
مروان البرغوثي: من هو ولماذا تُطالب به حماس؟
مروان البرغوثي يُعد من أبرز القادة الفلسطينيين المحبوسين في إسرائيل، واسمٌ يثار كثيرًا في سياق مفاوضات الأسرى والهدنة بين إسرائيل وحماس.
تُطالب حماس بالإفراج عنه كجزء من أي صفقة تبادل أسرى أو هدنة شاملة. لكن ما هي خلفية هذه المطالبة؟
وما موقع البرغوثي في السياسة الفلسطينية؟
وما العوائق التي تحول دون تحقيق إطلاق سراحه؟
هذا المقال يقف مع الوقفات التي توضّح الصورة، ويستنتج بعض السيناريوهات المحتملة.
مَن هو مروان البرغوثي؟
البرغوثي قائد بارز في حركة فتح، وكان من قيادات "التنظيم" (Tanzim) خلال الانتفاضة الثانية.
اعتقلته إسرائيل عام 2002، وأدين بتهم تتعلّق بالمسؤولية عن عدة هجمات قتل فيها إسرائيليون، ويحكم عليه بالسجن مدى الحياة مع عدة أحكام أخرى.
يُنظر إليه من قِبل كثير من الفلسطينيين كشخصية وطنية موحّدة بين فصائل المقاومة، ويحظى بشعبية كبيرة، خاصة بين من يرون فيه إمكانية للقيادة الفلسطينية في المستقبل.
الوقفة الثانية: لمَ تُطالب حماس بالإفراج عنه؟
حماس ترى في البرغوثي مطلبًا استراتيجيًا ضمن أي صفقة تبادل أسرى أو هدنة. يطلبون أن يكون اسمه من ضمن الدفعة الأولى من الأسرى الفلسطينيين الذين يُفرَج عنهم.
هناك تقارير تفيد أن الوسطاء، بما في ذلك بعض الجهات الدولية، يعترفون بشعبيته، ويرى بعضهم أن له دورًا قد يكون محوريًا بعد الأزمة، سواء في الضفة الغربية أو حتى كرمز سياسي.
الطلب بإطلاق سراحه ليس فقط من منظور سياسي داخلي، بل كأداة تفاوضية: حماس تراهن بأن تضمّينه في الاتفاق يعزز من دعم الرأي العام الفلسطيني، ويُظهِر حماس كطرف قادر على تحقيق مطالَب معتبرة.
الوقفة الثالثة: مواقف إسرائيل والمعوقات القانونية والسياسية
من جهة إسرائيل، هناك رفض متكرر لإطلاق سراح البرغوثي، خاصة لأنه مدان بأحكام عدة تتضمّن جرائم وصفت بأنها إرهابية، وتُرى من إسرائيل على أنها لا تُلائم إطلاق سراح أشخاص يعتبرونهم خطرًا أمنيًا.
التنازلات حول أسماء الأسرى أو من يُطلق سراحهم تشكّل جزءًا كبيرًا من المماطلة أو الخلافات. أي إطلاق سراح لشخص مثل البرغوثي يتطلب موافقة سياسية كبيرة، وقد تُثير ردود فعل داخلية في إسرائيل.
أيضًا، البرغوثي محتجز ضمن النظام القضائي الإسرائيلي الذي يفرض عليه أحكامًا صارمة، وأيّ تغيير لوضعه يُستلزم إجراءات قانونية وصياغة سياسية معقَّدة.
الوقفة الرابعة: الوضع في مفاوضات مثل شرم الشيخ
في مفاوضات شرم الشيخ، تُثار عدة موضوعات من ضمنها تبادل الأسرى، وقف إطلاق النار، إخراج القوات الإسرائيلية، والإعمار. البرغوثي يأتي ضمن قائمة مطالب حماس المتعلقة بإطلاق الأسرى.
لم يتم بعد التأكيد أن اسم البرغوثي مسجّل رسميًا ضمن الاتفاق النهائي، أو أن إسرائيل قبلت بإطلاق سراحه كشرط أساسي. هناك إشارات وتقارير ولكن لا دلائل موثوقة حتى الآن على اتفاق نهائي بهذا الشأن.
الوقفة الخامسة: التأثير السياسي والرمزي
إطلاق سراح البرغوثي يحمل رمزًا كبيرًا لدى الفلسطينيين والمراقبين الدوليين: يُنظر إليه كشخص قادر على توحيد الصفوف، وقد يكون جسراً بين الفصائل، خصوصًا بين فتح وحماس.
كما أن وجوده في الصفقة يُعطي قيمة تفاوضية عالية لحماس: يصوّرها كمفاوض لا يتنازل عن القضايا التي تراها أساسية، ويعزز من مكانتها بوصفها تطالب بحقوق الأسرى بشكل جاد.
كذلك، هو مطلب يُحفز الرأي العام الفلسطيني والعربي، ويستقطب تعاطفًا في الإعلام الدولي، مما يزيد الضغط على الأطراف المعنية للوصول إلى حلول.
الخاتمة: بين الواقع والمأمول
مطلب إطلاق سراح مروان البرغوثي يمثّل أكثر من قضية أسرى؛ إنه مطلب سياسي ورمزي يعكس رغبة الفلسطينيين في قيادة موحَّدة، في representação قوية بعد سنوات من الانقسام والاحتقان.
لكن على أرض الواقع، الإطلاق الفوري له يواجه عقبات كبيرة: موقف إسرائيلي متشدد، أحكام قضائية قوية، والمسألة القانونية المتعلقة بمنصبه إن أُطلق سراحه.
إذا كان مفاوضو شرم الشيخ أو أي مفاوضات مقبلة جادّين، فإن تضمين البرغوثي في الصفقة سيكون اختبارًا حقيقيًا لقدرة الأطراف على التنازل، وتحقيق توازن بين المطالب السياسية والظروف الأمنية والقانونية.