استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية الإيرانية يزيد من فرص الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط -->
عالم محير 83 عالم محير 83

استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية الإيرانية يزيد من فرص الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط

 

استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية الإيرانية يزيد من فرص الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط

استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية الإيرانية يزيد من فرص الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط


بعد سنوات من القطيعة، اتفقت إيران والسعودية على استئناف علاقاتهما الدبلوماسية، بوساطة صينية، ما من شأنه أن يهدّئ التنافس الجيوسياسي المحتدم بين الرياض وطهران ويزيد من فرص الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط التي يتنامى فيها نفوذ بكين، بحسب وكالة بلومبرغ.


وكانت العواصم الثلاث على تواصل على مدار العامين الماضيين على الأقل؛ في البداية بشكل سري قبل بدء نقاشات علنية، فيما يمثل جزءا من إعادة ترتيب المشهد الإقليمي، بعد أن شكّل تقليص الولايات المتحدة لنفوذها في الشرق الأوسط "مصدر قلق أمني كبير للرياض"، وفقا للوكالة.


ويتضمن اتفاق إعادة العلاقات بين طهران والرياض، الذي تم التوقيع عليه في الصين تعهدات بإعادة فتح السفارات في غضون شهرين، وجاء بعد أيام من المفاوضات بين وزير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني ومساعد بن محمد العيبان، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء ومستشار الأمن الوطني السعودي.


ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن شمخاني قوله إن "إزالة سوء التفاهم" والتطلع إلى علاقات أفضل "سيؤدي بالتأكيد إلى تطوير الأمن الإقليمي وزيادة التعاون بين دول الخليج الفارسي".


"خارطة الطريق"

وبحسب بلومبرغ، لم تظهر أسعار النفط "ردة فعل فورية" بعد الاتفاقية الجديدة، على الرغم من أن المحللين توقعوا أنها ستسهم في تخفيف التأثيرات التي تضرب السوق بشكل دوري نتيجة التوترات بين الخصمين، اللذين تدهورت علاقتهما خلال السنوات الأخيرة.


يقول سنام وكيل، نائب رئيس برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "تشاتام هاوس": "هذا تغيير كبير للعبة واعتراف بأن سياسة عزل واحتواء إيران لم تنجح في مصلحة الرياض".


ويبرز وكيل لبلومبرغ، أن الرياض توصلت الآن إلى فكرة أن الدبلوماسية المباشرة يمكن أن تساعد المملكة في إدارة توتراتها مع إيران، بما في ذلك التوترات المتعلقة باليمن، بالإضافة إلى إحباط الهجمات المستقبلية التي يمكن أن تستهدفها من اليمن، مضيفا أنه ما يزال عمل كبير للقيام به، ويبقى ما تم الإعلان عنه الجمعة خارطة طريق.


وقطعت السعودية العلاقات مع إيران في 2016 بعد اقتحام سفارتها في طهران في أثناء خلاف بين البلدين بشأن إعدام الرياض رجل دين شيعيا وفي ظل خلاف استمر لسنوات دعم خلالها الجانبان 


من جهته يقول توربيورن سولتفيد، كبير المحللين لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في Verisk Maplecroft، وهي مجموعة عالمية لاستخبارات المخاطر، "إن دور الصين في التوسط في الاتفاقية مهم"


ويضيف: "إنه يعزز نفوذ بكين في الخليج الفارسي"، موضحا أن مركز الثقل في صادرات النفط والغاز في المنطقة يتحول شرقا".


وتابع المحلل السياسي "خلال هذا العام شهدنا إشارات قوية على أن الصين تستفيد من هذا التحول لتعزيز وجودها التجاري والدبلوماسي في الشرق الأوسط ".


واستأنفت إيران والسعودية محادثات إعادة العلاقات في أبريل 2022، فيما وصفته وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية في ذلك الوقت بأنه "مناخ إيجابي". 


"مستقبل الحرب"

وأفادت وكالة أسوشيتد برس، بأن المحادثات توقفت في ديسمبر بعد أن اتهمت طهران الرياض باستخدام القنوات التلفزيونية الفضائية لدعم الاحتجاجات التي هزت الجمهورية الإسلامية.


وتسعى المملكة العربية السعودية، التي تواجه المقاتلين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن منذ عام 2015، إلى إنهاء الصراع الذي عرّض منشآتها النفطية لهجمات الطائرات المسيرة والصواريخ. 


وتقول الوكالة إن إقامة علاقات رسمية مع إيران، يمكن أن يساعد في تخفيف هذا الصراع وربما تتجه السعودية إلى الانسحاب من الحرب إذا تحقق اتفاق سلام.


وصرح وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، يوم الخميس في موسكو، أن الأولوية القصوى للسعودية هي "إيجاد طريقة لوقف إطلاق النار بشكل دائم في اليمن".


وقال مسؤول في البيت الأبيض إن "خارطة الطريق المعلنة لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران تشبه ما دعمته الولايات المتحدة خلال جولات المحادثات بين البلدين في بغداد ومسقط". 


وأضاف المسؤول  أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، أوضح خلال زيارته للسعودية وإسرائيل أن خفض التصعيد والدبلوماسية والردع من أهم أركان سياسته تجاه إيران.


وتابع المسؤول: "لطالما شجعنا على الحوار المباشر والدبلوماسية للمساعدة على خفض التوتر وتقليص أخطار النزاع".


وأشار إلى أن الولايات المتحدة ترحب "بشكل عام بأي جهود من شأنها إنهاء الحرب في اليمن وخفض التصعيد في منطقة الشرق الأوسط".


وذكر المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي أن السعودية أبقت واشنطن على اطلاع بشأن محادثاتها مع إيران لاستئناف العلاقات الدبلوماسية لكن الولايات المتحدة لم تشارك فيها بصورة مباشرة.


وقال كيربي للصحفيين "السعوديون أبقونا بالفعل على إطلاع بشأن هذه المحادثات التي كانوا يجرونها، تماما مثلما نبلغهم بأنشطتنا، لكننا لم نشارك بصورة مباشرة".

التعليقات

';


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

عالم محير 83

2016