فتح خطوطها الجوية لمرور الطائرات الإسرائيلية".
ويلفت إلى أن لهذا الفتح الجوي تبعات اقتصادية إيجابية، ذاكرا أن "الحكومة الإسرائيلية ناقشت الموضوع الاقتصادي في البلاد، والميزانية للعامين المقبلين، خصوصا في ظل الصعوبات التي يواجهها الاقتصاد الإسرائيلي، ووسط مخاوف من أن تؤدي الإصلاحات الواجب اتباعها إلى المساس بمكانة الاقتصاد الإسرائيلي عالميا".
وفي 23 فبراير، أعلنت سلطة الطيران المدني العمانية أنها ستفتح مجالها الجوي أمام جميع شركات الطيران التي تفي بمتطلبات السلطة للتحليق فوقها، مما ينهي فعليًا الحظر المفروض على شركات الطيران الإسرائيلية الثلاث، إل عال واسرأير وأركيا.
وضمن الإطار، قال جوناثان سيفاراجاه، من شركة إل عال، لشبكة "سي أن أن" إن هذه الخطوة تقلل أوقات رحلات شركات الطيران الإسرائيلية إلى آسيا بما يصل إلى ثلاث ساعات.التزاما ببنود معاهدة شيكاجو 1944 وإنفاذا للمتطلبات الدولية بعدم التمييز بين الطائرات المدنية أمام جميع دول منظمة الطيران المدني الدولي. نؤكد بأن أجواء سلطنة عُمان مفتوحة أمام جميع الناقلات الجوية التي تستوفي شروط عبور الأجواء العُمانية. pic.twitter.com/3z8BsYjvHg
— هيئة الطّيران المدني (@CAAOMN) February 23, 2023
وأضاف أنها "تفتح مزيدا من الفرص لشركات الطيران، ليس لآسيا فحسب، ولكن أيضا لأستراليا".
ورحلة الشركة الوطنية الإسرائيلية من دون توقف من تل أبيب إلى بانكوك مدرجة حاليا على أنها تستغرق 10 ساعات و45 دقيقة. لكن رحلة طيران من دون توقف على متن "الملكية الأردنية" من عمّان، تستغرق 8 ساعات و10 دقائق. وتاليا، كان السفر من تل أبيب إلى عمّان، ثم إلى بانكوك أسرع، رغم احتساب الوقت في المطار.
ومع الإعلان العماني، نشرت شركة إل عال خريطة لطرقها القديمة والجديدة إلى جنوب شرق آسيا على إنستغرام.
وكان يمكن لشركات الطيران الأجنبية المتجهة إلى تل أبيب مثل الخطوط الجوية الهندية المرور فوق الأراضي التي لم تستطع شركة إل عال المرور فوقها. فكان هناك فرق كبير في السعر لصالح الطيران الإجنبي. وحسب سي أن أن يتوقع أن تبدأ المسارات الجديدة في غضون الأيام القليلة المقبلة.
لذلك رحبت إسرائيل بفتح سلطنة عمان مجالها الجوي أمام طائراتها، حسب فرانس برس، وأعلنت، الخميس، أن عمان التي لا تقيم علاقات دبلوماسية رسمية معها، سمحت لشركات الطيران الإسرائيلية بعبور مجالها الجوي.
ورحب وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين "بالقرار التاريخي الذي سيختصر وقت الرحلة إلى آسيا ويقلل التكاليف للمواطنين الإسرائيليين ويساعد شركات الطيران الإسرائيلية على أن تكون أكثر قدرة على المنافسة".
وجاء في بيان صادر عن مكتب هيئة الطيران المدني العماني أن "الهيئة تؤكد أن أجواء سلطنة عمان مفتوحة أمام جميع الناقلات الجوية التي تستوفي شروط عبور الأجواء العمانية".
واستقبلت عمان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في 2018 رغم عدم اعترافها بدولة إسرائيل. وتقيم سلطنة عمان كذلك علاقات جيدة مع إيران، وفق ما ورد في تقرير فرانس برس.
وأكد نتانياهو عقب زيارته، أن السلطنة مستعدة لفتح مجالها الجوي أمام الطائرات المدنية الإسرائيلية، وهو أمر بدا حينها ذات أهمية عملية محدودة، خصوصا للرحلات الجوية إلى آسيا، لعدم السماح لها بالتحليق فوق السعودية.
وكانت الرياض التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، قد أعلنت في يوليو 2022 فتح مجالها الجوي أمام "جميع شركات الطيران"، بما في ذلك الشركات الاسرائيلية.
ورحبت الولايات المتحدة الأميركية، الخميس، بقرار عمان الذي يكمل "المسار" الذي بدأ العام الماضي مع السعودية.
وجاء في بيان للبيت الأبيض أن "إعلان عمان يعزز رؤية الرئيس جو بايدن لمنطقة شرق أوسط أكثر تكاملا واستقرارا وازدهارا، وهو أمر حيوي لأمن وازدهار الشعب الأميركي وشركائنا الإقليميين".
ورحبت عمان عام 2020 بتطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات والبحرين، في خطوة قطعت عقودا من الموقف العربي الذي جعل تسوية القضية الفلسطينية شرطًا للتقارب مع إسرائيل، وفق فرانس برس.