احتفالات في غزة وإسرائيل بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى

شهدت مدن قطاع غزة وكذلك إسرائيل مشاهد من الفرح عقب الإعلان عن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية حماس، وذلك بعد مفاوضات غير مباشرة استضافتها مدينة شرم الشيخ المصرية.

أجواء الفرح في غزة

منذ ساعات الفجر الأولى، خرج مئات الفلسطينيين إلى الشوارع في أجواء احتفالية، حيث رددوا الأناشيد الوطنية ورقصوا ابتهاجًا بالاتفاق الذي يضع حدًا لعامين من الحرب المدمرة على قطاع غزة المحاصر.

في مدينة غزة، التي تعرضت لدمار واسع وتشريد معظم سكانها، علت أصوات الهتافات في الشوارع رغم استمرار الغارات الإسرائيلية على بعض الأحياء مثل الشجاعية والتفاح والزيتون.

وعبّر المواطنون في غزة عن أملهم بأن يكون الاتفاق بداية حقيقية لإعادة الإعمار وعودة النازحين إلى ديارهم، مؤكدين أن وقف إطلاق النار يعني لهم وقف نزيف الدماء وفتح صفحة جديدة نحو الاستقرار والحياة الطبيعية.

المطالب الفلسطينية بعد الاتفاق

أكد الفلسطينيون على ضرورة وجود ضمانات دولية تلزم إسرائيل بعدم العودة للحرب، مع الإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية وبدء مشاريع إعادة إعمار البنية التحتية التي دمرها القصف، إضافة إلى عودة ملايين النازحين إلى منازلهم.

احتفالات في إسرائيل

وفي المقابل، شهدت تل أبيب ومناطق أخرى في إسرائيل أجواء من الفرح بعد الإعلان عن الصفقة التي تضمنت الإفراج عن أسرى إسرائيليين محتجزين في قطاع غزة. حيث عبرت عائلاتهم عن امتنانها وارتياحها بعد فترة طويلة من الانتظار والقلق.

كما وجهت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين الشكر لفريق التفاوض، فيما دعا ناشطون في إسرائيل الحكومة إلى الالتزام ببنود الاتفاق لضمان عودة جميع الأسرى.

تفاصيل الاتفاق

الاتفاق الذي أُعلن فجر الخميس جاء بعد أربعة أيام من مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل في شرم الشيخ. وينص على:

وقف إطلاق النار بشكل شامل في قطاع غزة.

• إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين مقابل الإفراج عن مئات المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

• إدخال مساعدات إنسانية عاجلة إلى القطاع

وتشير التقديرات إلى أن هناك عشرات الأسرى الإسرائيليين في غزة، بينما يقبع أكثر من 11 ألف معتقل فلسطيني في السجون الإسرائيلية وسط ظروف قاسية تشمل الإهمال الطبي وسوء المعاملة، وفق تقارير حقوقية محلية ودولية.

حصيلة الحرب على غزة

منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ارتكب الجيش الإسرائيلي مجازر وعمليات قصف عنيف خلفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم من الأطفال والنساء. كما ألقي على القطاع أكثر من 200 ألف طن من المتفجرات، ما أدى إلى تدمير نحو 90% من البنية التحتية والمباني السكنية، وأجبر ما يقارب مليوني مدني على النزوح القسري.

ورغم استمرار بعض الغارات الإسرائيلية حتى لحظة الإعلان عن الاتفاق، إلا أن الفلسطينيين والإسرائيليين استقبلوا الخبر بفرحة كبيرة، آملين أن يكون بداية لإنهاء دوامة الدماء والدمار، وفتح الطريق أمام السلام وإعادة الإعمار.