
الولايات المتحدة الامريكية تؤكد على عدم تمكن ايران من التصرف في اموالها في قطر
أكدت الولايات المتحدة، الخميس، أن إيران لن تتمكن في أي وقت قريب من التصرف في مبالغ قيمتها ستة مليارات دولار جرى تحويلها إلى بنك قطري، الشهر الماضي، في إطار تبادل للسجناء وإن واشنطن احتفظت بحق تجميد الحساب بشكل كامل، وفق ما نقلته رويترز عن مسؤول أميركي.
وسُلط الضوء على مسألة وصول إيران إلى تلك الأموال منذ الهجوم الذي شنته حركة حماس المدعومة من طهران على إسرائيل، السبت، والذي أدى إلى مقتل أكثر من 1300 شخص وأخذ عشرات الرهائن إلى قطاع غزة.
وقال مسؤول أميركي رفيع لرويترز، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: "لن تتمكن إيران من الحصول على الأموال في المستقبل المنظور".
وذكر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في مؤتمر صحفي في تل أبيب أن إيران لم تصل إلى تلك الأموال ولم تنفق أي مبلغ منها. وأضاف "لدينا رقابة صارمة على الأموال ونحتفظ بالحق في تجميدها".
وقال بلينكن إن وزارة الخزانة الأميركية تشرف على عملية إنفاق تلك الأموال لضمان استخدامها للأغراض الإنسانية فقط.
وذكرت عدة وسائل إعلام أميركية، الخميس، أن الولايات المتحدة وقطر اتفقتا على منع إيران من الوصول إلى الأموال.
ولم تخف إيران دعمها لحركة حماس وتمويلها وتسليحها لكن الزعيم الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، قال، الثلاثاء، إن طهران ليست متورطة في هجوم حماس على إسرائيل.
وقالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة إن الحكومة الأميركية "تدرك تماما أنها لا تستطيع التراجع" عن الاتفاق الذي جرى التوصل إليه بشأن الأموال. وتم تحويل تلك المبالغ إلى قطر من حساب في كوريا الجنوبية لتسهيل الوصول إليها لتلبية الاحتياجات الإنسانية في إيران.
وجُمدت عوائد النفط الإيرانية في سيول بعد أن فرضت واشنطن، في عهد الرئيس السابق، دونالد ترامب، حظرا شاملا على صادرات النفط الإيرانية وعقوبات على بنوكها، في عام 2019.
وأوضحت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك أن "الأموال تعود للشعب الإيراني وهي مخصصة لحكومة الجمهورية الإسلامية لتسهيل الحصول على جميع المتطلبات الأساسية وغير الخاضعة للعقوبات للإيرانيين".
ولم تستجب البعثة لطلب التعليق على ما إذا كانت إيران قد حاولت بالفعل التصرف في الأموال.
كما لم يرد مكتب الإعلام الدولي في قطر بعد على طلب رويترز للتعليق. وأحجمت وزارة الخزانة الأميركية عن التعليق.
ورفض جون كيربي، المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض، الحديث عن المحادثات الدبلوماسية أو "التكهن... بشأن المعاملات المستقبلية".
وقال إن الأموال كان من المقرر أن يتم توزيعها "على البائعين المعتمدين، الذين وافقنا عليهم، لشراء المواد الغذائية والأدوية والمعدات الطبية والمنتجات الزراعية وشحنها إلى إيران مباشرة لصالح الشعب الإيراني".
وأضاف كيربي للصحفيين "كل سنت من تلك الأموال لا يزال متواجدا في البنك القطري". وتابع أن "النظام لن يحصل على سنت واحد من تلك الأموال".
إيران تلوح بفتح "جبهة جديدة"
من جهته، أعلن وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، الذي تدعم بلاده حركة حماس ، الخميس، أن فتح "جبهة جديدة" ضدّ إسرائيل في الشرق الأوسط يعتمد على "تصرفات" الدولة العبرية في قطاع غزة الذي يتعرّض لقصف مكثّف.
وتتوجّه الأنظار إلى إيران بسبب دعمها حركة حماس منذ أمد. ورغم العلاقة الوثيقة بينهما، يؤكد القادة الإيرانيون عدم ضلوع بلادهم في الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حماس السبت ضدّ اسرائيل، العدو اللدود لإيران.
وقال أمير عبداللهيان خلال لقاء مع رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، في بغداد إن "مسؤولين في بعض الدول يسألوننا عن إمكانية فتح جبهة جديدة في المنطقة".
وأضاف "قلنا لهم إن جوابنا الواضح فيما يتعلق بالاحتمالات المستقبلية هو أن كل شيء يعتمد على تصرفات" إسرائيل في غزة؟
ووصل الوزير الإيراني إلى بغداد في إطار جولة في المنطقة تشمل لبنان وسوريا، لبحث آخر التطورات المتعلقة بالهجوم في غزة.
وحذرت دول غربية إيران، منذ السبت، من توسيع نطاق النزاع مع إسرائيل.
وفي بيروت التي وصلها ليل الخميس، قال أمير عبد اللهيان إن "استمرار جرائم الحرب ضد فلسطين وغزة سيلقى ردا من قبل باقي المحاور"، مضيفا أن إسرائيل وداعميها"سيكونون مسؤولين عن عواقب ذلك".
وكان في استقبال الوزير الإيراني لدى وصوله إلى مطار بيروت ممثلون عن كتلتي حزب الله وحركة أمل البرلمانيتين وعن حركتي حماس والجهاد الاسلامي، الذين شكروا طهران على دعمها.
وتنسق هذه الأطراف منذ سنوات تحركاتها معا في إطار "محور المقاومة" الذي يضم فصائل فلسطينية وأخرى من لبنان والعراق وسوريا ومجموعات أخرى مناوئة لإسرائيل، تتلقى دعماً بالمال والسلاح من إيران.
وتخشى الولايات المتحدة أن تُفتح جبهة جديدة في شمال إسرائيل عند الحدود مع لبنان، في حال قرر حزب الله التدخّل بشكل واسع في النزاع.
ولا يزال تدخل حزب الله الذي يُعدّ الطرف العسكري والسياسي الأبرز في لبنان محدوداً حتى الساعة، لكنّ محلّلين يتوقعون أن يبادر إلى فتح جبهة جديدة في ما لو بدأت إسرائيل هجوماً برياً ضد قطاع غزة.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، الأربعاء: "لقد وجهت رسالة واضحة للإيرانيين مفادها: احذروا".
وأجرى الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، مساء الأربعاء، اتصالا بكل من ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، ورئيس النظام السوري، بشار الأسد.
ويعقد أمير عبداللهيان، الجمعة، سلسلة لقاءات في بيروت، يختتمها بمؤتمر صحفي في مقر السفارة الإيرانية، على أن ينتقل بعدها إلى سوريا، التي قدّمت لها طهران دعما عسكريا وسياسيا واقتصاديا ودبلوماسيا منذ بدء النزاع عام 2011.
وخرج الخميس مطارا دمشق وحلب من الخدمة جراء ضربات إسرائيلية استهدفتهما، وفق السلطات السورية.
ولم يتبن الجيش الإسرائيلي الضربات رسميا، لكن السفير الإسرائيلي لدى برلين، رون بروزر، قال في تصريحات تلفزيونية، الخميس، إن القصف على مطار دمشق استهدف "شحنات أسلحة آتية من إيران تضمّ صواريخ ومسيّرات" إلى سوريا ولبنان.