الهجرات غير الشرعية / كابوس اوروبا المستمر
من أكثر الأمور التي تؤرق مضاجع المسؤولين الاوروربيين منذ فترة ليست بالقصيرة هي الهجرات التي تأتي إلى بلدان اوروبا من شتى دول العالم .
وللهجرات إلى اوروبا تاريخ قديم يعود لقرون طويلة .
فبحسب تقرير المنظمة الدولية للهجرة تُعد أوروبا موطنًا لأكبر عدد من المهاجرين من جميع مناطق العالم مع حوالي 70.6 مليون نسمة من المهاجرين .
وفي فترة من الزمان وبالتحديد بعد الحرب العالمية الثانية أصبحت أوروبا مقصدا للباحثين عن العمل من كل البلدان.
وبالتحديد دولتي ألمانيا وفرنسا حيث توجه أغلب المهاجرين الأتراك إلى ألمانيا وتوجه أغلب المهاجرين العرب إلى فرنسا.
وذلك لأنه جرت في هاتين الدولتين أعمال ترميم وإعادة بناء وإعمار لما دمرته الحرب .
وقد شجعت العمال على القدوم إليها للمساهمة في الإعمار وإعادة الإنشاء والنهوض بالاقتصاد المتهاوي من جديد .
وينحدر المهاجرين من عدة دول فمنهم الاتراك ، والعرب ، والافارقة ، والأرمن ، والامازيغ، والباكستانيين وغيرها من الدول الاسيوية واللاتينية .
لقد كانت الهجرات في فترة من الفترات تحمل منافع كثيرة لتلك الدول الاوروبية .
، ولقد استفادت العديد من الدول من المهاجرين ووظفت مهاراتهم وأمكانياتهم لصالحها.
وقد تم اكتشاف العديد من العلماء والاطباء والمختصين في شتى المجالات من بين هؤلاء المهاجرين .
وقد التحق العديد من هؤلاء في الوزارات والدوائر وحتى المؤسسات العسكرية .
وساهموا في بناء اوروبا الحديثه ، ولو عدنا إلى أصول العديد من المسؤولين الاوروبيين ستجد انهم ينحدرون من أصول غير اوروبية.
ولا تستطيع أي دولة من دول الاتحاد الاوروبي أن تنكر البصمة المميزة التي تركتها هذه الهجرات في القارة العجوز .
معارضة وأعتراض
مثلما لاقت الهجرات والمهاجرين قبولا وترحيبا في بدايتها لدى بعض الاوروبيين فإنها لاقت أيضا معارضة واعتراضا من بعض الدول والشعوب.
الذين ضاقوا من الاعداد الكبيبرة التي تأتي إلى بلدانهم بالطرق المشروعة أو غير المشروعة للبحث عن عمل وعن حياة كريمة جديدة .
ومن الأسباب إلى أدت ألى هذا الاعتراض والامتعاض من المهاجرين :
1- الاعداد التي كانت تصل إلى بعض الدول وتتسبب في ضغوطات كبيرة على الحكومات وثتقل كاحل الدول .
.
2-عدم الاستطاعة على ضبط هذا العدد الهائل من المهاجرين لعدم إلتزام جزء كبير منهم بالأنظمة والقوانين الموجودة في تلك البلدان.
3-تسلل بعض الجناة والقتلة والإرهابيين بين المهاجرين والخوف من قيامهم بنشاطات تهدد الأمن العام .
4-تشكيل جماعات ومنظمات وعصابات تزعزع الأمن وتضر بمواطني تلك الدول .
5-استغلال بعض الدول لهذه الهجرات كورقة ضغط على دول اوروبا والأعتراض في المنظمات الدولية لحقوق الإنسان.
في حال قيام هذه الدول بالتعامل مع المهاجرين بحزم ، ففي فبراير عام 2020.
حاول ما يزيد عن 10,000 فرد أن يعبروا الحدود بين تركيا واليونان
بعدما فتح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حدود بلده إلى أوروبا .
ولكن الجيش اليوناني والشرطة اليونانية اعترضت طريقهم وحالت دون عبورهم.
قاوم مئات الجنود اليونانيين هؤلاء المتسللين وأطلقوا عليهم الغاز المسيل للدموع.
يشمل هؤلاء الأفراد المعتدين أشخاصًا قادمين من أفريقيا وإيران وأفغانستان.
واستجابت اليونان لهذا الوضع بوقف طلبات اللجوء إليها لمدة شهرفي مارس عام 2020.
أشعل المهاجرون النيران وقذفوا زجاجات المولوتوف على الجانب اليوناني من الحدود لمحاولة هدم سور الحدود.
استجابت القوات اليونانية والأوروبية لذلك بالغاز المسيل للدموع وحاولوا إبقاء السور على حاله.
وبحلول 11 مارس اُعتقل 348 فردًا ومُنع 44,353 شخصًا من الدخول بشكل غير قانوني.
6- العنصرية تجاه الأديان الأخرى من بعض التيارات اليساريه الموجوده في اوروبا وخاصة ضد المسلمين .
وقيام بعض المنتمين لها بأعمال اعتداء وانتقام لهذه الجاليات .
7- استغلال ظروف بعض المهاجرين للقيام بأعمال ارهابية أو غيرأخلاقية .
كما فعلت داعش عندما جندت العديد من المهاجرين من افريقيا والدول العربية إلى اوروبا وأطلقت عليهم الذئاب المنفردة .
في هذا المقطع نرى فيه تفاجئ عائلة بريطانية من اثنان من المهاجرين او المتسللين الغير شرعيين.
يختبئون في صندوق الأمتعة ففتحوها وشاهدا المذكوران وهما من غينيا واريتيريا وتبين أن أعمارهم 16 سنة .
ومن أهم الأسباب التي تدفع الكثيرين إلى الهجرة :
1- النزاعات والحروب التي تحدث في العالم ، حيث يجبر عدد كبير من الأهالي على النزوح والخروج من أراضيهم ألى أماكن ودول أكثر أمن وسلام .
2- البحث عن حياة كريمة للعائلة وتأمين مستقبلهم والحفاظ على سلامتهم .
3- البحث عن فرص للعمل بسبب عدم تواجدها في بلد المهاجروخاصة فئة الشباب .
4- الفقر والظروف الصعبة التي يعيشها أغلب المهاجرين في بلدانهم .
6- الحصول على فرص للعمل ووجود إغراءات مالية كبيرة لبعض المهاجرين .
7- الظلم والبطش الذي تعرض له البعض كان سببا في خروجهم من بلدانهم وتحملهم عناء السفر ومشقته .
8-هروب البعض من المسائلة القانونية والعقوبة التي وقعت عليه في بلده .
9- تجنيد بعض المنظمات والجماعات الارهابية للبعض وإرسالهم إلى بعض الدول للقيام بأعمال إرهابية واتخاذ الهجرة كذريعة للوصول إلى تلك البلدان .
10- من أهم الأسباب التي تدفع الكثيرين للهجرة الفساد الذي يوجد في اغلب تلك الدول .
وعدم قيام حكومات تلك الدول بمحاربته لتحسين فرص العيش لمواطنيها والحفاظ على شعوبها من التشتت والتوجه إلى المجهول .
من المآسي التي تنتج من الهجرات الغير شرعية :
1- هروب العديد من المراهقين إلى دول اوروبا من دون علم ذويهم رغبة في التمتع بالحرية التي توجد فيها .
2- حالات الغرق والموت للعديد ممن يهاجرون عن طريق البحر .
3- حدوث جرائم متنوعة بسبب بعض المهاجرين الذي يقومون بأي شيء من أجل الوصول إلى وجهتهم .
4- تشديد الاجراءات على المهاجرين في دول اوروبا وهلاك الكثيرين منهم على الحدود قبل وصولهم ألى وجهاتهم .
5- تسلل الارهابيين ألى العديد من دول اوروبا وقيامهم بعمليات انتحارية وتفجيرات وقتلهم للابرياء .
تلك لمحة مختصرة عن الهجرات الغير شرعية إلى أوروبا والتي لن تتوقف طالما وجدت هنالك حروب وظلم وفرص للحصول على حياة أفضل من الحالية .