رسائل ماكرون
عار عظيم لحق بالطبقة السياسية اللبنانية بعد زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى بيروت وتوجهه مباشرة مكان الانفجار في مرفأ بيروت.
ومروره بعد ذلك على المناطق القريبه المتأثرة وخاصة شارع الجميزة الأثري والتقائه بالسكان واستماعه لحديثهم الغاضب.
ماكرون قام بما لم يقم به اي مسؤول لبناني واقترب من الناس وشاركهم آلامهم وعاش اجواء النكبة التي مرت على بلدهم ومناطقهم .
ولم يكفتي بما وصله إليه من شروحات وتوضيحات من المسؤولين بل قرر ان ينزل للشارع بنفسه ويرى ويسمع ما حدث على أرض الواقع .
زيارة ماذكرون لامست الجرح اللبناني الغائر واخرجت آهات شعبه الذي ضاق ذرعا من تصرفات السياسين الذين ركزوا على سفاسف الأمور وتركوا أهمها .
وتركوا هذا الشعب يعاني ويذوق الأمرين ، شعب لبنان شعب محب للحياة ولكن ما يحدث في هذه البلاد قلب هذا الحب لكراهية وجعل التذمر والاستياء هو السائد.
إن الهتافات التي صدرت من اللبنانيين الذين احتشدوا عند مرور الرئيس الفرنسي في شارع الجميزة تعبر عن الغضب الشديد التي يشعرون به .
ولكل كلمة رددوها معنى ولم تقل من أجل التنديد والاستنكار فقط بل قيلة لتحكي عما يدور في القلب والعقل من مشاعر واحاسيس .
فقد رددت الجماهير هتافات كثيره للرئيس الفرنسي ومنها ( أنتم أملنا الأخير ) .
فقد فقدت هذه الجماهير اليأس من الحكومة ولم تعد تثق فيها ورأت في زيارة ماكرون طوق النجاه .
ورددوا أيضا : (ثورة ثورة ) وفيها تعبير عن الحاجة الى ثورة تنزع هذه الطبقة السياسية وتنظف لبنان من الفئه الضالة التي عاثت في لبنان الفساد .
ومن يلحظ الحفاوة والترحاب الذي استقبل به ماكرون يرى انه فاق أي زعيم لبناني واعتبر الكثيرين من اللبنانيين ذلك شيئا مشينا ومعيبا .
ووصفوها بالنكبة الأخرى لانه لم يتمكن أي وزير لبناني من زيارة حي بيروتي وذلك لمعرفته التامه أنه سيرشق ويطرد ويلعن، وليس أكيدًا أنه سيبقى سالما".
وتباينت أراء كتاب الرأي اللبنانيين بين من وصف زيارة ماكرون بأنها تمثل "فرصة أخيرة" للإصلاح السياسي والقضاء على الفساد في البلاد.
ومن رأى فيها عودة للوصاية وربط تقديم مساعدات مشروطة بمصالح استعمارية.
حيث كتب أحدهم " أنه لا أمل في جماعة السلطة الذين ينادون بالوطنية ويطلقون الوعود بالإصلاح لكنهم فاسدون ويرهنون البلد للخارج ويدمِّرون الدولة.
والأمل الحقيقي يبقى في الناس الذين كفَروا وهؤلاء الناس أوصلوا رسالتهم إلى ماكرون: لا تُجرِّبوا المجرَّب.
هؤلاء لن يسيروا بالإصلاح ولو على قطع رأسهم. إنّهم يكذبون عليكم ويكسبون الوقت فقط. إذا أردتم فعلاً إنقاذ لبنان، ساعدونا للتخلّص منهم".
"كان ماكرون واضحا أمام المسؤولين: السلطة إما أن تُغيِّر سلوكها وإما أن تتغيَّر.
وحتى اليوم، أثبتت أنّها لا تريد لا أن تغيِّر السلوك ولا أن تتغيَّر.
وهذا ما سيدفع باريس إلى خيارات أخرى أكثر حزما، وبالتأكيد ستظهر سريعا. لا غطاء لكم بعد اليوم"
إن كل من في لبنان يعرفون أن المنظومة السياسيه الحالية فاسدة ما عدا أعضاء هذه المنظومة فهم يرون عكس ما يراه البقيه .
وهذا ما ركز عليه الرئيس الفرنسي واكد على ضرورة اجتثاث الفساد من لبنان وازاحة رموزه .
والا فإن فرنسا ستتخذ اجراءات ولا نعرف حتى الآن ماهي الإجراءات التي ستتخذ من قبلهم .
سنرى ما سيحدث بعد المهله التي تم الاتفاق عليها لايضاح كل ما يتعلق بالانفجارات السابقة.
وكذلك سننتظر ما ستقوم به الطبقة السياسيةمن تغييرات وأفعال تحفظ ما بقي لها من شرف وكرامة .
ماكرون في زيارته هذه وجه رسائل عميقة الحكومة والشعب اللبناني ومنها :
1/ فرنسا ستلعب دورا مهما في المرحلة المقبله في لبنان وستكون مؤثرة بشكل مباشر .
2/ سينتفضك الشعب على الفساد وسيحارب المفسدين وسيزيل الطبقة السياسية قريبا .
3/ لا ثقة في حكومة تسببت في كوارث ومصائب لوطنها وجعلته لقمة سائغة للمتربصين وأصحاب المصالح .
4/ الحزب بقيادة نصر الله معضلة يجب حلها والا لن تهدئ الاحوال أبدا وستظل لبنان على صفيح ساخن.
5/ الاحتجاجات التي ستحدث طبيعية يجب ضبطها وعدم تسيسها حتى لا تخرج الأوضاع عن السيطرة.
6/ أي رفض لتحقيقات دولية والاكتفاء بالتحقيق الداخلي سينسف كل الجهود وسيبقي الاجواء مشحونه وقابلة للانفجار .
7/ المساعدات ستسلم إلى الجمعيات المجتمعية التي ستقوم بتولي مسؤولية توزيعها على المستحقين والمحتاجين .
8/حكومة لبنان تعزل نفسها اكثر واكثر بتصرفاتها وتضعف البلد ويجب التعامل معها بجدية .
9/ لاتعامل مع الحكومة اللبنانية فيما يخص المساعدات والوضع في لبنان اصبح مسؤولية العالم .
10/ مهلة إصلاح الاحوال في لبنان فرصة أخيرة يجب استغلالها من الطبقة السياسية أفضل استغلال .
11/ بحبك يا لبنان كلمة تختصر كل شيء وإن فسرها البعض بتفسيرات مختلفه ولكنها تحمل معاني جميلة من الفرنسي الوسيم .
حفظ الله لبنان وأهله وطهره من شر الساسه و فسادهم.