بيروت تبكي / والعالم يهب لتضميد جراجها -->
عالم محير 83 عالم محير 83

بيروت تبكي / والعالم يهب لتضميد جراجها


بيروت تبكي / والعالم يهب لتضميد جراجها

بيروت تبكي / والعالم يهب لتضميد جراحها 

فاجعة كبيرة تلك التي أصابت العاصمة اللبنانية بيروت ولست مبالغا إن أطلقت على ماحدث اسم  كارثة ، وذلك لأنها تخطت حدود لبنان وأثرت في العالم بأسره وتألم كل من تابع ما جرى .

فكل الدول بدون استثناء تفاعلت مع هذا المصاب الجلل وتعاطفت مع اللبنانيين ، ولم يقتصر هذا التعاطف على التضامن عبر قنوات التواصل المختلفه بل تعداه إلى أكثر من ذلك.بيروت لا تبكي فكلنا  بيروت وما أصابك أوجعنا قبل أن يوجعك هذا لسان حال كل صديق ومحب وعاشق للبنان وشعبه .  وقبل أن يتحدث رئيس الجمهورية اللبنانية  ميشيل عون ويطلب من الدول الصديقة الوقوف مع بلده في هذه المحنة التي عصفت بالبلاد كان لهذه الدول قدم السبق في مد العون والوقوف إلى جانب الشعب اللبناني .   فهنالك دول قامت بإرسال طواقم طبية ومساعدات مختلفة لإحتواء الوضع وهنالك دول أبدت استعدادها لتقديم كل ما يحتاجه لبنان وشعبه  لتخطي هذه الأزمة مثل فرنسا ودول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول العربية والغربية . كل ردود الفعل هذه تدل على أمر واحد وهواتفاق دول العالم على  حب  لبنان وشعبها تقديره لهذه البلد الجميل  الصغير في مساحته الكبير في مقامه . وعلى الرغم من  المشاكل المزمنة التي تعانيها لبنان وتتعلق بالامور السياسية والانشقاقات الداخلية بين الاحزاب والتيارات اللبنانية وسطوة حزب الله على أغلب القرارت في لبنان ، ولكن لبنان بترابها وهوائها وكل بقعة فيها تحظى بمحبة كبيرة من العالم بأسره. وبدأ من تصريحات مسؤولي الدول التي هبت لنجدة لبنان أن هذه المساعدات التي ستصل للبنان هي موجهة للشعب اللبناني بشكل مباشر وليس للحكومة التي فقدت مصداقيتها عند الكثير من تلك الدول بسبب عدم اتفاق جميع الاطياف السياسه  على حل ينهي الأزمة التي تعيشها لبنان منذ فترة طويلة . وأشار البعض أن هنالك خشية أن تقوم البعض بإستغلال هذه المساعدات التي ستصل الى لبنان وجعلها حكرا لهم على حساب الشعب الذي يستحقها ، ولذلك نبهوا على المسؤولين وطلبوا منهم ضرورة التأكد من هذا الأمر. واتفق أغلب المحللين والمراقبين على أن هذا التفاعل والتعاطف الكبيرين مع هذه الاضرار التي حلت بسبب الانفجارات التي حدثت في بيروت من كل العالم يحمل رسالة للشعب اللبناني وليس الحكومة مفادها أن الشعب اللبناني الذي قدر له أن ترأسه حكومة غير مسؤولة هو مهم للجميع ولن يترك وحده وسيجد من يقف معه ويعينه ويساعده إن احتاج للمساعدة . الشعب اللبناني يستحق كل الخير ويستحق أن تدير أموره وشؤونه حكومة أفضل من حكومته الحالية ، يجب أن يتولى أمر اللبنانيين من يخاف الله فيهم ويسعى لإصلاح أمورهم والعمل على تحسين مستواهم المعيشي وإعادة كل مظاهر الحياة إلى هذا البلد الجميل بشعبه وأرضة وما يحويه . للبنان خصوصية تميزها عن باقي دول بلاد  الشام فهي تعتبر حلقة الوصل بين سوريا والاردن وفلسطين واغلب الاحداث التي مرت على تلك الدول كان للبنان دور فيها منذ قديم الزمان إلى التاريخ المعاصرولن نستطيع ذكر سوريا أو فلسطين أو الاردن من دون ذكر لبنان  . وللبنانيين  ميزات تجعلهم مختلفين في كل شيء ونحن لا ننتقص من شعوب باقي الدول ولكن من خلال تعاملي مع اخواني من بلدان الشام رأيت أن اللبنانيين مختلفين عن غيرهم . فهم لديهم سهولة في التعامل وغالبا ما يتعاملون معك بعفويه غير طبيعيه تجعلك تخجل من الشخص الذي تتعامل معه كما أنهم مخلصون جدا في عملهم وهم  يتجنبون المشاكل ولا يسعون إلى اثارة الفتن بل يحاولون القضاء عليها  ، ولكن كما قلنا مشكلتهم في الحكومات التي مرت على بلدهم .مخالطة اللبنانيين يعطيك أملا كبيرا ويجعلك تحب الحياة وتسعى فيها من دون تردد أو تراجع فهم الغوا كلمة اليأس من قوانينهم رغم كل المنغصات التي توجد حولهم في هذا البلد  الذي كانت السياسة وبالا عليه . ولو قدر الله ان تحظى لبنان بحكومة تعمل أكثر مما تتحدث وتسعى للتطوير والحفاظ على هذا البلد وهذا الشعب ستجد لبنان مختلفا بشكل كلي وسنرى الوجه الأخر للبنانيين الذي ساهمت المشاكل السياسيه بتغييبه .  كلنا أمل بأن ينهض لبنان من هذه المحنة قويا كما نهض سابقا من عدة أزمات مرت عليه ، ونتمنى أن تكون هذه الانفجارات بمثابة المنبه الذي يوقظ ضمائر المسؤولين اللبنانيين ويعيدهم إلى جادة الحق والصواب ويكتفون بما قاموا به من تقصير في حق شعبهم ووطنهم  . ويلتفتوا إلى هذا الشعب الذي عانى الأمرين ويعاني إلى الأن ، وأما ما يتعلق بمن يتبعون أجندات وتعليمات خارجية فهؤلاء لابد أن يعرف اللبنانيين طريقة التعامل معهم وسيجدون من يعينهم ويساعدهم على ذلك . لبنان قوي وسيعود أفضل مما كان وهذه الانفجارات ستقوية ولن تضعفه وستزيده عزيمة وتصميما على القيام من جديد وكل ما تدمر سيتم إصلاحه وستعود  الأمور إلى طبيعتها في القريب العاجل بإذن الله . 







التعليقات

';


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

عالم محير 83

2016