انقسامات غير مسبوقة في قيادة طالبان بشأن حظر تعليم الفتيات تبعث آمالا بـ "تخفيف القيود" على نساء أفغانستان -->
عالم محير 83 عالم محير 83

انقسامات غير مسبوقة في قيادة طالبان بشأن حظر تعليم الفتيات تبعث آمالا بـ "تخفيف القيود" على نساء أفغانستان

 

انقسامات غير مسبوقة في قيادة  طالبان بشأن حظر تعليم الفتيات  تبعث آمالا بـ "تخفيف القيود" على نساء أفغانستان

انقسامات غير مسبوقة في قيادة  طالبان بشأن حظر تعليم الفتيات  تبعث آمالا بـ "تخفيف القيود" على نساء أفغانستان


عند إعادة فتح المدارس الثانوية الأفغانية الشهر المقبل بعد العطلة الشتوية، لا يبدو أن هناك توقعات متفائلة بالسماح للفتيات بالعودة إلى الفصول الدراسية بعد 550 يوما من إجبارهن على البقاء في المنزل. 


ففي العام الماضي، كان كل شيء معدا لبدء الدراسة في المدارس المتوسطة والثانوية بأفغانستان بعد عطلة الشتاء، فوزارة المعارف كانت جهزت خطة كاملة خلال الأشهر الخمسة الماضية، ولكن عقب ساعات قليلة من ذهاب الفتيات إلى مدارسهن انتشر خبر تأجيل الدراسة ومطالبة الطالبات بالعودة إلى منازلهن حتى إشعار آخر.


ومع ذلك، فقد شهدت الأسابيع الأخيرة انقسامات غير مسبوقة في قيادة طالبان بشأن حظر تعليم الفتيات ومشاركة النساء في القوى العاملة، مما أثار بعض الأمل في التغيير، وفقا لتقرير صحيفة "التايمز" البريطانية.


وتأتي هذه الانقسامات بعد سلسلة من المراسيم التي أصدرتها حركة طالبان منذ سيطرتها على الحكم في منتصف أغسطس من العام 2021، والتي جعلت أفغانستان إلى حد بعيد أحد أكثر الأماكن تقييدًا لحريات الإناث على وجه الأرض. 


فلم يقتصر  الأمر على منع الفتيات من الالتحاق بالمدارس المتوسطة والثانوية، إذ يمتد الحظر ليشمل منع ذهاب الطالبات إلى الجامعات وحظرهن من المجيء إلى الصالات الرياضية والحدائق العامة، فضلاً عن منعهن من السفر بدون مرافقة الذكور.


وقد شهد أواخر العام المنصرم أحدث التقييدات ضد الأفغانيات عندما جرى منعهن من العمل لدى وكالات الإغاثة حيث توجد حاجة ماسة لإيصال الطعام إلى نساء أخريات وسط ما تقول الأمم المتحدة إنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم.


"الرجل الغامض" الذي "توقف الزمن عنده"

ولا تصدر المراسيم من القصر الرئاسي في العاصمة كابول، بل من منزل بسيط في مدينة قندهار حيث مقر زعيم الحركة الغامض، هبة الله آخوند زاده، وهو رجل نادرا ما يُرى في العلن أو يجري تصويره لدرجة أن البعض يتساءل عما إذا كان موجودا.


ولا يعرف أي شيء تقريبا عن "رئيس" الدولة الأكثر عزلة في العالم، فهو لديه لحية رمادية طويلة ويعتقد أنه يبلغ من العمر 60 عاما، لكنه قد يكون أكبر سنًا، وكان لديه ابن فجر نفسه في ولاية هلمند خلال هجوم استهدف القوات الحكومية قبل بضع سنوات.


والتواصل مع هبة الله آخوند زاده أمر يكاد يكون مستحيلا، إذ لم يسمح لأي دبلوماسي أجنبي أو مبعوث أممي بمقابلته على أمل إقناعه بتغيير مواقفه تجاه حقوق المرأة، ومن الذين فشلوا في لقاء زعيم الحركة، نائبة الأمين للأمم المتحدة، أمينة محمد، والتي حاولت الاجتماع به خلال الشهر الماضي.


وفي هذا الصدد يقول أرشد يوسفزاي، وهو صحفي باكستاني تابع حركة طالبان عن كثب لسنوات: "هبة الله آخوند زاده ينتمي إلى مدرسة قديمة، فهو يظن الزمن قد توقف قبل 1400 سنة، ويعتقد أن منح النساء حقوقهن سوف يقوض سلطة جماعته".


وأضاف: "ليس لديه معرفة بالسياسة ويظن أن إيقاف المساعدات وعدم التواصل مع المجتمع الدولي غير مهم، فهو يعتقد أنهم كما عاشوا لمدة عقدين في الجبال قبل الاستيلاء على السلطة من جديد، فهم قادرون أيضا على الصمود والبقاء".


وبحسب خبراء فإنه عندما كانت طالبان في السلطة في التسعينيات من القرن الماضي، كانت منظمة متجانسة بقيادة زعيمها ومؤسسها الراحل الملا محمد عمر، فإن هذه المرة تشهد وجود أجنحة وفصائل داخلها.


فهناك المتشددون الذين يدعمهم هبة الله آخوند زاده، وثمة فريق آخر براغماتي، بالإضافة إلى عناصر وقادة كانوا قد عاشوا خارج أفغانستان وتغيرت لديهم الكثير من القناعات.


وفي هذا الصدد، يقول الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، يان إيغلاند، بعد أن سافر إلى أفغانستان الشهر الماضي: "هناك انقسامات واضحة"، علما أن المجلس النرويجي للاجئين أحد من وكالات الإغاثة التي أوقفت عملياتها في أعقاب الحظر المفروض على عمل موظفات الإغاثة.


تحذير من نجل المؤسس

وفي 16 فبراير، حذر الملا يعقوب، وزير الدفاع ونجل زعيم طالبان السابق الملا محمد عمر، من أن الحكومة يجب أن "تستمع إلى المطالب المشروعة" للسكان، حتى يتمكنوا من العيش "دون غزو مادي أو فكري أو ديني".


وعلى نفس المنوال قال رجل الدين البارز، مولوي عبد الحميد، مخاطبا قادة طالبان مباشرة خلال خطبة صلاة الجمعة قائلاً إن منع الفتيات من الذهاب إلى المدرسة والجامعة يشبه "منعهن من الصلاة".


وكان إيغلاند قد التقى بثلاثة وزراء من طالبان بينهم وزير الاقتصاد الذي كان أول من أعلن عن حظر عمل النساء في وكالات الإغاثة.


وأوضح: "لقد أرسلوا جميعا رسالة مفادها أنهم يعلمون انه لا يمكننا العمل بدون زميلاتنا وكانوا ثلاثتهم ضد الحظر".


وتابع: "من المفارقات أننا التقينا بوزير الاقتصاد المسؤول عن الحظر وأخبرنا أنهم جميعًا مع عودة العاملات، وأن لديهم العديد من النساء في الوزارات وأنهم بحاجة إلى عاملات ماهرات قبل أن يضيف أنه ليس بوسعهم فعل أي شيء".


ورفض مسؤولون آخرون مقابلة إيغلاند، وهنا يشرح: "كان من الواضح أنهم كانوا محرجين، فالجناح المتطرف في طالبان له اليد العليا".


من جانب آخر، قال دبلوماسي غربي التقى بوزراء طالبان في عدة مناسبات خلال العام الماضي: "يشعر وزراء الحركة بالقلق من أن زعيم طالبان يقودهم إلى مسار غير مستدام على الصعيدين الخارجي والداخلي، لأن مثل هذه الإجراءات تخلق مقاومة، لكنني أشك في أي تغيير في السلطة". 


مقاومة هادئة

ومع ذلك، هناك أمل في مقاومة ناعمة، ففي أجزاء من البلاد يتم بالفعل تحدي حظر التعليم بهدوء، إذ يسمح قادة طالبان المحليون بالمدارس المجتمعية غير النظامية أو يغضون الطرف عن المدارس السرية التي، وفقًا للأمم المتحدة، تدرس 800 ألف فتاة. 


وقد أصدر وزيرا الصحة خطابات سرية تسمح للمرأة بالعمل في قطاعاتها.


وأما المديرة التنفيذية لصندوق "التعليم لا يمكن أن تنتظر" التابع للأمم المتحدة، ياسمين شريف، والتي فشلت في مقابلة هبة الله خلال زيارتها الأخيرة للبلاد، فتقول "سيراقب الجميع ما سيحدث عند إعادة فتح المدارس".


وتردف: "إنها كارثة إنسانية. كيف يمكننا حتى أن نتحدث في العام 2023 عن منع الفتيات من المدرسة؟"


لكن مثل طالبان نفسها، فإن قطاع المساعدات الدولية منقسم حول كيفية الاستجابة للوضع الحالي، فقد أوقف عدد من الوكالات الكبرى مثل منظمة إنقاذ الطفولة والمجلس النرويجي للاجئين عملياتها في البلاد، معلنة أن الحظر المفروض على العاملات هو "خط أحمر"، في حين استمر آخرون مثل برنامج الغذاء العالمي في استخدام العمال الذكور، مشيرين إلى أن إنقاذ الناس من المجاعة هو ضرورة إنسانية.


وختمت شريف بالقول: "أشعر أنه يتعين علينا تحدي طالبان.. كلما زادت الأموال التي يمكننا جلبها، لاسيما المخصصة للمدارس السرية، كان ذلك أفضل، فهؤلاء الفتيات قويات للغاية ويستحقن المساعدة، وما يحصل هو فصل عنصري ضدهن".

التعليقات

';


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

عالم محير 83

2016