
قتلى وجرحى في هجوم استهدف مبنى للأمم المتحدة جنوب السودان
قُتل ستة مدنيين وأُصيب ثمانية آخرون، اليوم السبت، في هجوم استهدف مبنى تابعًا للأمم المتحدة في السودان، في حادثة وصفتها الحكومة السودانية بأنها «عمل إرهابي»، محمّلة قوات الدعم السريع المسؤولية عنه.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر طبي أن الضربة استهدفت مقرًا للأمم المتحدة في مدينة كادوقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان المحاصرة، مشيرًا إلى أن القتلى من المدنيين. وأفاد شهود عيان بأن الضحايا يعملون ضمن طاقم الأمم المتحدة، لافتين إلى أن الهجوم نُفذ عبر طائرة مسيّرة.
وفي تطور متصل، أعلن جيش بنغلاديش مقتل ما لا يقل عن ستة من جنوده المشاركين في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في السودان، وإصابة ثمانية آخرين، جراء هجوم استهدف قاعدة أممية في منطقة أبيي. وأوضح الجيش في بيان أن الأوضاع الأمنية في المنطقة لا تزال غير مستقرة، وأن الاشتباكات مستمرة، مؤكدًا بذل الجهود اللازمة لتوفير الرعاية الطبية للمصابين وتنفيذ عمليات الإنقاذ.
وتُعد بنغلاديش من أكبر الدول المساهمة في بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وتنتشر قواتها منذ سنوات في منطقة أبيي المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان.
إدانة حكومية
من جانبها، أدانت الحكومة السودانية، في بيان صدر من بورتسودان، «الهجوم الجوي الذي نفذته مليشيا الدعم السريع المتمردة باستخدام طائرة مسيّرة واستهدف مقر الأمم المتحدة بمدينة كادوقلي»، واعتبرته خرقًا جسيمًا للحماية المقررة للمنشآت الأممية وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.
وحملت الحكومة قوات الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن الهجوم، داعية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى اتخاذ مواقف حازمة وإجراءات رادعة لضمان حماية المنشآت الأممية والعاملين في المجال الإنساني، ومحاسبة المسؤولين عن الاعتداء وفق القوانين الدولية.
وتفرض قوات الدعم السريع حصارًا على مدينة كادوقلي منذ نحو عام ونصف، وسط تحذيرات أممية سابقة من خطر المجاعة في المدينة. ويُعد إقليم كردفان، المقسّم إلى ثلاث ولايات، منطقة ذات أهمية استراتيجية لكونه حلقة وصل عسكرية ولوجستية بين مناطق سيطرة الجيش في الشمال والشرق والوسط، وإقليم دارفور الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع إلى حد كبير.
ويستمر النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل/نيسان 2023، في حرب خلّفت أوضاعًا إنسانية وأمنية بالغة التعقيد، فيما يرى محللون أن تصعيد الدعم السريع في كردفان يهدف إلى كسر خطوط الدفاع الأخيرة للجيش والتقدم نحو وسط السودان والعاصمة الخرطوم.