
ما الذي أُثير مؤخرًا حول حماس و"وقف الأمة"
ادّعاءات اختلاس التبرعات
ظهرت اتهامات بأن بعض مؤسسات خيرية مرتبطة بحركة الإخوان المسلمين، مثل “وقف الأمة” (Ummah Endowment) ومنصات تابعة لها، تستلم تبرعات لدعم غزة ثم تُسوّغ استخدامها بطرق لا تخدم الفقراء أو المحتاجين في القطاع. (All Israel News)
حماس بدورها ردّت بتصريح تقول فيه إن هناك “استيلاء” من بعض الأفراد على هذه المؤسسات الخيرية واستغلالها، وأنّ هذه المجموعات تشكّل خطرًا على سمعة الحركة وعلى مصالح الفلسطينيين. (All Israel News)
في بيانها، أسمت حماس بعض الأفراد (مثل سعيد أبو العبد، وفؤاد الزبيد، وآخرون) وادّعت أن هذه المؤسسات “خارج توجيهات الحركة” وتعمل بشكل مستقل لصالح مصالح ذاتية. (All Israel News)
أكّدت حماس أنها شكلت لجانًا خاصة لاسترداد هذه المؤسسات أو إصلاحها، لكنّها تقول إنه لم يتم التوصل إلى نتائج مرضية “حتى الآن.” (All Israel News)
مزاعم التضليل الإعلامي بعد وقف إطلاق النار
بعد مفاوضات وقف إطلاق النار (مثل التي رُعاها في شرم الشيخ)، ظهرت في وسائل التواصل مقاطع وصور يُزعم أنها تمثّل فوزًا لحماس، لكنّ وسائل تحقيق إعلامية، مثل الجزيرة، أوردت أن بعض هذه المواد “قديمة أو مضللة.” (الجزيرة نت)
مثال: تم تداول مقاطع تُظهر عناصر مسلحة لحماس يمشون في الشوارع ويدعون عودة قوتهم العسكرية فور التهدئة، لكن تبين أن بعض هذه الفيديوهات ليس جديدًا كما يُدعى. (الجزيرة نت)
أيضاً، هناك ادعاءات بأن حماس قامت بـ “إعدام” عملاء أو متعاونين مع إسرائيل في غزة بعد وقف القتال، لكن تحقيقات أظهرت أن بعض هذه المشاهد قد تكون قديمة أو متعلقة بغير هذا الاتفاق الأخير. (الجزيرة نت)
موقفها من تسليم السلاح
بحسب تقارير، هناك بند في بعض المقترحات (مثل خطة طرَحها الرئيس الأمريكي ترامب) يطالب بتسليم سلاح حماس كجزء من التهدئة أو السلام. حماس أعلنت أن “مطلب نزع السلاح” هو شيء “خارج النقاش” لديها. (Al-Quds)
هذه النقطة تُثير شكوكًا لدى بعض المراقبين من أن حماس ربما لا تلتزم تمامًا بمطالب السلام إذا استمرت في الاحتفاظ بأسلحتها.
من ردّ على هذه الانتقادات ولماذا؟
حماس نفسها: كما ذكرت، دافعت عن نفسها من الاتهامات الخاصة بالتبرعات الخيرية، ووجهت أصابع الاتهام نحو أفراد معينين، ووصفت الممارسات بأنها “استيلاء” على مؤسسات خيرية واستغلالها. (All Israel News)
قطر: استنكرت الانتقادات الإسرائيلية (مثل تصريحات نتنياهو) التي تلومها على استضافة مكتب سياسي لحماس، معتبرة أن استضافة الحماس تتم في إطار وساطة دولية، وأن هناك محاولات لتبرير الضربات الإسرائيلية على قادة الحركة. (Reuters)
شخصيات دولية وسياسية: هناك من يشير إلى أن بعض الانتقادات لحماس تأتي من جهات تعتبرها “منظمات إرهابية” أو تهدف إلى تقويض دورها السياسي والعسكري، خصوصًا في سياق مفاوضات وقف إطلاق النار أو تبادل أسرى.
مراقبون أكاديميون: هناك تحليل يشير إلى أن الإعلام الحديث (بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي) يلعب دورًا كبيرًا في تشكيل صورة حماس، وتضخم الجدل من خلال “معلومات مضللة” قد تأتي من جهات تروج لمصالح معينة. مثلاً دراسة أكاديمية تحليلّت التعليقات على يوتيوب ونقلت كيف أن غطاء الإعلامي يغير مواقف العامة تجاه الحركة. (arXiv)
الشعب الفلسطيني في غزة: بحسب تقارير، هناك مظاهرات داخل غزة ضد حماس. على سبيل المثال، في 2025، خرج متظاهرون يهتفون “Hamas out” (حماس ارحل)، ويعبرون عن استياء من سيطرة الحركة وإدارتها للأزمة. (Wikipedia)
إسلاميون آخرون / إخوان مسلمون: بعض المنتقدين يربطون بين حماس وجماعة الإخوان المسلمين، ويشبهون الانتقادات بأنها داخليّة بين “الإسلاميين السياسيين” – أي أن هناك صراعات أيديولوجية داخل التيار الإسلامي حول من يمثل “الأمة” وكيف تُدار القضايا الفلسطينية والخيرية.
لماذا تتعرض حماس للشك؟ — تحليل الأسباب
يمكن تقسيم الأسباب التي تجعل البعض يشكك في حماس (أو يهاجمها) إلى نماذج متعددة، بعضها موضوعي وبعضه أيديولوجي:
الصلة بالإخوان المسلمين
حماس تأسّست كفرع من الإخوان المسلمين في فلسطين، وهذا الربط يجعل الكثير من النقاد (خارجية وداخلية) يربطون نشاطها بغموض أيديولوجي، ويخافون من أن تكون جزءًا من شبكة إخوانية أوسع لها مصالح إسلاموية.
بعض الانتقادات تنبع من مخاوف من أن المؤسسات المرتبطة بحماس (مثل الوقف الخيري) تُستخدم لدعم أجندة إخوانية وليس فقط خدمة غزة، وهذا يثير شكوكًا حول الشفافية والمساءلة.
ممارسات تنظيمية داخلية
الادعاءات عن استيلاء بعض الأفراد على المؤسسات الخيرية تلمح إلى أن هناك فوضى أو صراع داخلي في حماس أو بين فصائل مرتبطة بها. إذا صحّت، فهذا يعطي مبررًا للنقد: ليس فقط من حيث الأيديولوجيا، لكن من الناحية المؤسسية والمالية.
استمرار حماس في الاحتفاظ بالسلاح (وفق ما تقول هي) يُعد نقطة خلاف: من وجهة نظر بعض الدول أو المراقبين، نزع السلاح شرط أساسي لسلام دائم، بينما بالنسبة لحماس، السلاح جزء من مقاومَتها ومصادر قوتها.
القوة الإعلامية والضغط الدولي
حماس تُحاط بغطاء إعلامي ضخم، وهناك من يستغل وسائل التواصل لنشر صور أو فيديوهات لتعزيز صورتها أو لترويج مبادرات. لكن هذا أيضًا يمكن أن يُستخدم ضدها: إذا تم تسريب أو تحريف بعض المواد يظهرها بطريقة قد تثير الشك من الجمهور الدولي أو العربي.
الدول الإقليمية والدول الكبرى (مثل إسرائيل، الولايات المتحدة، وبعض الدول العربية) لها مصلحة في تشويه صورة حماس إذا كان الهدف سياسي: سواء لتبرير الضربات العسكرية، أو للضغط على حماس في مفاوضات، أو لتغيير ميزان القوى في غزة.
مطالب شعبية فلسطينية
بعض الفلسطينيين داخل غزة يطالبون بحماس بمساءلة أكبر، خاصة إذا شعروا أن الحركة لم تنجح في توفير الحماية، أو الخدمات الأساسية، أو المشاركة الفاعلة في قرارات التهدئة أو إعادة الإعمار. المظاهرات التي طالبت بخروج حماس (كما ورد في التقارير) تعكس أن هناك جزءًا من الناس غير راضٍ عن الدور الذي تلعبه الحركة. (Wikipedia)
هذا النوع من الانتقاد ليس فقط خارجيًا، لكنه من الداخل الفلسطيني، وهذا يمنح بعض الانتقادات مصداقية لأنها قد تنبع من معاناة حقيقية من الناس في غزة وليس فقط من خصوم حماس.
هل الانتقادات مجرد “اتهموا حماس لأنها إخوان”؟
ليس كله كذلك، لكن جزءًا منها بالتأكيد يعبّر عن هذا المنظور:
نعم، هناك من ينتقد حماس فقط لأنها مرتبطة بالإخوان المسلمين، ويعتبرون أي تنظيم إخواني تهديدًا أيديولوجيًا أو سياسيًا. هذا النوع من النقد أيديولوجي ويمكن أن يكون مبنيًا على خوف من نفوذ الإسلام السياسي.
لكن هناك أيضًا قضايا واقعية: الادعاءات المالية، تساؤلات حول الشفافية، الاتهامات بالتصرفات التي قد لا تخدم المصلحة العامة للفلسطينيين (وليست فقط فكرة إخوانية) — هذه انتقادات لها أساس عملي.
لدى حماس أيضًا مصلحة في الرد على هذه الانتقادات لأنها تؤثر على صورتها الدولية والمحلية، وربما على دعمها المالي والدوّلية. الردود التي أطلقتها حماس (فضح الأسماء، تشكيل لجان) تُظهر أنها تأخذ هذه الاتهامات بجدية، وليست مجرد تكتيك دعائي.
لماذا هذا مهم الآن
في سياق التهدئة، وقف إطلاق النار، أو مفاوضات الأسرى، سمعة حماس مهمة جدًا: من جهة، كشريك تفاوضي؛ ومن جهة أخرى، كقوة مقاومة داخل غزة.
أي انتقاد داخلي (من الفلسطينيين) يمنح دفعة لمن يضغط على حماس لتغيّر سياسية أو تنظيمية — سواء في شفافية مؤسساتها أو في سياستها العسكرية.
من الناحية الإقليمية والدولية، الاتهامات يمكن أن تُستخدم للتأثير على الدعم المالي أو السياسي، خاصة من الدول المانحة أو الدول التي لها نفوذ على جماعات الإسلام السياسي.