
ما حصل حتى الآن: طلب العفو ورسالة من ترامب
في 30 نوفمبر 2025، تقدم نتنياهو بطلب رسمي بالعفو إلى رئيس الدولة إسحاق هرتسوج، رغم أن محاكمته في قضايا فساد (رشوة، احتيال، خيانة الأمانة) لا تزال جارية ولم يصدر حكم نهائي ضده بعد. politico.com+2مصراوي.كوم+2
قبل ذلك، وجه ترامب — خلال زيارة له إلى إسرائيل وخطاب أمام الكنيست — دعوة رسمية لهرتسوج لمنح العفو لنتنياهو. الجزيرة نت+2المصري اليوم+2
ترامب وصف محاكمة نتنياهو بأنها “ذات دوافع سياسية” و”مضايقة غير مبرّرة” لشخص خدم إسرائيل في الحروب، قائلاً إن “الوقت قد حان لإنهاء هذا الصراع القانوني وإعطائه فرصة لتوحيد إسرائيل.” مصراوي.كوم+2الجزيرة نت+2
رغم ذلك، رد مكتب رئيس الدولة بأن “العفو لا يمكن منحه إلا وفق القواعد القانونية”، مشيرًا إلى أن العفو عادة يُمنح للمُدانين بعد انتهاء الإجراءات القضائية، وليس أثناء المحاكمة. ifi.today+2الجزيرة نت+2
🔹 لماذا هذه المحاولة؟ ما هي الأهداف من العفو؟
• إنقاذ “بيبي” سياسياً — وتثبيت حكمه
نتنياهو يواجه ثلاث قضايا فساد تستمر منذ سنوات. طلب العفو — حتى دون إدانة — يهدف إلى إنهاء هذه القضايا بشكل سريع ومنحه فرصة للتركيز على مهام الحكم، خصوصًا في ظل التوترات الأمنية والسياسية. مصراوي.كوم+2المصري اليوم+2
كما أن دعمه من ترامب يعطيه غطاء خارجي، لأن العفو يأتي من حليف قوي يعارض المحاكمات، ما يعني أن نتنياهو يحاول استثمار النفوذ الدولي لتخفيف الضغوط الداخلية.
• إعادة تشكيل الوضع السياسي في إسرائيل
العفو يعني تجاوز المحاكمات → خروج نتنياهو “من دائرة الاتهام” → إمكانية استمرار حزب يميني قوي في السلطة.
لأن الخطوة ستُفسّر من قبل مؤيديه كـ “تكريس قيادة قوية في زمن حرب وأزمات”.
• رسالة محورية: أن بعض الشخصيات “فوق القانون”
إذا مُنح العفو قبل صدور حكم، فإن ذلك يبعث برسالة قوية تفيد أن رموزًا سياسية كبارًا يمكنهم التفلت من المحاسبة القضائية.
وهذا مهم في الصراع بين قوى يدافعون عن سيادة القانون، وبين من يرون أن المصلحة السياسية تفوق القوانين.
🔹 ماذا يعني تدخل ترامب؟ ولماذا هو مهم؟

ترامب ليس فقط داعمًا سياسياً لنتنياهو، بل يستخدم نفوذه لتغيير مسار دولة ذات سيادة: طلب رسمي لإسقاط محاكمة ديمقراطية داخل إسرائيل. هذا يضع علامة استفهام كبيرة على استقلالية القضاء الصهيوني. الجزيرة نت+2ifi.today+2
هذا التدخل الأمريكي يفتح الباب أمام ما يُسمّى “ضغوط خارجية على مؤسسات دولة مستقلة” — وهو ما يثير جدلًا داخليًا كبيرًا في إسرائيل حتى بين مؤيدي نتنياهو، لأن البعض يرون أن التسوية بالقوة السياسية تهدد مستقبل “دولة المؤسسات”. الجزيرة نت+2مصراوي.كوم+2
إذا تم العفو، فإن العلاقات الإسرائيلية-أمريكية قد تدخل مرحلة جديدة من الاعتماد المتبادل (دعم سياسي مقابل تسويات داخلية)، ما يعيد بناء الخريطة السياسية في المنطقة بحسب أولويات ترامب.
🔹 الاحتمالات framture — ما الذي قد يحصل بعد العفو (إذا مُنِح)؟
| السيناريو | ما يعنيه لإسرائيل | ما يعنيه لنتنياهو |
|---|---|---|
| عفو كامل + إنهاء القضايا | تراجع كبير في ثقة جزء من المجتمع بالقضاء — انتكاسة لمبدأ “لا أحد فوق القانون” | نتنياهو يحظى بـ “سنة جديدة” من السلطة دون ملاحقة قضائية — يستعيد قوته داخليًا وخارجيًا |
| عفو مشروط (استقالة، انسحاب من السياسة) | قد يوفر توازن مؤقت بين السلطة والقانون — تخفيف الاحتقان السياسي | نتنياهو يخرج “بشرف” لكنه يفقد نفوذه في القيادة الفعلية |
| رفض العفو → مواصلة المحاكمة | تأكيد استقلالية المؤسسات القضائية — حماية مبدأ المساواة أمام القانون | نتائج الحكم قد تطيح بمسيرته السياسية بالكامل، أو ترسخ للمقاومة القانونية والسياسية |
🔹 أين “دولة المؤسسات وسيادة القانون” من كل هذا؟
منح العفو لرئيس يحاكم بتهم فساد — قبل إصدار حكم — يشكّل سابقة خطيرة: إذ تصبح الأدلة، التحقيقات، والمحاسبة القانونية رهينة للعبة سياسية.
القضاء الإسرائيلي — الذي لطالما تبجّحت إسرائيل بأنّه ضمان “ديمقراطيتها” — يجد نفسه أمام اختبار لمبدأ أن “القانون فوق الجميع”، وليس فوق “أصدقاء السياسة”.
إذا تم العفو، فسيُطرح سؤال جوهري: هل ما زالت إسرائيل دولة مؤسسات، أم أنها باتت دولة تحكمها الولاءات السياسية والنفوذ الخارجي؟
🔹 خلاصة: صراع على هوية إسرائيل ومستقبل مؤسساتها
محاولة نتنياهو (بدعم من ترامب) للحصول على العفو ليست مجرد قضية شخصية أو سياسية لحظة، بل هي معركة رمزية حول ما إذا كانت إسرائيل ستبقى دولة مؤسسات، تُحاسب الجميع على قدم المساواة، أم أنها ستتحوّل إلى نظام يُدار بالولاء السياسي والنفوذ. القرار المرتقب من الرئيس هرتسوج يخضع لضغوط هائلة — وهو قد يكتب فصلًا جديدًا في تاريخ إسرائيل، بعنوان: هل القانون فوق الجميع؟ أم أن البعض فوق القانون؟