الصبر ضياء

 

الصـــــــــــبر ضيــــــــــــــــاء 

من الاحاديث العظيمة التي قالها رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم :    (الصبرضياء). 

حديث قصير بمعان غزيرة وعميقة ستحتاج صفحات عديدة لتبيانه واستخراج الفوائد التي فيه فدعونا نذكر بعض هذه المعاني ونستفيد مما جاء فيه من الحق . 

( الصبر ضياء )

 وقد يفقد الانسان المصاب بهذه الهموم والمشاكل بصره أو بصيرته  ولا يرى أمامه وقد يخطأ بلسانه وينتحب ويخطأ أو يسب أو يعترض على قضاء الله وقدره فإذا تخلق بالصبر أنار له البصر وأنار له البصيرة . 

وللصبر ثلاث أنواع وأقسام : 

1- الصبر على الطاعات 

من الامور التي تصعب على الناس بسبب مغريات الحياة والملهيات الموجودة في حياتنا 

الالتزام بالطاعات والصبر عليها . 

لقد أصبحت الانشغالات كثيره في وقتنا الحالي من وسائل تواصل وأعمال ومشاغل ولذلك

تجد أن الوقت ينسحب من تحت قدميك من دون أن تقوم بإنهاء جزء يسير مما كنت تخطط للقيام به في الأمس . 

ولكن مع كل هذه الانشغالات يجب على كل شخص أن لا ينسى أن عليه واجبات يجب القيام بها وهي ما سيسأل عنها يوم الحساب . 

ولن تقبل الاعذار في ذلك اليوم لأن تلك الاعمال أمرنا بها من ربنا جل وعلا وهي السبب الرئيسي الذي خلقنا لأجله .

والطاعات التي يجب علينا فعلها تحتاج الى صبر ومجالده وأن لم يوجد هذا الصبر فلن نستطيع القيام بها ليس لصعوبتها .

ولكن لأن المولى عزوجل قدر أن تكون طريق الجنة محفوفة بالشهوات والصعوبات والامور التي تشتت العقل وتجعله غير مركز على الطاعة الواجبه عليه . 

ومن يستطيع التحلي بالصبر على الطاعات سيلحظ التغير الكبير الذي سيحصل في حياته وستفتح له ابواب الرزق والتوفيق على مصراعيها . 

ومن وسائل الصبر على الطاعات :

1- اليقين أن نتيجة هذا الصبر الذي سيبذله الشخص خير عظيم من الله تعالى .

2- ضبط النفس وابعادها عن الملهيات والتقليل من الانشغالات في الأوقات المخصصه للعبادات . 

3- تخصيص أوقات معينة لأداء بعض العبادات كقراءة القران والصلاة وجعلها أوقاتا ثابته . 

4- اليقين من أن الله سيعوض كل منا خيرا إن تركنا شيئا له من أجل عبادته وطاعته . 

5- نشر الوعي والنصح للناس بالطريقة والاسلوب الحسن . 

2- الصبر عن المعاصي 

وهذا النوع من أنواع الصبر يحتاجه كل شخص منا في هذا الوقت المخيف ، حيث انتشرت الفتن وسهلت المعاصي واصبحت كل وسائل تسهيلها متاحة للجميع . 

ومما يجعل الأمور أكثر صعوبه هي أن المعاصي والفتن أصبحت من الامور التي اعتاد الناس عليها . 

وأصبح إستنكارها وعدم الرضى بها يجعلك عرضة للهجوم من الكثيرين وستجد أنهم يتهمونك بالتعصب والتخلف . 

لأنهم يرون أن ما يقومون به من معاصي يعتبر حرية شخصية وأمورا تدخل في باب التطور والرقي الذي وصلت له البشرية أخيرا وهذا أمر واقع للاسف . 

ولذلك أعتبر المحافظ على نفسه من الانزلاق في هذا المستنقع العفن والرافض لمثل هذه التصرفات غريبا . 

ومن وسائل الصبر عن المعاصي : 

1- الدعاء لله بالثبات على الحق وعدم الانجراف خلف تيار المعاصي . 

2- الابتعاد عن كل ما قد يوقع الشخص في الفتن . 

3- الزواج وتحصين النفس أن كانت هنالك استطاعة وهي وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاشر الشباب . 

4- الصيام . 

5 - استغلال وسائل التواصل الاجتماعي بنشر الامور المفيده التي قد تسهم في التخفيف من وطأة الفتن والمعاصي وتؤثر في المستمعين والمتابعين . 

3- الصبر على الابتلاء  

في منعطفات الحياة يمر الانسان ببعض الظروف التي تشق عليه في بعض الاحيان وتثقل كاهله وتجعله يتذمر ويشتكي وقد يصل به الفكر إلى الحاق الاذى بنفسه من أجل الخلاص من الهموم والضيق .

 

ونحن كمسلمين نؤمن أن الابتلاء يصيبنا إما لرفع درجاتنا أو للتكفير عن خطايانا وذنوبنا.

وقد يبتلى الانسان في دينه وفي عرضه وفي ماله ولكل نوع من تلك الانواع صعوبته ومراحله ولكن كل تلك الابتلاءات تشترك بأمر واحد وهو الصبر . 

وأمتنا من أكثر الأمم التي ستتعرض للابتلاءات كما قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم . 

الذي إن وجد في اي منها فإنه يجعلها هينة على ذلك الشخص ويجعله قادرا على مواجهة الويلات التي تأتي ورائها والصبر على ألمها . 

ومن وسائل الصبر على الابتلاء 

1- التحمل وانتظار الجزاء العظيم من الرب الكريم 

2- في كل محنه منحه وهذا الأمر يكتشفه الكثيرين من الذين ابتلوا فلا بد أن نبحث في كل محنه عن المنح التي اعطينا لها من دون أن نشعر . 

3- التعلم والاستفاده من ابتلاءات الغير وكما يقال من رأي مصيبة غيره هانت عليه مصيبته . 

4- إن كان الابتلاء  قابلا للعرض على الغير لا مانع من التحدث به وإشراك من يعز عليك لعلك هذه المشاركة تعطيك حلا أو تفتح لك نافذة أمل جديدة . 

 يقول البعض الشكوى لغير الله مذله ونحن لا نقصد الشكوى بقدر ما نقصد المشاركة مع الغير والانسان اجتماعي بطبعه . 

5- تذكر أننا في الدنيا والدنيا دار ابتلاء وأجمل ماقيل فيها :

حـكـمُ المنـيَّـةِ فـــي الـبـريَّـةِ جـــار** مـــا هـــذه الـدُّنـيــا بــــدار قــــرارِ

بيـنـا يُــرى الإنـسـانُ فيـهـا مُخـبـراً ** حـتَّـى يُــرى خـبـراً مــن الأَخـبــارِ

 

طُبِعَـتْ علـى كَــدَرٍ وأنــت تريـدهـا ** صـفــواً مـــن الأقـــذاءِ والأكـــدارِ

ومـكـلِّـفُ الأيَّـــامِ ضــــدَّ طـبـاعـهـا ** متطـلِّـبٌ فــي الـمــاءِ جَـــذوةَ نـــارِ

واخيرا ان الصبر على الطاعات والصبر عن المعاصي والصبر على الابتلاء جميعها تمثل

اختبارات يجب على الانسان المرور بها في حياته ولكل منها تأثير على الانسان في حياته الدنيا والاخرة .