.png)
الطب الشرعي يكشف اسرار خطيرة حول وفاة الطبيبة العراقية «بان»
كانت الطبيبة العراقية بان زياد طارق، التي عُثر على جثتها في الرابع من أغسطس، رمزاً للشغف والنجاح في مهنتها.
وثَّقت عبر حسابها على «إنستغرام» محاضرات علمية ومقاطع توعوية عن الصحة النفسية وهي حاصلة على شهادة البورد العربي في الطب النفسي، كما افتتحت عيادتها الخاصة في البصرة وحظيت بثقة أساتذتها وزملائها.
توقفت حياتها فجأة، وعُثر على جثتها في حمام منزل العائلة وقد كُتبت على الجدار بدمها عبارة «أريد الله».
تضارب في الروايات: انتحار أم جريمة مدبرة؟
قالت والدة الضحية في البداية: إن ابنتها أنهت حياتها تحت ضغط العمل، ثم دافعت عن شقيق الضحية بعد اتهامه بالضلوع في القضية.
لكن بعض زملاء الراحلة رفضوا هذه الرواية، مشيرين إلى أنها كانت مملوءة بالطموحات، تخطط للسفر والدراسة في الخارج، ولم تُظهر يوماً ميولاً انتحارية.
تقرير أولي يثير الشكوك
الصورة الأولية للجثة قلبت القضية إلى رأي عام، إذ أظهر التقرير الطبي جروحاً قطعية عميقة في اليدين، وكدمات في الوجه والرقبة، مع آثار دماء على الملابس والساقين.
تساءل عدد من الأطباء كيف يمكن لشخص أن يقطع أوتار يديه ثم يشنق نفسه؟ فيما أشار خبراء جنائيون إلى أن الجروح بدت عميقة جداً وتخالف أنماط «التردد» المعتادة في حالات الانتحار، فضلاً عن غياب أداة القطع في مسرح الجريمة.
اتهامات بالتستر العائلي
كشف النائب عدي عواد الحسن في بيان رسمي وجود مؤشرات على إخفاء معالم الجريمة، منها، تعطيل كاميرات المراقبة عمداً وقت الحادث.
إلى جانب تنظيف مكان الوفاة قبل وصول الجهات المختصة.
غضب شعبي ومطالبات بالعدالة
كما أن انتشار فيديو جديد منسوب للضحية يُظهر آثار تعذيب على جسدها، أجّج الغضب الشعبي وسط اتهامات لعائلتها وبعض الجهات المحلية بمحاولة تمرير رواية الانتحار.
أشار قانونيون لصحف محلية أن التشريح إلزامي في حالات الوفاة الغامضة ولا يحق للعائلة منعه.
فيما شدد خبراء الأمن على أن كلمة الفصل ستصدر بعد اكتمال تقرير الطب العدلي والأدلة الجنائية.
أدلة جنائية تؤكد رواية الانتحار
أعلن مجلس القضاء الأعلى في العراق نتائج التحقيق في قضية وفاة الطبيبة بان زياد طارق بالبصرة، مؤكداً أن الحادثة كانت انتحاراً، لتغلق بذلك واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في الشارع العراقي خلال الأسابيع الماضية.
بيّنت التقارير الفنية والجنائية أن الدم والشعر المرفوع من موقع الحادث تعودان للضحية نفسها، كما أثبتت مديرية الأدلة الجنائية أن عبارة «أريد الله» المكتوبة بالدم على باب الحمام، تطابق خط بان زياد وفق المضاهاة التقنية.
وأظهر تفريغ كاميرات المراقبة (DVR) عدم دخول أي شخص للمنزل قبل الحادث، مما دحض فرضية وجود طرف آخر.
إفادات العائلة والشهود
أكد والدا الطبيبة وشقيقها وأفراد من عائلتها أن بان كانت تعاني ضغوطاً نفسية شديدة ورجحوا أنها أنهت حياتها بقرار شخصي.
إحدى زميلاتها، الطبيبة النفسية زينب علي حسن، أشارت إلى أن الضحية كانت مصابة باكتئاب مزمن بدرجة خامسة، وكانت تتحدث صراحة عن رغبتها في الانتحار، بل وطلبت الحصول على عقار مضاد للاكتئاب (Pubroion).
رسائل صوتية ونصية تكشف نوايا سابقة
توصلت التحقيقات الإلكترونية إلى تسجيلات صوتية لِبان بصوتها، قالت فيها: «تعبت من الوجود، الأفكار الانتحارية جاي تصير قوية».
وكشفت محادثات بينها وبين زميلها عمر ضاحي مصطفى عن نيتها إنهاء حياتها، حيث كتبت له: «الله يسامحك.. ما راح أشوفك بعد.. مع السلامة».
التقرير الطبي يحسم الجدل
بحسب تقرير الطب العدلي الذي صدر أمس، نتجت الوفاة عن نزيف دموي حاد بسبب جروح قطعية في الساعدين، أدت إلى صدمة وعائية ثم الوفاة.
كما أوضح التقرير أن الكدمات الموجودة على وجهها ويدها سببها السقوط أثناء الاحتضار، وليس عنفاً خارجياً، مؤكداً خلو الجثة من السموم أو المخدرات، وعدم وجود أي اعتداء.