
ياسر أبو شباب وجماعته: جدل الدور والنوايا في سياق الصراع بغزة وتساؤلات حول كسر الهدنة
ظهور شخصية مثيرة للجدل في جنوب القطاع
برز اسم ياسر أبو شباب، وهو سجين سابق يتحدر من قبيلة الترابين في رفح، ليصبح شخصية مثيرة للجدل في جنوب قطاع غزة في خضم العمليات العسكرية. يقود أبو شباب ما يُعرف بـ "القوات الشعبية" أو "جهاز مكافحة الإرهاب"، وهي مليشيا مسلحة تعمل في مناطق معينة برفح. وقد أثار ظهوره تساؤلات كبيرة حول دوره الحقيقي ومستقبله في إدارة القطاع.
من هو ياسر أبو شباب؟ ملف شخصي متناقض
تتسم المعلومات المتوفرة حول أبو شباب وجماعته بالتناقض بين روايات مختلفة:
- خلفية جنائية: تشير تقارير إلى أن أبو شباب كان معتقلاً لدى الأجهزة الأمنية في غزة بتهم جنائية قبل أن يُطلق سراحه بعد قصف إسرائيلي استهدف المقرات الأمنية في أكتوبر 2023. 
- الدور المعلن: يصر أبو شباب على أن جماعته هي مجموعة من المواطنين التي تطوعت لحماية قوافل المساعدات الإنسانية من النهب والفساد، وتهدف إلى "إخراج حماس" من السلطة. 
- اتهامات بالعمالة: تتهمه قيادات حماس وبعض الأطراف الفلسطينية بالتعاون المباشر مع الجيش الإسرائيلي. وقد نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر أمنية إسرائيلية اعترافاً بتزويد مليشيا أبو شباب بالأسلحة والمعدات، كجزء من عملية تسليح جماعات محلية بديلة في غزة. 
الدور في كسر الهدنة: تساؤلات مفتوحة
مع كل جولة من المفاوضات أو اتفاق لوقف إطلاق النار، تبرز تساؤلات حول دور القوى غير الرسمية كجماعة أبو شباب في إمكانية كسر الهدنة في غزة.
- المنطق العسكري: العمليات العسكرية الكبرى التي تسببت في انهيار الهدن أو تجدد القتال عادةً ما تنسب إلى الأطراف الرئيسية في الصراع (حماس/الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي). ولا يوجد إثبات مباشر في بيانات الأطراف المتحاربة يربط جماعة أبو شباب ببدء أي جولة تصعيد واسعة. 
- سيناريو الاحتكاك: يكمن دور الجماعة المثير للجدل في مناطق نفوذها. قد يؤدي الاحتكاك المستمر بين عناصر هذه المليشيات المسلحة والمقاومين الفلسطينيين، أو أي احتكاك مع المدنيين خلال عمليات تأمين المساعدات، إلى فوضى أو عمليات انتقامية. كما أن وجود هذه المليشيات قد يُستخدم من قبل الجيش الإسرائيلي كذريعة للقصف أو تنفيذ عمليات عسكرية بحجة "حماية" هذه المجموعات، مما قد يؤدي بدوره إلى تجدد القتال على نطاق أوسع. 
- مطالب الحماية: اللافت أن أبو شباب نفسه طالب في وقت سابق بحماية دولية خلال فترات وقف إطلاق النار، معرباً عن خشيته من استهدافه من قبل حماس. هذا المطلب يؤكد عدم استقرار وضع هذه المجموعات داخل القطاع. 
الخاتمة: بيادق إدارة ما بعد الصراع
بصرف النظر عن دور جماعة أبو شباب في أي عملية لـ كسر الهدنة في غزة، فإن ظهور هذه المجموعات المسلحة غير الرسمية يمثل تحدياً كبيراً لمستقبل القطاع.
هذه الجماعات تُعتبر، في الرؤية الإسرائيلية، جزءاً من خطة إدارة غزة ما بعد الصراع، حيث يُنظر إليها كبديل إداري وأمني لملء الفراغ. في المقابل، يرفضها الفلسطينيون بشكل واسع ويعتبرونها جماعات خارجة عن الشرعية الوطنية. يظل مصير هذه القوات مرهوناً بالتطورات الميدانية والسياسية، خاصةً في ظل الضغوط التي تتعرض لها هذه المجموعات من قبل المقاومة والرفض الشعبي.
