المغتربون السياسيون / هل هم ظالمون أم مظلومون؟ -->
عالم محير 83 عالم محير 83

المغتربون السياسيون / هل هم ظالمون أم مظلومون؟

 


المغتربون السياسين / هل هم ظالمون أم مظلومون؟



المغتربين السياسين / هل هم ظالمون أم مظلومون؟


عند نشوب الحروب والخلافات في أي دولة من دول العالم تحدث أمور تكاد تكون ثابتة في كل المشاهد وهما:


1- التهجير القسري للشعب: وقد يكون بسبب القتل على الهوية والتنكيل او التهديدات التي تأتي من هنا وهناك وتضعهم في منتصف المعمعه والمخاطر.




2- النزوح الجماعي الذاتي: واسبابه الخوف من القصف ونيران الحرب التي لاتفرق بين أحد  والبحث عن مكان آمن حتى وإن كان في العراء وعلى حدود دولة مجاورة .



3- البقاء في البلاد: خوفا من المجهول الذي ينتظر خارجها والرضى بالمصير الذي سيأتي من هذه الحرب .



تلك التقسيمات التي تظهر بإستمرار تمثل جزءا يسيرا من تبعات الحروب وآثارها .



وقد تكون المجموعة الاولى والثانيه عرضة للاستغلال من بعض الفئات كالجماعات الارهابيه و الفرق الطائفيه ومروجي الفتن .



وقد يدفع الغضب بعض أولئك المتضررين والغاضبين الى الانسياق وراء الاغراءات التي سيجدونها من هذا الطرف أو ذاك .



وقد ينخرطون في معسكر الدول الطامعه والتي تحمل أجندات وتحتاج إلى ابناء هذه البلاد التي  لتنفيذ خططهم.


واحيانا قد يتسبب ضيق العيش والتضييق على بعض الاشخاص وخاصة من يحملون توجها معارضا للسلطة الحاكمة في البلد إلى انضمامهم لمن يجدونه قد يمنحهم فرصة افضل للعيش.


وبكل تأكيد لن يلتفتوا الى ما سيطلب منهم بشيء من الريبه بسبب حنقهم واستيائهم من الوضع الذي يعيشونه .




تلك الصور التي ذكرت هي احدى الطرق التي أدت الى ظهور" المغتربون السياسيون ".

تلك الفئه التي انتشرت منذ تفجر الأوضاع في عالمنا العربي وخاصة بعد ما سمي بالربيع العربي وقبله بقليل ، حمل كل شخصية من شخصياتها أجندات مختلفة ولكنها اجتمعت في أمر واحد وهو العداء للنظام القائم في بلدها.

فإذا تحدثنا عن المغتربين السياسين المصريين الذين حوت اغلبهم تركيا وساعدتهم في الظهور والبروز وقدمت لهم كل التسهيلات من أجل مهاجمة مصر ونظامها الحاكم .

ليس حبا فيهم وعطفا عليهم أو من باب أن تركيا بلد ديموقراطي ويسمح للجميع بإبداء الرأي من دون قيود ولكن من أجل تحقيق أهداف الله سبحانه ومن ثم  الأتراك ومن يتعامل معهم بوضوح اعلم بها .


وقد نجحت تلك الجهود التركية في تجنيد العديد من المصريين أصحاب الرأي السياسي المعارض ونجحوا هم بدورهم بأسلوبهم في الطرح أحيانا  والردح احيانا أخرى في استمالة عدد لا بأس من الناس تجاههم.


واعتقد أن أي عاقل وإن اختلف مع نظام الحكم في بلاده لن يرضى بأن يتم تشويه هذا البلد والنيل منه ومن تاريخه والتكسب من ذلك ببضع دولارات من هنا أو هناك .


ونحن لا ننكر ان في عالمنا العربي بشكل عام يصعب على المواطن العربي إبداء الرأي او المطالبه بتغيير من دون التعرض لعقوبه او تعنيف ولكن الكيد للبلد وحتى إن كان المقصود من يرأسها ليس حلا .


وخاصة إن كان هنالك من يدعم هذا التوجه بقوة ويسعى الى جعله واقعا ملموسا على الأرض واعيد وأكرر من يقوم بالتمويل يسعى وراء أهداف ومصالح وضعها مسبقا .


وقد يتحدث البعض عن الأصوات المعارضه التي لم تتغرب عن بلادها وظلت تواجه النظام من الداخل وتتحدث له مباشرة وبسبب ذلك تعرضت للاعتقال والتعذيب والقتل مالذي استفادته؟  هل وصل صوتها الذي كانت تريد إيصاله؟


هذا الأمر قد يجعل اغلب المعارضين يفكرون في التغرب وتوجيه سهام النقد والهجوم والاعتراض من خارج وطنهم خوفا من العقوبه وتأمينا للنفس من غضب النظام وبطشه.


وقد نتفق معهم في هذا الأمر ولكن هنالك ما يدعو للتفاؤل وهو أن من يقوم بالانتفاض من الداخل يكون تأثيره أقوى وأشمل لأنه يكون في قلب الطوفان يعايشه ويعرف خباياه ومكامن قوته وضعفه.


وحينما يتحدث يعرف ما يقول بالتحديد ويعرف كيف يوجه سهامه التي يطلقها وحتى وان تم التعرض له سيكون صوته قد وصل واثر في من حوله واذا كان في محيط ايجابي يستطيع الضغط على النظام والمسؤولين سيترك بصمة واضحة تغير الواقع من الداخل 

بعكس من هو في الخارج الذي يرى الأمور من بعيد ويعتمد في ما يقدم على ما يصله من الداخل من معلومات من اشخاص قام بتحنيدهم بنفسه أو أنهم تعاونوا معه من أجل نقل صورة ما يجري بالداخل .


وقد تكون اغلب تلك المعلومات الواردة له  غير صحيحه وقد يكون مصدرها  طامعا في مال أو حاقدا على شخص بعينه أو باحثا عن مكسب من مكاسب الدنيا الزائلة.

والذي يزعج أن يتم تحوير ما يصله من معلومات لصالح حزب او طائفة او جماعة وتهميش السواد الأعظم من الشعب وهذا ما يقوم به الكثيرين من أولئك للأسف .

فتراه يمجد في اشخاص ويرفعهم فوق الناس ويعلي مرابتهم حتى يعتقد المستمع والقارئ انهم وصلوا لمراتب الانبياء والصالحين وهم على نفيض ذلك .


وإن تم اتهامه بالانتماء الى الحزب او الجماعة الفلانيه أنكر ذلك بقوة وتحدث عن وطنيته وأنه محب ومخلص لتراب هذا البلد وينأى بنفسه عن التحزب والتعصب .


وقد وصل الأمر عند بعض أولئك إلى التحريض على التخريب والظهور ضد النظام ومواجهته وخاصة بعد نيله لثقة الناس الذي تأثروا بآرائه ومعتقداته  وأصبحوا ينتظرون ظهوره .


فقد غيب الناس العقل وأصبحوا يحبون من يفكر لهم ويوجههم ويقودهم وحتى لو كان إلى المجهول وأصبحت الكلمة المزخرفة والأسلوب الجذاب دليلا على المصداقيه .



وأصبح الحرص والخوف من الانتكاسة والكلام الصريح الصادق كذبا وتدليسا وفيه تثبيط للهمم ودعوة الى التخاذل .



وقد يتعرض بعض أولئك المغتربين الى هجوم واعتقال في الدولة التي هو فيها إذا لم ينفذ التعليمات التي صدرت إليه من المسؤولين في تلك الدولة أو كان النظام القائم في بلده متحالفا ومتعاونا مع نظام البلد المضيف له .



او بسبب انتهاء دوره وعدم الحاجه له والخوف من إفشائه الأشرار والتحدث أمام الملأ عن دور تلك البلد وكيف تم تجنيده من أجل تحقيق مصالحها التي ارتكزت على إثارة الفتن والقلاقل عند غيرها 




وقد شاهدنا تعرض الكثيرين للاعتقال في بلاد الغربة وتسليمهم إلى النظام المعارضين له ودائما ما يكون مصير اغلبهم القتل والتنكيل 


ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي ظهر العديد من الساسه والمحللين على قنوات تم انشائها لأغراض بعيدة عن السياسة ولكن لأن الناس تواكب الموجات تحول توجههم الى السياسة.


لأنهم رأوا انها بها مكسبا ويمكنهم من خلالها استعطاف الناس والتلاعب بمشاعرهم كيفما يشتهون وبسبب أن الشعوب العربية عاطفيه بدرجة كبيرة نجحوا بإمتياز في ذلك .


وأصبح اصحاب تلك القنوات وخاصة على تطبيق اليوتيوب يتفنون بنقل الاخبار وطريقة تقديم الحلقات ومهاجمة شخصيات بعينها ودول اخرى مع دولهم ولا يتعرضون للدولة التي يكونون فيها ابدا.


وقد تكون في تلك الدولة الانتهاكات مستمرة نهارا جهارا والتضييق على الناس والتعرض لهم لا يتوقف ولكن لأنهم أصبحوا بوقا لها تعاموا عن ما يجري بها وركزوا على الدول المعارضه أو المخالفه لها  .



مكاسب كبيرة قد يجنيها المغتربون السياسيون من بيوت وأموال وتسهيلات وحصانات دبلوماسية وحياة رغيدة ولكنهم سيخسرون وطنا وشعبا ينتمون إليه حينما يماط اللثام عن وجه الحقيقة .


وبعد ان تهدأ الأوضاع المشتعلة في تلك البلدان سيتبين من انتقد وهاجم خوفا على بلده وحرصا على مصلحة شعبه وتغييرا للمنكر الذي رآه ومن كان يطمع في التكسب والتربح وتحقيق احلام داعميه ومموليه .






التعليقات

';


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

عالم محير 83

2016