الداعية الكويتي سالم الطويل والمذهب الإباضي ومفتي عُمان
قررت السلطات الكويتية فصل الشيخ، سالم الطويل، وهو إمام وخطيب مسجد الصقر بمنطقة هدية، بمحافظة الأحمدي من وظيفته، بعد هجومه على المذهب الإباضي الذي يعتنقه أغلب سكان سلطنة عمان.
ونشرت صحف محلية مضمون قرار وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بتاريخ 12 من أغسطس/ آب الجاري، الذي يقضي بفصله من عمله وسحب المنزل المخصص له بمقتضى وظيفته، وذلك بعد ثبوت مخالفته الصريحة للتعليمات المنظمة لميثاق المسجد في البلاد.
ويتضمن ميثاق المسجد بنوداً تؤكد على أهمية الاعتدال والوسطية ونبذ كل أشكال الكراهية والعنف، وعلى احترام المذاهب والآراء الفقهية وعدم انتقاد أو التشهير بأي مذهب إسلامي معتبر، وتجنب الخوض في قضايا خلافية قد تُثير الفتنة.
وكان الطويل قد أثار موجة استياء في سلطنة عُمان ودول عربية أخرى، بعد انتقاده المتكرر للمذهب الإباضي، متهماً إياه بأنه يحتوي على "ضلالات وأباطيل"، وكذلك انتقاده مفتي سلطنة عمان، الشيخ أحمد بن حمد الخليلي.
من هو سالم الطويل؟
داعية كويتي ولد عام 1962، ينتمي للمذهب السني، درس بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، في المملكة العربية السعودية.
يعمل إماماً وخطيباً بمسجد الصقر بمحافظة الأحمدي بالكويت.
يعتبر الطويل من الدعاة البارزين وأثار الجدل مراراً، ففي أواخر عام 2020 انتقد حملات مقاطعة المنتجات الفرنسية، التي جاءت رداً على رسوم كاريكاتورية مسيئة الإساءة لنبي الإسلام محمد نشرتها صحف فرنسية، قائلاً إن هذه المقاطعات تسبب الفوضى. كما واجه دعوى قضائية بتهمة ازدراء المذاهب وضرب الوحدة الوطنية.
وأثار الجدل أيضاً بتصريحات عن حرب غزة، إذ هاجم حركة حماس الفلسطينية لشنها هجمات السابع من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023 على إسرائيل، "دون امتلاكها أي عناصر قوة تمكنها من مواجهة متكافئة"، حسب قوله. وبيّن أن غزة كانت آمنة ومستقرة قبل أن "يفسدها المقاومون" بحربهم مع إسرائيل.
وفي شهر فبراير/ شباط 2025، اتهم مغردون سالم الطويل بأنه دعا في مقطع فيديو أهل غزة إلى ترك أرضهم لليهود، إذا لم يتمكنوا من إقامة دينهم فيها، ورد الطويل على ذلك قائلاً إن ما أورده في الفيديو القديم هو مجرد نقل لرأي شيخ آخر، واتهم "الخبثاء" باجتزاء كلامه لتشويه صورته.
وكتب آخر ساخراً من الطويل: "لا اعتراض على قول ولي الأمر"، في إشارة إلى دعوة الطويل لطاعة الحاكم، ومن ثم عليه الامتثال لقرار فصله وتقبله بصدر رحب.
وكتب حساب أحمد ولي الكرار: "لما ذا لم تفصله الإدارة حين كان يثرثر في شأن غزة؟! لما ذا هذه الهبّة والفزعة من أجل مفتي الاباضية؟! هل المفتي أهم من غزة؟!"
وعبر مغردون كويتيون على موقع إكس عن "التبرؤ" من تصريحات الداعية الكويتي، واحترامهم لـ"أشقائهم" العمانيين.
#سالم_الطويل
— 🇰🇼عبدالله الفضلي (@q8_alfdhil) August 12, 2025
رسالة إلي الشعب العماني الشقيق ..
سالم الطويل يمثل نفسه فقط
ولا يمثل الكويتين
فلكم منا كل الاحترام والتقدير . pic.twitter.com/e9tBmkpVfB
بينما دافع آخرون عن الطويل، وانتقد حساب يحمل اسم فؤاد عطا الله "فرح أهل الباطل" بقرار سحب رخصة الإمامة والخطابة من الرجل، وكتب: "وما نقموا على الشيخ إلا أنه سلفيٌّ صريح، لا يخاف في الله لومة لائم، جهر بالحق، ووقف نفسه على تفسير القرآن، وشرح كتب السنة".
وكتب حساب أبو عبدالرحمن الشعيبي: "حملة... يقودها الإخوان... والاباضية ضد الشيخ سالم الطويل".
واعتبر مغردون مؤيدون للشيخ أن موقفه هذا ينفي اتهام البعض له بأنه من مؤيدي الحكام على طول الخط.
واتهمه آخرون بأنه "تمادى وتطاول على المسلمين في شتى بقاع الأرض دون رادع؛هاجم الشهداء والمجهادين في فلسطين".
وكتب مغردون يؤكدون على التنوع والتسامح بين أطياف الشعب العماني.
وغردت فاطمة الرحبي على منصة إكس: "الإباضية نسيج من الشعب العماني، والحكومة ونحن في عمان لا نرضى بتقسيم الشعب العماني لطوائف... وطريقتكم لزرع الفتنة في المجتمع العماني مكشوفة".
هذه عُمان إن كنت ما تعرف عُمان
— أ. باسم الراجحي (@Bassim121112) August 8, 2025
عقولنا ثوب التطرف رمنّه
نعانق المسجد بعد صوت الآذان
و نسجد إباضية و شيعة و سنّة#سالم_الطويل pic.twitter.com/O2nFMMESdC
وكتب حساب باسم الراجحي: "يعني بالله عليك الرسول قدوة للمسلمين و زار مريض يهودي بعد ما افتقده، و هذاك يهودي.. و الإباضي لا يعاد مريضهم!"، وذلك في استنكار لتصريحات الطويل بشأن الإباضية.
وكتب حساب ماريا: "داء الطائفية وفتنةُ التفرّقة بين المذاهب تُضعف الأمة وتُشتّت قواها... فلنتمسّك بوحدة الصف، ونتجاوز الخلاف بالحكمة، فالاختلاف في الفروع لا يفسد الوحدة وروح الجماعة".
وكتب حساب يحمل اسم ثائر الفاكه، على فيسبوك، معتبراً أن فصل الرجل من وظيفته "لم يأت انتصاراً للحق ولا غيرة على عقيدة بل كان انعكاساً صارخاً لانتقائية المعايير والهيمنة السياسية على مصالح الدين"، مشيراً إلى أنه على مدار سنوات كان الطويل "يهاجم علماء أهل السنة، ويسخر من المجاهدين في غزة... دون أن يتحرك أحد، لكن ما إن مسّ منهج الإباضية – المذهب الرسمي لسلطنة عمان وهي حليف سياسي للكويت – حتى أُقصي فوراً من على المنبر".