
جوشوا يضع حدًا للاستعراض بلكمة قاضية
جيك بول يسقط في مواجهة غير متكافئة منذ البداية
احتاج بطل العالم السابق في الوزن الثقيل، البريطاني أنتوني جوشوا، إلى ست جولات فقط لوضع نهاية واضحة لمواجهة وُصفت منذ الإعلان عنها بأنها غير متوازنة، بعدما أطاح باليوتيوبر الأميركي جيك بول، الذي قضى معظم النزال محاولًا النجاة أكثر من البحث عن القتال.
منذ الجولة الأولى، بدا الفارق شاسعًا في الخبرة والقوة والبنية الجسدية، إذ اعتمد بول على الحركة المستمرة والابتعاد عن الاشتباك المباشر، ما أثار إحباط جوشوا تدريجيًا، قبل أن يفرض إيقاعه أخيرًا في الجولات الحاسمة.
العد التنازلي للسقوط
في الجولة الخامسة، نجح جوشوا في إسقاط بول لأول مرة بعد ضربة يمينية قوية، قبل أن يتكرر المشهد مجددًا. ورغم محاولات الأميركي الوقوف واستكمال النزال، فإن الجولة السادسة شهدت النهاية الحاسمة، عندما وجه جوشوا لكمة يمينية مستقيمة ونظيفة أسقطت بول أرضًا، منهية النزال بصورة مفاجئة داخل صالة كاسيا سنتر في ميامي.
وعجز بول عن النهوض قبل انتهاء العد، لكن مشهد مغادرته الحلبة واقفًا على قدميه دون مساعدة خفف من القلق داخل القاعة.
وقال جوشوا (36 عامًا) عقب النزال:
"لم يكن هذا أفضل أداء لي، لكن الهدف كان واضحًا: تثبيت جيك بول وإيذاؤه. استغرق الأمر وقتًا أطول مما توقعت، إلا أن اللكمة اليمنى وصلت في النهاية".
نتيجة متوقعة وتساؤلات مشروعة
جاءت النتيجة متوافقة مع توقعات معظم المتابعين، لكنها أعادت في الوقت نفسه فتح باب الجدل حول مخاطر السلامة الناتجة عن تنظيم نزالات بهذا الفارق الكبير في الخبرة والحجم والقوة.
وبهذا الانتصار، رفع جوشوا رصيده إلى 29 فوزًا من أصل 33 نزالًا احترافيًا، ليصبح جاهزًا لتحويل أنظاره إلى تحديات أكثر جدية، وفي مقدمتها المواجهة المرتقبة منذ سنوات مع تايسون فيوري.
ووجّه جوشوا رسالة مباشرة لغريمه قائلاً:
"تعال وواجه أحد أكثر المقاتلين الحقيقيين. إذا كنت فعلًا كما تصف نفسك، فالحلبة تنتظرك".
بول يخفق في صناعة المفاجأة
في المقابل، أخفق جيك بول (28 عامًا) في الوفاء بوعده بصناعة "أعظم مفاجأة في تاريخ الملاكمة". وأظهرت مجريات النزال معاناته الواضحة، حيث قضى فترات طويلة متشبثًا بساقي جوشوا أو ساقطًا أرضًا، في صورة عكست بوضوح الفارق البدني الكبير بين الطرفين.
ورغم توجيه بول بعض اللكمات المحدودة، فإن امتداد النزال حتى الجولة السادسة لم يكن مؤشرًا إيجابيًا لجوشوا بقدر ما كان دليلًا على حذر مبالغ فيه.
أجواء مشحونة واستعراض خارج الحلبة
دخل جوشوا الحلبة أولًا وسط ردود فعل متباينة من جمهور بلغ عدده نحو 20 ألف متفرج، محافظًا على ملامح جادة انسجامًا مع تأكيده المسبق أنه سيتعامل مع النزال بجدية كاملة.
أما دخول بول، فحمل طابعًا استعراضيًا، إذ كان محاطًا بمغني الراب 6ix9ine، المعروف بسجله المثير للجدل وقضايا جنائية سابقة، ما أضفى طابعًا استفزازيًا على المشهد.
ومع انطلاق النزال، لجأ بول إلى التحرك الدائم للخلف، وسط صيحات استهجان متصاعدة، بينما لاحقه جوشوا بسلسلة من اللكمات الثقيلة التي أخطأت الهدف في معظمها، في حين رد بول بحركات استعراضية وإخراج لسانه للجمهور.
الذروة في الجولتين الأخيرتين
في الجولة الرابعة، وجّه بول لكمة يمينية دائرية لم تترك أثرًا يُذكر على جوشوا. لكن الجولة الخامسة حملت التحول المنتظر، إذ أسقطت ضربة يمينية بول أرضًا، أعقبتها سلسلة لكمات أخرى زادت من معاناته.
وفي الجولة السادسة، أرسلت ضربة يمينية جديدة بول إلى الأرض مجددًا، ما دفع بعض الجماهير للمطالبة بتدخل الحكم، خصوصًا لدى من تذكروا الضربة القاضية العنيفة التي وجهها جوشوا سابقًا إلى فرانسيس نجانو.
ورغم أن النهاية لم تكن بنفس القسوة، فإن اللكمة اليمنى المستقيمة – التي انتظرها جوشوا طوال الليل – أصابت هدفها أخيرًا وحسمت المواجهة.
عرض ترفيهي بعائدات ضخمة
بُث النزال مباشرة لأكثر من 300 مليون مشترك عبر منصة نتفليكس، وحضره عدد من النجوم، بينهم لاعب الغولف روري ماكلروي، ومغنيا الراب ريك روس وتيمبالاند.
واعترف جوشوا بأن النزال لم يكن اختبارًا فنيًا بحتًا، بل عرضًا ترفيهيًا منظمًا، قائلاً:
"لا أهتم كثيرًا بالإرث. كل إرث يدوم خمسين عامًا ثم يختفي. هذا ما أفعله وسأواصل فعله".
وسيغادر جوشوا ميامي بعد أن حصد عائدات قُدّرت بنحو 210 ملايين جنيه إسترليني، مع توقعات بخوض نزال تمهيدي في فبراير/شباط المقبل، قبل مواجهة محتملة مع فيوري في 2026.
أما بول، فأقر بتلقيه "ضربًا قاسيًا"، لكنه أبدى إصرارًا على العودة، قائلاً:
"أعتقد أن فكي مكسور، لكن لا مشكلة. سأعود يومًا ما وأحقق لقب بطولة العالم في الوزن الخفيف الثقيل".