
الفنانون المناهضون للحرب على أوكرانيا يعيدون احياء المعارض السرية التي انتشرت خلال الحقبة السوفيتية
وسط حملة القمع التي يشنها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على الناشطين الحقوقيين وكل من يعارض الحرب على أوكرانيا، يلجأ الفنانون المناهضون للحرب إلى العمل في الخفاء ببلدهم، ويعيدوا إحياء المعارض السرية التي كانت منتشرة خلال الحقبة السوفيتية.
وتنقل صحيفة "واشنطن بوست" أن أحد أماكن العرض محطة حافلات مجهولة مقابل حديقة في مدينة سانت بطرسبرغ شمال روسيا عند حلول الظلام.
ولا يتم الترويج لهذه المعارض على الإنترنت، إذ يجتمع عدد قليل من الناس، وبينما تنتقل العيون من وجه إلى آخر، تقول الصحيفة، تطلب فنانة من الحاضرين إغلاق الهواتف المحمولة لتجنب التتبع من قبل عملاء الأمن.
ويشير التقرير إلى أن البعض من الروس يرون في المعارض السرية تحررا، فيما يراه بعضهم الآخر بأنه "خيار مؤلم" حيث يخنق النظام المعارضة العامة ويصور الحرب على أنها معركة وجودية من أجل بقاء روسيا ولا يعارضها سوى الخونة.
وفي روسيا، يعتبر انتقاد الجيش أو حتى نشر الانتهاكات العسكرية الروسية في أوكرانيا جريمة.
وتنقل الصحيفة تجربة معرض آخر يقام في شقة، حيت يدخلها الحاضرون عبر مقهى، ويتم تحذيرهم من الحديث مع أي شخص أثناء الدخول.
وفي رواق الشقة الضيق، تتكدس المعاطف والأحذية، وتتجمع مجموعة من النشطاء والأصدقاء في المطبخ، والأضواء خافتة، حيث يعمل الفنان على عرض اللوحات.
ويقول الفنان، وهو يقود المجموعة إلى غرفة بها صور للنشطاء المعتقلين والسجناء السياسيين ومشاهد لشرطة مكافحة الشغب الروسية وهي تسحل المتظاهرين. وهناك صور قاتمة لبوتين، يتم تصويره على أنه شخصية شيطانية محاطة بالفوضى والحرب، وفق ما ينقل التقرير.
ويظهر المعرض بعض اللافتات المناهضة للحرب التي رفعها الناس في مسيرات الاحتجاج، أما المرحاض الصغير فمزين بصور دموية لبوتين والمتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف.
وخارج هذه المعارض السرية، أصبح عالم الفن الأوسع في روسيا تحت سيطرة الدولة المشددة.
وتنقل الصحيفة إنه في الشهر الماضي، تم استبدال زيلفيرا تريجولوفا، مديرة معرض تريتياكوف الشهير ، بيلينا برونيشيفا، ابنة مسؤول كبير سابق في جهاز الأمن الفيدرالي، بعد أن طالبت وزارة الثقافة المتحف بتعزيز القيم الأخلاقية والروحية الروسية.
وفي يناير، أزيلت لوحة للفنان المعاصر المعروف في سانت بطرسبرغ، ديمتري شاجين، من متحف الفن الزخرفي لعموم روسيا في موسكو، لأنها تصور شخصيات تحمل لافتة تحتوي على "إيحاءات سياسية".