الانتخابات العراقية 2025: مفترق مصير وسط تقاطعات النفوذ الإقليمي والداخلي -->
عالم محير 83 عالم محير 83

الانتخابات العراقية 2025: مفترق مصير وسط تقاطعات النفوذ الإقليمي والداخلي

الانتخابات العراقية 2025: مفترق مصير وسط تقاطعات النفوذ الإقليمي والداخلي

الانتخابات العراقية 2025: مفترق مصير وسط تقاطعات النفوذ الإقليمي والداخلي


في وقتٍ تعيش فيه المنطقة تحولاتٍ كبيرة، تبرز العراق على مفترق طريق سياسي خطير مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المرتقبة نوفمبر 2025.


الانعطاف ليس محليّاً فقط بل إقليمياً، حينما يرتبط القرار العراقي بوازنات نفوذ كبيرة: من إيران إلى الولايات المتحدة، ومن القوى السورية واللبنانية إلى القوى الخليجية.


خلفية المشهد السياسي

البلاد تواجه ضغطاً خارجياً متزايداً، لا سيما بخصوص الجماعات المسلحة المرتبطة بإيران والموجودة على أراضيها.

من جهة أخرى، داخلياً يعاني العراق من تحديات البناء المؤسّسي، والتهميش الاقتصادي، وانتظار إصلاحات لم تأتِ بعد.

الانتخابات تأتي في لحظة «هشة» حيث يُنظر إليها كفرصة لإعادة صياغة الأوضاع، أو قد تكون مجرد مرّة أخرى من تبدّل الوجوه دون تغيير جوهري.


الأبعاد الإقليمية

إذا نجحت القوى الإيرانية في الحفاظ على نفوذها عبر الكتل البرلمانية أو الميليشيات، فستكون نتائج الانتخابات تعزيزاً لهذا النفوذ.

بالمقابل، تسعى الولايات المتحدة وبعض الدول الخليجية إلى دعم تشكيل حكومة عراقية «مستقلة» نسبياً، قادرة على ضبط السلاح خارج إطار الدولة، وإدارة علاقتها مع جيرانها بمرونة أكبر.

كذلك، الوضع في المنطقة: جولات التوتر بين إسرائيل وإيران، وإعادة ترتيب التحالفات الخليجية – كلها تؤثّر في ما سيُقرّ في بغداد.


ماذا على المحك داخل العراق؟

الشرعية: هل يكون البرلمان المقبل مدخلاً لإصلاح حقيقي أو استمراراً للنمط السابق من المحاصصة؟

السلاح والميلشيات: واحدة من أكبر الملفات، إذ أنّ قدرة الدولة على احتكار العنف تُعد مقياساً رئيسياً للدولة الحديثة.

الاقتصاد وفرص الشباب: الانتخابات يُنظر إليها كأمل لتغيير واقع التشغيل والخدمات، وإن تحقق ذلك فسيخدم الاستقرار، وإن لم يتحقق فقد تؤدي إلى مزيد من الغضب الاجتماعي.


التوقعات والسيناريوهات

سيناريو «الأفضلية الإصلاحية»: إعلان نتائج تؤدي إلى حكومة توافقية تضع تنفيذ إصلاحات ملموسة، والبدء بخطوات للحد من نفوذ الميليشيات.

سيناريو «الاحتفاظ بالنمط»: تغيير جزئي في الوجوه، لكن بقاء بنية النفوذ والفساد كما هي، ما يُنذر بعودة التأزم لاحقاً.

السيناريو «الصدمة»: نتيجة الانتخابات تؤدّي إلى شلل حكومي أو تصعيد داخلي/إقليمي يؤدي إلى تأجيل أو تغيير جذري.


في نهاية المطاف

 انتخابات العراق 2025 ليست مجرد محطة برلمانية، بل اختبار لقدرة الدولة العراقية على الانتقال من مرحلة ما بعد الصراع إلى مرحلة البناء. والعالم يراقب: إما أن تكون بداية حقبة جديدة، أو استمراراً لمنطق “نفس اللعبة بوجوه مختلفة”. وبغضّ النظر عمن يفوز، فإن الشعب العراقي هو الرابح أو الخاسر الأوّل – الأمر الذي سيقرّره مدى التغيير الحقيقي الذي سينفذ بعد الاقتراع.

التعليقات

';


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

عالم محير 83

2016